ضخ البنك المركزى الصينى 502 مليار رنمينبى صينى «أى ما يعادل 74 مليار دولار» فى نظامه المصرفى اﻷثنين الماضى، من أجل المساعدة فى تعزيز الاقتصاد المحلى الضعيف ضد تأثير الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة والاحتكاك المتزايد مع واشنطن إثر تدنى قيمة عملتها.
كانت عملية الضخ هى الخطوة الأكثر تأكيداً فى سلسلة من المؤشرات الأخيرة على اتجاه بكين نحو تسهيل السياسة النقدية.
وأشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أن هذه الخطوة جاءت عقب التهديدات المستمرة من جانب الرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب، فى نهاية الأسبوع الماضى بفرض تعريفات جمركية على جميع الصادرات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة والبالغ قيمتها 500 مليار دولار.
وفى ظل إثارة المخاطر حول تحول الحرب التجارية الناشبة بين الولايات المتحدة والصين إلى حرب عملة، اتهم ترامب بكين بالتلاعب فى علمتها المحلية الرنمينبى، التى وصلت نهاية اﻷسبوع الماضى إلى أدنى مستوياتها خلال عام مقابل الدولار الأمريكى، كما أنها انخفضت بنسبة 5% منذ بداية يونيو الماضى.
وتعد عملية الضخ الأكبر على الإطلاق من قبل بنك الشعب الصينى باستخدام ما يسمى بمرفق الإقراض التيسيرى متوسط اﻷجل، وهى أداة سياسية تم إنشائها فى عام 2014 لتقديم القروض إلى البنوك التجارية لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وحتى 12 شهراً.
وقال شاو يو، كبير الاقتصاديين فى شركة أورينت سيكيوريتيز فى مدينة شنغهاى الصينية: «يمكن أن يؤدى إطلاق السيولة إلى تنشيط بعض التدفقات الائتمانية، ولكن مازال من السابق لأوانه تسمية هذا الحافز الواسع القاعدة، خاصة أن الأمر يتعلق بتجديد السيولة أكثر من فتح الباب على مصرعيه»، مشيرا إلى أن تخفيف المديونية لايزال هو التركيز الرئيسى فى الوقت الراهن.
وتأتى قروض بنك الشعب الصينى على القمة مقارنة بغيرها من خطوات التيسير النقدى اﻷخيرة، بما فى ذلك ضخ نحو 700 مليار رنمينبى فى نهاية يونيو الماضى، عندما تم تخفيض حصة الودائع التى يتعين على البنوك الاحتفاظ بها احتياطيا فى البنك المركزى، والتى لا تتاح من أجل الإقراض والاستثمار.
ويظهر توفير المزيد من السيولة تحرك بكين تجاه دعم النمو، حيث يضاف التباطؤ فى قطاع الإسكان والبنية التحتية إلى الضغوط الناتجة عن الحرب التجارية الأمريكية المتصاعدة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الاقتصاد الصينى نما بنسبة 6.7% فى الربع السنوى الثانى من العام الجارى، ولكنها أبطأ وتيرة نمو له منذ عام 2016، وذلك بحسب البيانات الرسمية الصادرة فى الأسبوع الماضى.