وعدت الإدارة الأمريكية بتقديم مليارات الدولارات من المساعدات لاسترضاء المزارعين وتعويض الأثر الاقتصادى لحروبها التجارية فى الوقت الذى أشاد فيه الرئيس الأمريكى بقائمته المتنامية من التعريفات الجمركية.
وتهدف خطة المساعدات التى تبلغ قيمتها 12 مليار دولار إلى مساعدة مزارعى فول الصويا وغيرهم الذين تضرروا من فرض رسوم انتقامية يفرضها شركاء تجاريين مثل الصين والاتحاد الأوروبى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الإدراة الأمريكية ستقوم بتعويض المزارعين من خلال مدفوعات نقدية مباشرة للمزارعين أو عن طريق شراء منتجات لاستخدامها من قبل بنوك الغذاء ويتم إدارتها عن طريق مؤسسة ائتمان السلع التى تم إنشائها لمساعدة المزارعين فى حالات الطوارئ الاقتصادية.
وقال المسئولون إن الهدف من الخطة الأمريكية هو تقديم المساعدة للمزارعين فى وقت تستخدم فيه إدارة ترامب، التعريفات لزيادة نفوذها فى المفاوضات مع الشركاء التجاريين.
وقال وزير الزراعة الأمريكى سون بيردوى، «لقد وعد الرئيس ترامب منذ اليوم الأول بأن يقف خلف كل مزارع أمريكى ومن الواضح أن هذا هو الحل على المدى القصير الذى سيعطى الرئيس ترامب، وقتاً للعمل على سياسة تجارية طويلة الأجل ومعالجة القضايا التى ستمتد إلى جميع قطاعات الاقتصاد الأمريكى».
وجاء هذا التحرك قبل زيارة سيقوم بها رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر، لإجراء محادثات تهدف إلى نزع فتيل التوترات التجارية المتصاعدة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المساعدات المقدمة للمزارعين بمثابة علامة على الكيفية التى تستعد بها الإدارة من أجل خوض معركة مطولة فى مجال التجارة.
وفى علامة على قلق الإدارة الأمريكية على مدى رد فعل محلية متزايدة يسعى الرئيس الأمريكى لتوضيح مدى أهمية التعريفات والترويج لها على أنها تفك عقوداً من الخلل فى الميزان التجارى الذى ضرب قطاع التصنيع فى البلاد.
وذكرت الصحيفة أن أى ضعف فى الدعم من قبل ترامب، فى الولايات الزراعية التى كانت حاسمة فى فوزه بالانتخابات عام 2016 يمكن أن يثير مشاكل للجمهورين فى الكونجرس فى الانتخابات النصفية المقررة فى نوفمبر المقبل.
وفرضت الولايات المتحدة ضرائب استيراد جديدة على الألومنيوم والصلب من جميع أنحاء العالم وحوالى 34 مليار دولار من البضائع من الصين وهدد الرئيس بتوسيعها إلى 350 مليار دولار من الواردات من السيارات وقطع الغيار وكذلك بما يصل إلى 500 مليار دولار فى التجارة مع الصين.
وسيأتى اختبار كبير لتلك الاستراتيجية اليوم الأربعاء عندما يزور جونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، واشنطن لإجراء محادثات تهدف إلى اقناع ترامب، بعدم المضى قدمًا فى تعريفاته الخاصة بالسيارات.