تعد المتغيرات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية المؤشر الرئيسى لتطور الخدمات المقدمة فى الأسواق، إذ تخلق تلك المتغيرات احتياجات جديدة تفتح المجال والفرص أمام لاعبين جدد يمكنهم تلبية تلك الاحتياجات، وهو ما ظهر جلياً فى مجالات وقطاعات مختلفة مثل الاتصالات والنقل والسياحة وغيرها.
وبالنظر للارتباط الوثيق بين صناعة الاتصالات التسويقية والإعلامية من جهة والشركات والكيانات المتواجدة بالأسواق والقطاعات الاقتصادية المختلفة، كما تعد جزءاً أصيلاً فى رحلة تطورها ونموها، لذا تأتى استجابة تلك الصناعة للتطور والابتكار حتى تستطيع مواجهة أى متغيرات بشكل قوى ودائم، وبالتالى تستطيع تلبية احتياجات عملائها، من هنا بدأ العاملون بالصناعة تغيير المفاهيم التقليدية الخاصة بها.
فى البداية، كانت الشركات العاملة بمجال الاتصالات التسويقية والإعلامية تضع استراتيجيتها لتعظيم العائد على الاستثمار للكيانات المتعاملة معها، والحفاظ على حصصها السوقية ومجابهة المنافسة بجميع السبل حتى لا يصيبها أى تراجع فيما تجنيه من أرباح، وذلك دون النظر إلى جودة المنتج أو الخدمة التى تقدمها للسوق، لذا غلبت على تلك الفترة الأفكار التى تهدف إلى زيادة نسبة المبيعات.
وعندما احتدمت المنافسة بين أصحاب العلامات التجارية وتحولت من تحقيق الأرباح وزيادة حجم المبيعات الى تكسير العظام، بالمنافسة على الاحتفاظ بالمستهلك والعميل وامتلاك حصة سوقية ثابتة قابلة للزيادة ولا يمكنها التراجع، تحولت شركات الاتصالات التسويقية والإعلامية للاهتمام بتقديم الأفكار التى تهدف إلى إبراز جودة المنتج والاهتمام بالقيمة المضافة للعلامة التجارية ومدى رضاء العملاء عنها.
وبدأت حرب الأفكار والتركيز على الابتكار بين المسوقين، لجذب القوى الشرائية للعملاء وضمان ولائهم، فزاد الطلب على شركات الاتصالات التسويقية والإعلامية الأكثر إبداعاً وابتكاراً فى تقديم حلول، تضمن للعلامات التجارية البقاء بقوة أطول فترة ممكنة خلال دورة حياتها.
ولأن كلمة الفصل دائماً لمعايير السوق ومتغيراته، احتل عدد من العلامات التجارية صدارة الأسواق وحققت نجاحات، ولكن لعوامل اقتصادية وتكنولوجية وسياسية مختلفة تخارجت تلك العلامات من الأسواق، لتختل المعادلة، حيث لم تعد الأفكار التسويقية أو القدرة على الحفاظ على حجم المبيعات أو العملاء هى أساس البقاء أو تحقيق الأرباح.
فالمتغيرات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية المتواصلة خلقت احتياجاً إلى نوع آخر من الخدمات له علاقة بخلق سمعة جيدة للعلامات التجارية، وإدارة تلك السمعة والحفاظ عليها لتكون حائط الدفاع الأول فى مواجهة أى أزمات محتملة.
وأدت هذه المتغيرات إلى استحداث خدمات مبتكرة للاتصالات التسويقية والإعلامية، جعلت الأسواق تشهد منافسة جديدة بين مقدمى تلك الخدمات لضم تلك الكيانات إلى قائمة عملائها، بعدما أصبح اعتماد الشركات على الوكالات ضرورة وليس رفاهية لمواجهة تلك المتغيرات والحفاظ على مكانتها وصورتها الذهنية فى الأسواق التى تعمل بها.
ولكن، لأن القدرة على التطوير المستمر لأداء الكوادر العاملة فى وكالات التسويقية والإعلامية هى الضمانة الوحيدة للبقاء، لتقدم حلولاً وأفكاراً تدعم بها مكانه الشركات المتعاملة معها، تراجعت بعض الوكالات خطوات للخلف واختفت أخرى من المشهد، فى ظل عدم قدرتها على تلبية احتياجات السوق فى ثوبه الجديد الملىء بالصعوبات والتحديات، بل والأزمات.
لكل ما تقدم، لا داعى لأن تتعجب، عزيزى القارئ، إذا علمت أن الشركات التى تقود سوق العلاقات الاعلامية حالياً قد لا يتجاوز عمرها فى السوق 3 سنوات فقط، بعدما باتت الفرصة سانحة لدخول دماء شابة جديدة قادرة على التطوير والابتكار وتلبية احتياجات السوق واللاعبين به.
وبطبيعة الحال فالمنافسة فى تلك المجال تكون فى مصلحة الجميع لأنها تُلزم الوكالات بالتطوير المستمر لمستوى أدائها حتى تستمر، وفى الوقت ذاته تضمن للشركات والعملاء الحصول على أفضل الخدمات بأقل مقابل مالى.
وأصبحت القاعدة الآن بالسوق المصرى أن القدرة على الاستمرار لمن يمتلك المعرفة know how وقادر على الابتكار، بعدما دفع الوضع الحالى بالسوق المصرى الوكالات لدعم الصورة الذهنية للشركات وبناء سمعة طيبة لها عن طريق ابتكار أفكار لها علاقة بقيام الشركات بمسئوليتها المجتمعية تجاه الوطن.
لذلك، تأسست شركة سى اس ار إيجيبت لتكون الشركة المصرية الوحيدة المتخصصة فى تقديم خدمات وحلول واستشارات لدعم العلامات التجارية وإدارة سمعتها، من خلال تطبيق استراتيجية «مواطنة الشركات».
تستهدف هذه الاستراتيجية تشجيع الشركات على القيام بمسئولياتها المجتمعية لدمج العلامات التجارية بالمجتمع، ومنحها القدرة على التكيف مع جميع المتغيرات بتحويل العلامة التجارية إلى مواطن صالح يعيش ويتعايش مع المجتمع، وترسيخ مفهوم المسئولية المجتمعية وضرورة القيام بها لدعم خطط الدولة وتحويل الشركات والكيانات من مجرد كيانات اقتصادية هدفها جنى الأرباح إلى كيانات فعالة مرتبطة بالوطن، تحمل همومه وتتحمل مسئولياتها تجاهه.
فالمواطنة الصالحة للشركات من أهم استرتيجيات بناء سمعة جيدة ومستدامة، لأنها تحسن العلاقة بين أصحاب الأعمال وجميع الأطراف المعنية سواء جهات حكومية أو عاملين أو مواطنين، بما يعود بالنفع عليها.
كما تساعد الكيانات الكبرى على تقليل المخاطر وتحسين مكانتها وخلق ميزة تنافسية لها، مما ينعكس على زيادة حصتها السوقية، وضمان ولاء عملائها بأسلوب أكثر فاعلية، مما ينعكس فى النهاية على أرباحها بالإيجاب.
ولذلك حرصت شركة سى اس ار إيجيبت منذ تأسيسها على تزويد السوق المصرى سواء شركات أو وكالات بالأفكار والمبادرات والاستشارات اللازمة لدعم مفهوم المواطنة لدى عملائها.
كما تعقد الشركة ملتقى سنوى للمسئولية المجتمعية، منذ 4 أعوام، لخلق الوعى بأهمية قيام الشركات بمسئوليتها المجتمعية وتتيح الفرصة أمام الخبراء والمهتمين لعرض تجاربهم الناجحة، بما يحقق هدف الشركة بوجود كيان ينسق وينظم العمل التنموى فى مصر، من أجل تحقيق خطة مصر للتنمية وخلق نمو مستدام يحقق استراتيجية 2030.
ولذلك، يتعين على الدولة أن تقدم الحوافز التى تدعم مفهوم المواطنة لدى الشركات، فيما يأتى دور شركات الاتصالات التسويقية والإعلامية لتوجيه الميزانية الخاصة للعلامات التجارية لخدمة المجتمع لما لها مردود قوى على سمعة الشركات، التى ينبغى أن تحرص هى الأخرى على أن تكون عنصراً صالحاً وفعالاً ملتزم بمسئوليته تجاه الدولة.
ونلتزم نحن فى شركة سى اس ار إيجيبت بمواصلة دورنا فى تحقيق التكامل بين الجميع من أجل تنمية الوطن وتحسين مستوى معيشة المواطن، لنتجه جميعاً نحو طريق واحد وهو المواطنة للشركات وأبناء الوطن.
حسن مصطفى
المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة سى إس آر