واحدة من التجارب المصرية الناجحة فى المجالات الجديدة التى لم يطرق بابها أحد؛ هى شركة «كرم» التى بادرت باقتحام قطاع غير مأمون الربح فى سوق اعتمد لسنوات على طاقة كهربية تأتى من سد عالٍ فى الجنوب، ومحطات تقليدية موزعة على المحافظات.
تأسست «كرم سولار» فى مصر عام 2011، لتعمل بمجالات التحول إلى الطاقة الشمسية النظيفة، وتوسعت الشركة بإطلاق شركة تابعة لها تحمل اسم «كرم بيلد» تنفذ مجتمعات عمرانية تعمل بالطاقة الشمسية بالكامل.
الشركة عملت فى البداية على إيجاد حلول لمشاكل المزارع البعيدة فى الصحراء والمتمثلة فى ضعف قدرات مضخات المياة من الآبار، واحتياجها إلى السولار، فبدأت توفير تكنولوجيا ضخ المياه من الآبار بالطاقة الشمسية، ولكن اعتمدت على تقنيات مستوردة تم تطويرها من خلال فريق العمل وانتهت للحصول على براءة اختراع تم تسجيلها دولياً؛ حيث تم تطوير طلمبات ضخ المياه بقدرة تصل 600 حصان، بالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط، بديلاً عن الأنظمة التى تعمل بالديزل لتوفر %60 من تكلفة الزراعة.
المجالات التى تعمل بها «كرم سولار» انتبهت لها الحكومة بعد سنوات؛ لتقر تعريفة إنتاج الطاقة الكهربية من المصادر المتجددة سواء الشمس أو الرياح، وفقاً لتعاقدات مع شركات استثمارية تتضمن شراء الطاقة المنتجة من المحطات.
وبدأت «كرم سولار» بترخيص خدماتها لتحويل المنازل للعمل بالطاقة الشمسية بدلاً من الكهرباء لتُصبح بذلك الشركة الرسمية الأولى فى مصر التى تحصل على ترخيص بتزويد المنازل بالطاقة الكهربائية المُستمدة من أشعة الشمس.
تطور أعمال «كرم سولار» امتد إلى تقديم حلول مبتكرة منها تركيب نظام لتوليد الطاقة من أشعة الشمس فى المنازل ليعمل مع التيار الكهربائى التقليدى، ويتم احتساب كمية الطاقة التى تم توليدها من النظام الشمسى الخاص بالمُستخدم تلقائياً بصفة شهرية، وعند زيادة إنتاج الطاقة الشمسية على حاجة استخدامه من الكهرباء يحصل المُستخدم على رصيد يبلغ 0.7 جنيه عن كل كيلو وات ساعة تم توليدها ولم يستخدمها.
أحمد زهران، الشريك المؤسس، الرئيس التنفيذى لشركة «كرم سولار» يرى أن الشركات الناشئة هى القادرة على استغلال الموارد المتجددة لتوفير حلول مستدامة بأنظمة الطاقة.
«زهران» وصل بشركته لتكون أكبر شركة خاصة لتوليد الطاقة الشمسية بمصر ولديها خبرة استثنائية فى تطوير محطات ضخ الطاقة الشمسية عالية السعة، كما تقدم محطات طاقة شمسية خارج الشبكة الكهربية.
وضمن خطة الشركة التوسعية تم تاسيس شركة «كرم بيلد»، المتخصصة فى تصاميم المبانى الموفرة للطاقة والمستدامة بيئياً لتكون الوحيدة فى مصر التى تعمل على دمج تكنولوجيا الطاقة الشمسية فى تصميم المبنى.
وتعتمد الشركة على قسم مستقل للأبحاث والتطوير يسعى إلى توفير التكامل فى مجال الطاقة الشمسية وتطوير البرمجيات والأجهزة والبناء المستدام بعدد من المجلات، وتعتمد على مختبر الأبحاث والتطوير الذى يقع فى الواحات البحرية بالصحراء الغربية.
وتخطط الشركة لأن تكون أول منتج غير حكومى للكهرباء يبيع الطاقة للقطاع الخاص، وتستعد الشركة لإنشاء محطات للطاقة الشمسية لبيع الكهرباء للقطاع الخاص بقدرة 70 ميجاوات واستثمارات تصل إلى 80 مليون دولار.
تابع: «أريد نقل الطاقة فى مناطق بأكملها إلى خارج الشبكة، هكذا أرى السوق الحقيقى فى مصر، توفير الكهرباء بسعر تنافسى وبأعلى جودة للقطاع الخاص، وذلك ضمن آليات وضوابط قانون الكهرباء».