الكهرباء : استثمارات الصين في القطاع كبيرة جدا..والانتاج يصل 54 ألف ميجا بنهاية العام


قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور أيمن حمزة إن الاستثمارات الصينية في قطاع الكهرباء “كبيرة جدا، وفي تزايد مستمر”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إجمالي إنتاج الكهرباء في مصر سيصل في نهاية 2018 إلى حوالي 54 ألف ميجاوات، بحجم احتياطي بلغ حوالي 25%، ما يسمح بتلبية كل احتياجات المشروعات التنموية والاستثمارات.
وأضاف حمزة -في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بثتها اليوم السبت- أن “الجانبين المصري والصيني يتعاونان في حزمة من المشروعات على مستوى إنتاج الكهرباء والنقل والتوزيع والخدمات، وأن الصين تقدم دائما وأبدا تكنولوجيا متقدمة، وجودة عالية بأقل سعر، والتعاون معها من أحسن لأحسن، والحكومة المصرية منفتحة على كل الخبرات للتوصل إلى أفضل التكنولوجيات المتاحة لتحقيق تأمين التغذية الكهربائية واستدامتها”.
وتابع “الصين نجحت في تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، وأتوقع أن تزيد استثماراتها في مصر، التي تسعى للاستفادة من الخبرات الصينية، ويتم تدريب كوادر مصرية في الصين، وأيضا في مصر بالتعاون مع الشركات الصينية، وهذا أمر مهم، لاكتساب الخبرات”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور أيمن حمزة إلى أنه تم خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين الأسبوع الماضي التوقيع على مشروعين من المشروعات الضخمة في مجال الكهرباء، أولهما: مشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالفحم النظيف في منطقة الحمراوين على ساحل البحر الأحمر.
وأوضح أن تحالفا صينيا من شركتي (دونغ فانغ) و(شنغهاي إلكتريك) سوف ينفذ هذه المحطة، التي تعد الأولى في مصر بالفحم النظيف، والأكبر في الشرق الأوسط، وذلك باستثمارات تبلغ حوالي 4.4 مليار دولار، فيما من المقرر أن يستغرق تنفيذ محطة الحمراوين حوالي ست سنوات، وتتكون من ست وحدات تعمل بتكنولوجيا “الضغوط فوق الحرجة”، وهي أفضل تكنولوجيا متاحة حاليا، وذلك لإنتاج ستة آلاف ميجاوات.
ولفت حمزة إلى أن التحالف الصيني سيلتزم عند إنشاء المحطة بالاشتراطات البيئية، خاصة أن العقد ينص على إنشاء ميناء خاص بالمحطة، وتداول الفحم من خلال مخازن مغلقة.
وقال حمزة إن المشروع الثاني الذي تم التوقيع عليه خلال زيارة السيسي للصين هو إنشاء محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة في محافظة السويس شرقي القاهرة، مشيرا إلى أن “مصر يمكنها إنتاج 90 ألف ميجاوات من الشمس والرياح لكن التحدي هو عدم توفرهما طوال اليوم، وبالتالي نحتاج إلى نوع من التخزين، لذلك تم التوقيع على إنشاء محطة عتاقة، التي ستكون الأولى من نوعها في مصر، والأكبر في الشرق الأوسط، والرابعة عالميا”.
ونوه حمزة إلى أن المحطة تقوم على استخدام المياه المعالجة من الصرف الصحي معالجة ثلاثية، وعند توفر الطاقة المنتجة من الشمس والرياح سيتم رفع المياه إلى مستوى 600 متر، وعند الاحتياج إليها يتم نزول المياه، مشيرا إلى أن المحطة، التي ستنفذها شركة (سينوهيدرو) الصينية، ستنتج 2400 ميجاوات من خلال 8 وحدات، وذلك بتكلفة 2.6 مليار دولار.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أنه “لأول مرة يتم إنشاء محطة بالفحم النظيف، وأخرى بالضخ والتخزين في مصر، إلى جانب إنشاء العدادات الذكية، والشركات الصينية هي من تتولى تنفيذ هذه المشروعات”.
وشدد حمزة على أن التعاون المصري الصيني في قطاع الكهرباء لا يقتصر على مجال إنتاج الكهرباء في مشروعي الحمراوين وعتاقة، بل يمتد ليشمل مجالات أخرى، حيث تقوم شركة (ستيت جريد) الصينية بإنشاء 1210 كيلو مترات من الخطوط الهوائية الخاصة بجهد 500 كيلو فولت، كما أن هناك شركات صينية أخرى تعمل في الخدمات المقدمة للمشتركين في مصر، مثل شركتي (هواوي) و(زد تي إي)”.
وقال حمزة إن مصر ضخت استثمارات ضخمة في مشروعات الكهرباء التي تم تنفيذها منذ عام 2014، وتلك التي سيجرى تنفيذها ضمن استراتيجية وزارة الكهرباء، مضيفا أن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في قطاع الكهرباء منذ 2014، ما عدا محطة الضبعة النووية، وفي المشروعات المخطط لها أيضا تبلغ حوالي 515 مليار جنيه، من بينها 54 مليار جنيه لتطوير شبكات نقل الكهرباء، و27 مليار جنيه لشبكات التوزيع.
وتابع أن “مصر كانت تعاني من عجز في الكهرباء وصل في أغسطس 2014 إلى 6 آلاف ميجاوات.. لكن بفضل توجيهات الرئيس السيسي وتضافر كل الجهود تحول العجز إلى فائض، حيث أضفنا إلى شبكة الكهرباء خلال السنوات الأربع الماضية 25 ألف ميجاوات”.
وأردف حمزة أن “إجمالي إنتاج الكهرباء سيصل في نهاية 2018 إلى حوالي 54 ألف ميجاوات، وحققنا احتياطيا بلغ حوالي 25%، ما يسمح بتلبية كل احتياجات المشروعات التنموية والاستثمارات، وفي رسالة قوية لكل المستثمرين بأن مصر لديها استقرار في إنتاج الكهرباء، لأنه بدون الكهرباء لا استثمار ولا تنمية”.
وعن الخطة المستقبلية لقطاع الكهرباء، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة إن الوزارة تخطط لإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء بالفحم النظيف في منطقة عيون موسى، شرق السويس، وذلك لإنتاج 1300 ميجاوات، إلى جانب محطة أخرى بالضخ والتخزين في الأقصر، جنوب القاهرة.
وأضاف حمزة أنه “يتم في منطقة بنبان (بمحافظة أسوان جنوب القاهرة) إنشاء محطة لإنتاج 1465 ميجاوات، وهي أكبر محطة أو تجمع شمسي في العالم، فضلا عن محطة الرياح في جبل الزيت لإنتاج 580 ميجاوات، ومشروع للطاقة الشمسية في غرب النيل”.
وتابع “لدينا استراتيجية تنص على زيادة نسبة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى 20% في عام 2022، و42% في 2035، وهذه نسبة كبيرة”.
وحول مشروعات الربط الكهربائي بين مصر ودول الجوار، قال حمزة إن “مصر لديها خطوط ربط حاليا مع الأردن وليبيا، وهناك دراسات لاستكمال خط الربط مع الأردن إلى سوريا والعراق، كما يجري حاليا تنفيذ خط ربط مع السودان، وفي نهاية عام 2018 سيبدأ هذا الخط في العمل لتبادل 300 ميجاوات كمرحلة أولية ترتفع إلى 600 ميجاوات، ويمكن تصل إلى 3 آلاف ميجاوات”.
ولفت إلى أن “هناك دراسة جدوى قدمتها إحدى الشركات التي اقترحت إقامة كابل بحري للربط الكهربائي مع قبرص واليونان، من أجل تبادل حوالي 3 آلاف ميجاوات، كما يتم حاليا تقييم العروض المتقدمة لتنفيذ مشروع الربط مع السعودية”.
وأشار إلى “الجدوى الاقتصادية الكبيرة جدا لمشروعات الربط الكهربائي، خاصة أن مصر لديها احتياطي محترم يسمح بتصدير الطاقة الكهربية”، منوها إلى أن “أفريقيا لديها طاقة متجددة وكهرومائية ضخمة جدا، وإذا تم نقلها إلى أوروبا وغيرها سوف تأخذ مصر مقابل مرور في الشبكة الخاصة بها”.
وبخصوص آخر تطورات محطة الضبعة النووية، قال حمزة إنه “منذ البدء في تفعيل عقود إنشاء المحطة، هناك خلايا نحل بين الجانبين المصري والروسي لإجراء الأعمال المسحية لمنطقة الضبعة، وتجميع البيانات، والمرحلة التحضيرية ستستغرق حوالي عامين ونصف العام”.
وأضاف أن “هناك زيارات متبادلة بين الجانبين المصري والروسي، وخلال عامين ستبدأ الأعمال الإنشائية، والجانبان ملتزمان بالجدول الزمني، وفي عام 2026 سيبدأ تشغيل أول مفاعل”.

المصدر : أ.ش.أ

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2018/09/08/1130390