
«بلومبرج»: على الأمريكيين تعلم العيش مع تكاليف استيراد عالية
قرر الرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب، تصعيد حربه التجارية مع الصين إلى آفاق جديدة، ما يمهد الطريق أمام معركة طويلة اﻷجل بين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم.
وأوضحت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنَّ فكرة تطبيق ضريبة بنسبة 10% على أكثر من 5000 منتج إضافى من الصين بدءاً من اﻷسبوع المقبل، تدل على تغيير ترامب، طابع حملته التى شنها ضد بكين بثلاث طرق، وأن الخلاف لن ينتهى قريباً.
وأشارت الوكالة اﻷمريكية، إلى أن إدارة الرئيس اﻷمريكى تخطط علناً للمرة اﻷولى لإقامة خلاف تجارى سيستمر حتى عام 2019، وربما فترة أبعد من ذلك، ما يعنى ضرورة تعلم الشركات والمستهلكين فى الولايات المتحدة العيش مع تكاليف استيراد عالية القيمة كظاهرة طبيعية جديدة وليست مؤقتة.
وجادل الرئيس اﻷمريكى، حتى الآن، بأنه كان يستخدم التعريفات الجمركية كأداة لإجبار شركاء الولايات المتحدة التجاريين على القدوم إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم اتجهت الحجة إلى فكرة أن التعريفات تتمحور حول تأمين صفقة أفضل للشركات الأمريكية والعمال على الساحة العالمية.
وألمح «ترامب»، إلى هذه الحجة مرة أخرى خلال إعلانه عن أحدث الرسوم الجمركية اﻷثنين الماضي، معبراً عن خالص احترامه ومحبته لنظيره الصينى شى جين بينغ، مثيراً فرصة إمكانية التفاوض بين البلدين.
وأشار، أيضاً، إلى أنه يضع تركيزه على المدى الطويل. فهو يعتزم رفع التعريفة الجمركية التى ستبلغ 10% فى 24 من سبتمبر الحالى إلى 25% فى اليوم الأول من 2019. كما تعهد، أيضاً، بفرض تعريفات جديدة على 267 مليار دولار أخرى من الواردات الصينية حال قامت بكين بالرد على تعريفاته.
بالإضافة إلى ذلك، تهدد هذه التعريفات الجمركية أيضاً بتقويض احتمالات إجراء مزيد من المحادثات فى أى وقت قريب مع الصين.. لكن بكين مستعدة للأسوأ فى الحرب التجارية اﻷمريكية.
وبالنسبة إلى جميع اﻷحاديث التى قالها ترامب، عن هذه الصفقة فهى توضح مدى إعجابه بفكرة فرض التعريفات الجمركية والسلطة التى يمارسها لفرضها.. فالإدارة اﻷمريكية كانت منفتحة حول هدفها المتمثل فى عودة سلاسل توريد الشركات الأمريكية.
كما أشاد ترامب، بالتعريفات معتبراً أنها طريقة لإجبار الشركات على تحويل مزيد من الإنتاج إلى الولايات المتحدة.. لذلك قد تستمر التعريفات فترة زمنية طويلة.
وقال فيليب ليفى، الذى عمل فى مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس اﻷمريكى السابق جورج دبليو بوش: «ترامب مغرم بالتعريفات.. فهو يدرك أن الحرب التجارية الكاملة قد تثير صدمة للمزارعين والأسواق، لذلك فإنه يدعى أن خطواته جزء من مفاوضات.. ولكنه يقتل كل محاولات التفاوض».
ويشير ترامب، إلى أنه قد يكون عرضة للضغوط الداخلية والشكاوى التجارية المتعلقة بتعريفاته، ما قد يشجع الصينيين على التماسك وتأخير أى حل.
وفى هذا الصدد، تعهدت الصين بالرد على الولايات المتحدة، بعد أن أعلنت فرضها التعريفات الجمركية بدءاً من اﻷسبوع المقبل.. لكن البيان الصادر عن وزارة التجارة الصينية لم يشر إلى اتخاذ إجراءات محددة، رغم أن الصين أعلنت فى وقت سابق أنها سترد برسوم على ما قيمته 60 مليار دولار من البضائع الأمريكية. وأوضحت الصحيفة اﻷمريكية، أن مثل هذه الخطوة قد تتسبب فى تفاقم المواجهة بشكل أكبر خصوصاً أن ترامب، تعهد بفرض مزيد من التعريفات إذا ردت الصين. وقالت وزارة التجارة الصينية، فى البيان الصادر عنها: «أصر الجانب الأمريكى على فرض تعريفات جمركية، ما تسبب فى حالة جديدة من عدم اليقين حول المفاوضات الثنائية، ولكننا نأمل أن يدرك الجانب الأمريكى العواقب السلبية لمثل هذه الأعمال ويتخذ إجراءات مقنعة لتصحيحها فى الوقت المناسب».
وفى إشارة إلى الكيفية التى تتحدث بها الشركات الصينية مع النزاع الذى طال أمده، قال الرئيس التنفيذى لشركة «على بابا جروب هولدنج»، جاك ما، إن الحرب التجارية قد تستمر 20 عاماً.
وأضاف فى يوم الاستثمار السنوى للشركة فى مدينة هانغتشو الصينية، أنه من السهل شن حرب ولكن من الصعب وقفها.
ووفقاً لهذا الصدد، تعاملت الأسواق العالمية مع التصعيد الأخير فى الحرب التجارية بهدوء نسبى، إذ ارتفعت الأسهم الصينية وسط التوقعات التى تفيد باتخاذ الحكومة خطوات لتعويض الأثر السلبى للتعريفات.
وقال فانغ شينغ هاى، نائب رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، إن الصين لن تخضع ﻷى من ضغوط ترامب التجارية.
وأعلنت الإدارة الأمريكية، التى أطلقت تعريفتها الجمركية، أنها سوف تمنح الشركات الأمريكية فرصة للتكيف والبحث عن سلاسل توريد بديلة بتأجيل زيادة التعريفة الجمركية إلى 25% فى الأول من يناير المقبل على دفعة جديدة بقيمة 200 مليار دولار من البضائع الصينية.