تقدم محافظ البنك المركزي اﻷرجنتيني لويس كابوتو باستقالته بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب، مما وجه ضربة قوية لمحاولات الرئيس اﻷرجنتيني ماوريسيو ماكري المستمرة لاستعادة ثقة المستثمرين في اقتصاد البلاد بعد معاناته من أزمة عملة دامت لأشهر طويلة.
وقال البنك المركزي اﻷرجنتيني، في بيان صادر عنه اليوم الثلاثاء، إن استقالة كابوتو تعود ﻷسباب شخصية، في ظل اقتناع البنك تماما بأن الاتفاق الجديد المنعقد مع صندوق النقد الدولي سوف يعيد الثقة في الوضع المالي وأسعار الصرف في البلاد.
وأوضح بيان صادر عن مكتب ماكري أن أمين السياسات الاقتصادية جيدو ساندليريس، تم تعيينه محافظا للبنك المركزي اﻷرجنتيني، ليحل محل كابوتو.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن الخبير الاقتصادي المحلي ساندليريس عمل سابقا مستشارا في البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، وعمل أيضا لدى البنك المركزي التشيلي وبنك التنمية للبلدان الأمريكية وصندوق النقد الدولي.
وتم تعيين كابوتو، وزير المالية الأرجنتيني السابق، محافظا للبنك المركزي في يونيو الماضي، وهو ما أثار شكوك بعض النقاد في التزام الحكومة بتعزيز استقلال البنك المركزي.
وليس من السهل معرفة مدى تأثير استقالة كابوتو من منصبه على المحادثات التي تجريها الأرجنتين مع صندوق النقد الدولي، من أجل زيادة قيمة الخط الائتماني المتفق عليه بقيمة 50 مليار دولار وتسريع صرف القيمة المتبقة من القرض، الذي اتفق عليه في مايو الماضي، بعد أن أدت المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع التضخم في البلاد إلى انخفاض حاد في قيمة البيزو اﻷرجنتيني.
ولا تزال قيمة البيزو اﻷرجنتيني منخفضة بأكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام الجاري، على الرغم من دعم صندوق النقد الدولي وتدخلات البنك المركزي الأرجنتيني المتكررة، التي رفعت أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي يبلغ 60% في أغسطس الماضي.