توقعات بقدوم وفود تجارية من ألمانيا العام المقبل
إصلاحات الحكومة تمهد الطريق للاستقرار الاقتصادى
تترقب شركات ألمانية الاستثمار فى قطاع الطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة بمصر خلال الفترة المقبلة.
وقال يان نوتر، المدير التنفيذى للغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة لـ«البورصة»، إنَّ الغرفة ترصد الأنشطة القوية فى قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة بالسوق المصرى.
أضاف «نوتر»، أنه لا يزال هناك مجال لنمو التعاون بين البلدين فى مجالات الطاقة المتجددة والشبكات أو لتغطية المهام الكبيرة للتقنيات الرقمية فى قطاع الطاقة، كما أن الشركات الألمانية لا تقدم أحدث التقنيات فقط ولكن التجارب والحلول أيضاً.
أوضح أن الشركات الألمانية تقوم بدور نشط فى مصر، سواء كان ذلك من خلال الشركات التابعة أو الوكالات أو مكاتب المشاريع أو من خلال الأنشطة التجارية.
وتابع أنه على مدى عقود زمنية، انتشرت مثل هذه الشراكات الموثوقة بين الشركات الألمانية والمصرية فى العديد من القطاعات الصناعية، مثل قطاعات السيارات والبنية التحتية والطاقة والتعبئة والمستحضرات الصيدلانية والزراعة والمنسوجات والهندسة.
ولفت إلى أن الواردات الألمانية من مصر تتضمن البترول والغاز والمنسوجات والملابس والمنتجات الزراعية والإلكترونيات، بينما تركز أنشطة التصدير اﻷلمانية على قطاع السيارات وصناعة الآلات والإلكترونيات والكيماويات.
أشار «نوتر» إلى قطاع السيارات يعد أحد الأنشطة الأساسية للشركات الألمانية فى مصر، وبالنظر إلى التطور الديموغرافى لمصر وطبقتها المتوسطة المتنامية بشكل سريع، فإنَّ إمكانية تحقيق مزيد من النمو فى هذه الصناعة بشكل عام تظل مثيرة للاهتمام.
وقال إن الغرفة الألمانية تدعم عدة مبادرات مثل استراتيجية صناعة السيارات للحكومة المصرية والعروض المخصصة لتقديم الخبرات المستفادة فى صناعة السيارات الألمانية لشركائها المحليين.
وقال إنه بالنظر إلى التحديات العالمية المقبلة، فلن يقتصر التعاون فى مجال السيارات على إنتاج وبيع السيارات أو اﻷنواع الأخرى من المركبات، ففى عصرنا الحالى أصبحنا نحتاج إلى إيجاد حلول للمواضيع البيئية والبنية التحتية للطرق والازدحام المتزايد لخطوط المترو، وضمان سلامة كل من السائق والمشاة فى الشارع.
وذكر أن الشركات الألمانية تقدم تجارب واسعة النطاق لتغطى أموراً مثل التنقل الكهربائى أو مبادرات المدن الذكية أو مبادئ خدمة مشاركة السيارات.
وحول دور الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة فى تعزيز مناخ الاستثمار الجديد فى مصر، أوضح «نوتر»، أن الغرفة تعمل على دعم العلاقات الاقتصادية بين مصر وألمانيا وتقدم معلومات اقتصادية وصناعية وتبنى شبكات سواء صناعية أو تشغيلية، بالإضافة إلى أنها تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات لربط المصالح التجارية الفردية للشركات المصرية مع تلك الموجودة فى ألمانيا.
وتوقع «نوتر» قدوم عدد من الوفود التجارية من ألمانيا، خلال العام القادم، مع التركيز القوى على بعض المجموعات الصناعية.
أشار إلى أن الغرفة تقدم كل المعلومات بشفافية تامة لكل عضو متواجد فى كل وفد قادم لزيارة مصر، التى تشمل المعلومات عن مشروع تنمية منطقة قناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، ومع ذلك نحن نعمل كأداة لمثل هؤلاء الممثلين لمتابعة متطلباتهم.
أضاف أن الشركات الألمانية معروفة بالإعداد لكل مشروع بطريقة مفصلة للغاية، ونتيجة ذلك يرتبط قرار الاستثمار عموماً بإجابات العديد من الأسئلة، ويأتى الموقع واحداً من ضمن أهم الاستفسارات.
ولفت إلى أن الشركات الألمانية تعمل بشكل نشيط للغاية فى مصر، ولكن لا يزال هناك مجال لتنمية هذه الأنشطة.
وأشاد «نوتر» بالجهود التى تبذلها الحكومة المصرية والتى توجهها نحو استقرار اﻷسعار، وتحقيق نمو مستدام للاقتصاد المصرى.
أوضح أن الحكومة المصرية بدأت فى تنفيذ عدد من المشاريع المهمة فى البنية التحتية والطاقة والتعليم، والتى بدورها سوف تمهد الطريق للاستقرار الاقتصادى، وتوفير فرص عمل لأجيال من الشباب.
وفى سياق متصل، قال «نوتر»، إن الغرفة الألمانية تعمل بنشاط فى العديد من المشاريع التدريبية بدءاً من برنامج مدير الطاقة الأوروبى وحتى تطوير المهارات التقنية على أرض شركة الإنتاج، كما أننا نبحث فى الوقت الراهن على طرق لتقديم مساعدة أفضل للجهود المبذولة من الشركات الألمانية والمصرية المختلفة عندما يتعلق الأمر بجهود التدريب المهنى.
وتعرف ألمانيا مثل هذه البرامج باسم التعليم المزدوج، وهو ما يعنى تطبيق المعرفة النظرية المجمعة فى مدارس التدريب المهنى فى طوابق المحلات التجارية خلال برنامج تدريبى تصل مدته لثلاثة أعوام.
وقال إن تاريخ التدريب المهنى المزدوج المعروف فى ألمانيا يعود إلى أكثر من 130 عاماً، وقد شيدت أساسياته من خلال الأنشطة التعليمية للشركات التى لا تزال تعمل كقوة مهيمنة عندما يتعلق الأمر بتطوير المناهج وبناء المهارات العملية للمتدربين المهنيين أو عندما تحتاج الجوانب المالية إلى تسويات.