يبدو أن تأثير تغريدات الرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب على موقع التغريدات القصيرة (تويتر) أصبح محدوداً الآن، بعد أن فشل فى إقناع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بضخ المزيد من البترول وخفض أسعاره.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن ترامب يمكنه اتخاذ طريق مباشر آخر، وهو استغلال احتياطى البترول الاستراتيجى فى بلاده، ولكن ربما يسير اﻷمر كما هو الحال مع تغريداته ولا يقوده هذا الطريق إلى تحقيق هدفه فى خفض أسعار البترول.
ومع وصول خام برنت، إلى أعلى مستوياته فى أربعة أعوام؛ حيث تجاوزت قيمته حاجز الـ80 دولاراً للبرميل، قبل أقل من شهرين على الانتخابات النصفية اﻷمريكية ﻷعضاء الكونجرس وحكام الولايات الأمريكية، تتوافق الآراء فى هذه الصناعة بشكل متزايد حول ضرورة إفراج ترامب عن مخزونات الطوارئ التى بنيت بعد أزمة البترول عام 1973 – 1974.
وقال أنتوين هالف، رئيس برنامج سوق النفط العالمى بمركز سياسة الطاقة العالمى بجامعة كولومبيا اﻷمريكية، إنَّ هناك إمكانات قوية للإفراج عن الاحتياطى الاستراتيجى.
وأشارت الوكالة اﻷمريكية إلى أن الرئيس اﻷمريكى السابق بيل كلينتون حاول من قبل استغلال الاحتياطى الاستراتيجى، وذلك قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية عام 2000، فى محاولة منه لخفض أسعار البترول بشكل مباشر من خلال إطلاق 30 مليون برميل خلال عام، بدلاً من الخضوع لانقطاع الإمدادات فى الخارج.
ودافعت الإدارة اﻷمريكية آنذاك عن هذه الخطوة ضد اعتراضات الحزب الجمهورى اﻷمريكى، قائلة إنها ليست سياسية، وإنها كانت ضرورية للحفاظ على دفء العائلات الأمريكية خلال فصل الشتاء.
وفى الوقت نفسه، بدأ ترامب فى فقدان صبره، فقد قال لرؤساء الدول، فى كلمة ألقاها بالأمم المتحدة منتصف اﻷسبوع الماضى، إنَّ «أوبك» تمزق بقية العالم كالعادة.
وأضاف ترامب: «لا أحب ذلك ولا أحد يجب أن يعجبه هذا اﻷمر، فنحن لن نتحمل هذه الأسعار الباهظة لفترة أطول»، مع العلم أن أسعار خام برنت ارتفعت بنحو 40% فى اﻷشهر الـ12 الماضية.
وقال بين لوكوك، الرئيس المشارك لتداول البترول لدى مجموعة «ترافيجورا»، المتخصصة فى تجارة السلع الأولية، فى مقابلة أجراها، إنَّ الولايات المتحدة قد تستفيد من الاحتياطى النفطى الاستراتيجى إذا استمرت أسعار البترول فى الارتفاع، معتقداً حدوث تأثير ضئيل على الأسعار من البيع المحتمل للبترول فى أمريكا، حتى لو كان بسعر رخيص عن اﻷسعار فى بقية أنحاء العالم.
وأوضحت الوكالة اﻷمريكية، أنَّ «ترامب» لديه طرق مختلفة لتزويد السوق بإمدادات الاحتياطى الاستراتيجى، فيمكنه زيادة مبيعات الاحتياطى الذى أذن به الكونغرس كجزء من صفقات لتمويل الإنفاق الفيدرالى، فقد تمت الموافقة على بيع 240 مليون برميل، من أصل 660 مليون برميل مجمعة فى كهوف تقع تحت الأرض بآلاف الأقدام تحت ولايتى تكساس ولويزيانا اﻷمريكيتين.