قال شريف دولار الخبير الاقتصادي، إن هناك 3 مناطق ساخنة للاقتصاد العالمي، والسياسة تؤثر على الاقتصاد والاقتصاد يؤثر على السياسة والاقتصاد سياسي في أساسه، لافتًا إلى أن أول تلك المناطق الساخنة هي الصين والتي أسست بنك يوازي البنك الدولي لاقراض الدول. جاء ذلك ضمن حلقة نقاشية في فعاليات الجزء التكميلي من ملتقى الإسكندرية الاقتصادي والإداري في نسخته السادسة بعنوان “ريادة الأعمال، الفرص والتحديات”، تقديم أماني صقر العضو المنتدب لشركة تطوير واستشاري التطوير المؤسسي وبرامج المسؤولية الاجتماعية.
وأضاف أن شركات الصين تستحوذ علي 80% من المواد النادرة الطبيعية الداخلة في صناعة كل شيء وفي صناعة التكنولوجيا، بالإضافة إلى أن الصين ساعدت في “الإيبولا” والأطباء الصينيين قضوا عليها، مشيرًا إلى أن الصين خفضت عملتها لكي تضرب الصادرات كلها، وهذا نوع من انواع الحرب التجارية.
وأشار دولار إلى ان المنطقة الساخنة الثانية تتمثل في كوريا الشمالية التي ستدخل في منافسة اقتصادية كبيرة بسرعة الصاروخ، لما يمتلكونه من كل المقومات البشرية والبيئية والمالية التي تؤهلهم للتقدم الاقتصادي، مضيفا أم شرق آسيا أيضا تنافس بقوة في قطار الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن المنطقة الساخنة الثالثة هي المنطقة الاسلامية والشرق الاوسط وما يوجد بها مما يسمى بالحرب على الإرهاب، والذي زرع في تلك المنطقة تنافسية كبيرة في العالم التي تمثل المدن والكباري والطرق السريعة وخطوط الغاز والموانئ وشبكات الكهرباء ومنظومة الصرف الصحي.
واستكمل دولار: “الذي تم إنشاؤه من طرق وكباري ومدن جديدة مهمة جدا في المستقبل في حرب الامتداد والتنوير ولكن لابد وان يتم دراسة ما هو العائد الاقتصادي وما هو وجه الاستفادة من الربط بين الشرق والغرب والجنوب والشمال”، موضحًا أن: “هناك هيمنة من الشركات الكبرى وهذا ما سيتسبب في الفترة القادمة في إحداث نوع من الحصار لظهور شركات تكنولوجيا جديدة”.
وأكد الخبير الاقتصادي على ان الاتحاد الأوروبي لا يسمح لأي دولة في العالم الدخول في أبحاثه إلا إسرائيل لأن لديها العلماء والقاعدة البحثية القوية، مشددًا على أن العالم يتحول تكنولوجيا بشكل قوي جدا، ولذلك التشريعات يجب ان تتغير، وفرنسا طلبت من أحد العلماء في البرلمان بمجموعته البحثية ان يعرض عليهم كيفية تغير التشريعات لمواكبة التغير التكنولوجي والرقمي حول العالم.
وأوضح أن المخلفات الإلكترونية مشكلة لا يمكن حلها “البطاريات الموجودة في أي جهاز لابد وأن تدفن في الصحراء 25 سنة لكي تفقد إشعاعها الذري”، مؤكدا أن الضريبة علي جالون البنزين في أوروبا 4.6 دولار، وبين 2000 و2010 زاد الطلب على البترول في العالم بنسبة 12%، للأسف هناك تزايد في استهلاك الطاقات القديمة بوتيرة اكبر واسرع من استخدام الطاقات المتجددة.
وأضاف أنه لابد أن نعمل علي الاستقلال في الطاقة وهذا مطالب بشكل كبير في الفترات القادمة، معطيًا مثالا على أن في حالة ارتفاع درجة الحرارة ل 2 عن سطح الماء هذا سيغرق الدلتا بالكامل، بالإضافة إلي ان الانبعاث الكربوني في السنة للفرد لابد وان لا يزيد عن 1.5 طن، ولكن حاليا المتوسط العالمي 5 طن، وفي قطر المتوسط 35 طن لاستخدامهم سيارات كثيرة، وفي الولايات المتحدة 17 طن، وأيضا كندا واستراليا، وفي روسيا 10 طن، وفي اليابان والاتحاد الأوروبي 9 طن، وفي فرنسا 5 طن، أما الهند 1.5 طن وهذا يرجع لكونها دولة فقيرة لا تستخدم سيارات.
وأكد أنه يجب أن يكون لمصر دور مهم في الاقتصاد العالمي، وأنه أثناء تواجده في البرلمان العربي قدم عدد من الاقتراحات وتم الأخذ بها كاملة دون الحذف توصيات للمؤتمر مع التأكيد علي عرضها في القمة العربية المقبلة، موضحًا أن هناك عامل مشترك بين الدول العربية بدون استثناء وهو تطلعات وطموحات شباب الأمة لعصر اقتصادي جديد، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية للتجارة البينية العربية.
وأشار إلى ان المقترحات جاءت في الطلب بإنشاء بنك عربي للتنمية لسد الفجوة في البنية التحتية العربية للمنافسة في سلاسل الإمداد والتمويل العربية وتمويل سلاسل الربط، وأيضا إنشاء صندوق طوارئ خاص بالدول العربية، وإطلاق المنظومة العربية للابتكار وتمويل الأبحاث العلمية المشتركة بهدف الانتقال الرقمي وتطوير الاستدامة العربية، مضيفا ضرورة دعم وتحفيز التمويل للمشروعات والأبحاث العلمية العربية المشتركة.
وشدد علي ضرورة الاتفاق علي عملة افتراضية تحت اشراف البنوك المركزية العربية لتسهيل التبادل التجاري، واقامة منصات الكترونية في مجالات الاقتصاد التشاركية وخاصة بتمويل المشروعات الابتكارية للشباب، بالإضافة إلى إرساء قواعد مشتركة لحماية المنافسة والعقود المبرمة وحقوق الملكية، ولابد من التنسيق لدور مشترك لتحديد أطر جديدة للعولمة ومفاوضات التجارة العربية. وأكد دولار أن “مصر داخلة في حقبة جديدة من الحياة الاقتصادية، ويجب الأخذ في الاعتبار ان العالم ما بعد العولمة دخل في حرب تجارية ما قبل آخر ثلاثين سنة ماضية، موضحا ان الشركات تنقل من مكان لمكان، والحماية المدنية اصبحت راس مالية الدولة بدل من الرأس مالية الطبقية ودخلت بشكل قوي خلال ال 30 سنة الماضية”.
كتبت – سارة إبراهيم و آية نصر: