تعمل شركة “بلاك ستون”، أكبر مجموعة استثمار مباشر في العالم، على إطلاق شركة مستقلة لاستثمار “مئات الملايين من الدولارات” في أصول الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن الشركة الجديدة تستهدف أسواقا لديها خطط فى قطاع الطاقة الجديدة مثل مصر والأردن والمغرب.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر للصحيفة البريطانية إن الشركة الجديدة التي سيطلق عليها “زارو”، تيمنا بجسر قديم بني على نهر النيل ليربط آسيا وأفريقيا، تستهدف استغلال الطلب المتزايد على الكهرباء في المنطقة من خلال شراء وتطوير مصادر الطاقة المتجددة وتوليد الطاقة الحرارية.
وأضافت المصادر أن قيمة المشروع المشترك قد تتجاوز مليارات الدولارات، موضحين أن الشهية لهذا النوع من الاستثمارات كبيرة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن النمو الاقتصادي في المنطقة بجانب الزيادة الضخمة في عدد السكان رفعت الطلب على الكهرباء والبنية التحتية المطلوبة لتوليدها.
واعتمدت الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر التاريخ على الهيدروكربونات لمقابلة حاجاتها من الطاقة سواء من خلال استيراد الوقود الأحفوري أو استهلاك الموارد المحلية، ولكنهم يتطلعون الآن بشكل متزايد إلى مصدر الطاقة المتجددة.
ويأتي دخول “بلاك ستون” السوق وسط ازدياد أعداد اللاعبين غير الحكوميين في قطاع الطاقة المتجددة بدءا من التطوير والتركيب وحتى التصنيع.
وفي السنوات الماضية، استحدثت مصر والأردن سياسات لجذب القطاع الخاص خلال فترات المعروض غير الكافي من الكهرباء، وفي نفس الوقت، لدى المغرب واحدا من أكثر اهداف الطاقة المتجددة طموحا في العالم، وتخطط لإنتاج أكثر من نصف احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول 2030.
وأصبحت الشركة الإماراتية “مصدر”، والسعودية “أكوا باور” من بين أكبر المطورين لمشروعات الطاقة المتجددة.
وتخطط “بلاك ستون”، التي كانت تقيّم إمكانات فرص تطوير المصادر المتجددة والطاقة منذ 2014، للاستثمار في دول مثل مصر والأردن والمغرب.
وسوف يقود “زارو” سامح شنودة، المدير السابق للاستثمارات المباشرة في البنية التحتية في مؤسسة تمويلات التنمية البريطانية “سي دي سي”.
وقال أحد المصادر المطلع على الخطط: “نعتقد أننا سوف نجد مشروعات متعددة للسعي ورائها، وهناك فرص وبعض المخاطر السياسية والاقتصادية الكلية التي يبدو أنها قابلة للإدارة”.
وسوف تتطلع “بلاك ستون” من خلال “زارو” إلى امتلاك الأصول لحوالي 5 سنوات ولكن سيكون لديها المرونة لامتلاكها فترة أطول، وسوف يتم الإشراف على المشروعات من قبل مصطفى صديقي، مدير إداري رفيع في “بلاكستون” في لندن، والذي كان وراء استراتيجية المجموعة في الشرق الأوسط.
وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها “بلاك ستون” ذراع مخصص لصفقات الطاقة، ففي عام 2013، أسست “فيستيرا” لتمويل صفقات الطاقة في أمريكا اللاتينية وأوروبا.