أعلن مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للبترول فى ليبيا، أن شركتي “بريتش بتروليوم” البريطانية و”إينى” الإيطالية قد تعيدان العمل فى ليبيا خلال الربع الأول من العام القادم ما يمهد الطريق أمام أعضاء منظمة “أوبك” لزيادة الإنتاج بمئات الآلاف من البراميل يومياً.
وقال صنع الله، إن إنتاج الخام بالدولة الواقعة فى شمال أفريقيا يبلغ أكثر من مليون برميل يومياً رغم التحديات الأمنية المحلية.
وتوقع أن تستأنف شركتى “بى بى” و”إينى” عمليات التنقيب والاستكشاف بالقرب من الحدود التونسية فى الربع الأول من 2019 لتعاود الإنتاج بفضل المرافق القائمة فى المنطقة.
أضاف صنع الله، أن الصفقة التى تمت بين الشركات العالمية دليل على الثقة فى عودة الإنتاج من الحقول الليبية.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الانقسامات السياسية والاقتتال الداخلى ضرب الإنتاج فى ليبيا منذ عام 2011 عندما تمت الإطاحة بمعمر القذافى، وقتله.
وسعى المسؤولون الليبيون لاحتواء العنف وتعزيز إنتاج البترول والغاز الطبيعى بعد أن تسببت العقوبات الأمريكية الوشيكة على صناعة الطاقة الإيرانية والأزمة الاقتصادية فى فنزويلا فى الضغط على إمدادات الخام حول العالم.
وضخت ليبيا 1.6 مليون برميل يومياً قبل الإطاحة بنظام القذافى، لكن سلسلة من القضايا الأمنية أعاقت الإنتاج العام الجارى.
وانخفض الإنتاج فى حقل “شرارة” أكبر حقل بترول خلال شهر يوليو الماضى بعد أن قامت مجموعة مسلحة بخطف 4 عمال.
وقالت المؤسسة الوطنية للبترول، إن عدم توفر الأمن فى مصفاة “الزاوية” التى تحصل على نفطها من حقل “شرارة” أمر لا يجب أن يستمر لتأثيره الضار على العمال والإنتاج.
وارتفع سعر خام برنت القياسى العالمى 20% العام الجارى وزادت عقود التسوية لشهر ديسمبر بنسبة 0.6% إلى 80.22 دولار للبرميل فى دبى.
ووافقت “بى بى” و”إينى” على استئناف العمل حتى بعد إعلان الجماعة الإسلامية المتشددة مسئوليتها عن هجوم الشهر الماضى على مقر شركة النفط الوطنية فى طرابلس وإعلانها أن حقول البترول فى البلاد هدفاً مشروعاً.
وأوضح صنع الله، أن عدداً متزايداً من الشركات الدولية تتطلع للعودة إلى ليبيا بسبب الموارد منخفضة التكلفة فى البلاد وجودة الخام.
وقال ديريك بروير، مدير مجموعة “إس إس إنيرجى جروب” فى لندن “لا شك أن شهية المخاطر لدى شركات البترول الأجنبية ترتفع مرة أخرى وهو أمر سار بالنسبة لليبيا التى تكافح لاستعادة الإنتاج رغم المخاطر السياسية”.