مع ارتفاع أسعار الفائدة في الأشهر الأخيرة وتراجع أسعار السندات، وجد المستثمرون في الدخل الثابت القليل من الملاذات الآمنة للاختباء، ولكن هناك زاوية واحدة في سوق السندات بإمكانها توفير سلامة نسبية على الأقل، وهي نفس الزاوية التي يبدو أن العديد من مستثمري سوق السندات يتجنبونها.
قالت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية إن هذه الزواية الآمنة نسبيًا تتمثل في السندات الإيرادية أو البلدية، وهي أداة دين صادرة عن وحدة بلدية حكومية، وربما لن يحصل هؤلاء المستثمرين على أموال أكثر إذا ظلوا يتجنبوا هذا النوع من السندات لصالح السندات الخاضعة للضريبة.
ومع ذلك، لا يزال مقدار اﻷموال التي تركها المستثمرين غير واضحة، ولكن تلك اﻷموال تعد أحد أسباب عدم حصول السندات الإيرادية على الاهتمام اللازم، لذلك ينبغي اﻷخذ بعين الاعتبار عدة حسابات ضريبية، رغم وضوحها لا تزال السندات الإيرادية بعيدة عن رادار المستثمرين الذين يركزون على عوائد السندات الإيرادية فقط بدلا مما تنطوي عليه تلك السندات.
وقال جاك باورز، محرر في أحد النشرات الإخبارية، إن العديد من المستثمرين لا يدركون في الواقع الشريحة الضريبية التي ينتمون إليها، وهو ما يوقعهم في مأزق، خاصة أن العائد على السندات الإيرادية معفي تماما من ضرائب الدخل الاتحادية ومعفي أيضا من ضرائب الدولة إذا كان الفرد يعيش في دولة تصدر السندات الإيرادية.
ووفقا لهذا الصدد، يمكن أن يكون العائد على السندات الخاضعة للضريبة أقل بكثير من السندات الإيرادية بعد احتساب الضريبة، حتى وإن كان العائد على السندات الإيرادية أقل قبل احتساب الضريبة.
وعلى سبيل المثال، ينخفض عائد السندات الإيرادية ﻷجل 10 سنوات ذات أعلى تصنيف ائتماني البالغ 2.49% حتى أجل الاستحقاق بكثير عن العائد البالغ 2.88% الخاص بسندات الخزانة اﻷمريكية لنفس اﻷجل، ولكن عائد السندات الإيرادية يعد أعلى بعد احتساب الضرائب، حيث سيحتفظ الفرد المنتمي إلى أعلى شريحة ضريبية اتحادية البالغة 37% بعائد على سندات الخزانة تبلغ نسبته 1.81% بعد احتساب الضريبة، أي ما يقل بنحو 0.5% عن عائد السندات الإيرادية، وهو ما قد يحدث تغيرات كبيرة بمرور الوقت.
وحتى إن لم يكن المرء ينتمي إلى الشرائح الضريبية العالية، ستظل السندات الإيرادية متقدمة على أساس ما بعد الضرائب، فإذا كان معدل الضريبة الاتحادية التي يخضع لها تبلغ 24%، وهي ضريبة تطبق على اﻷفراد الذين يزيد إجمالي دخلهم على 82.501 دولار، سيكون العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد الضريبة 2.19%، وهو ما لا يزال أقل بكثير من عائد السندات الإيرادية لنفس اﻷجل.
وأكد باورز على أن السندات الإيرادية أكثر خطورة من سندات الخزانة الأمريكية، لذلك من المتوقع أن تسفر عن المزيد من العائدات بعد احتساب الضريبة، ولكنها لا تزال تعد صفقة أفضل من السندات الخاضعة للضريبة بالنسبة للمستثمرين في الدخل، وذلك حتى بعد أخذ التعرض للمخاطر العالية في عين الاعتبار.
وأوضحت الصحيفة اﻷمريكية أن صناديق الاستثمار المتداولة تعد واحدة من أسهل الطرق للاستثمار في السندات الإيرادية، حيث تمتلك تلك الصناديق عددا من هذه السندات، مضيفة أن تنوع هذه السندات يحد من المخاطر التي يمكن التعرض لها، كما أنه يمكن بيع تلك السندات الصادرة عن صناديق الاستثمار بسرعة أكبر وجهد أقل من السندات الإيرادية الفردية.