وافقت المملكة العربية السعودية على تقديم دعم لباكستان بقيمة 6 مليارات دولار من أجل مساعدة الدولة الواقعة فى جنوب آسيا على تجنب أزمة ميزان المدفوعات فى خطوة تسلط الضوء على نفوذ الرياض المالى حتى فى الوقت الذى تكافح فيه للخروج من نزاع دبلوماسى على خلفية مقتل الصحفى جمال خاشقجى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه البيانات الحكومية أن احتياطيات باكستان من العملات الأجنبية النقدية تبلغ حوالى 8 مليارات دولار وهى فقط كافية لتمويل من 7 إلى 8 أسابيع من الواردات، ولذلك تسعى حكومة عمران خان، رئيس الوزراء للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولى.
وأعلن وزير المالية الباكستانى أسد عمر، أنه تم الاتفاق على أن تضع المملكة العربية السعودية وديعة بقيمة 3 مليارات دولار لمدة سنة واحدة كدعم لميزان المدفوعات، كما تم الاتفاق على أن المملكة ستوفر تسهيلات مدفوعات مؤجلة مدتها عام واحد لاستيراد البترول بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار.
وذكرت صحيفة “فينانشيال تايمز”، أن الدعم المالى يأتى فى الوقت الذى تدخل فيه القيادة السعودية والزعيم الفعلى للبلاد الأمير محمد بن سلمان، فى جدل حول مقتل الصحفى جمال خاشقجى، فى القنصلية السعودية فى أسطنبول فى وقت سابق من الشهر الجارى.
وأضافت الصحيفة، أن قرض المملكة العربية السعودية لباكستان سيكون مساوياً لثلث عجز حسابها الجارى والبالغ 18 مليار دولار خلال السنة المالية الماضية.
وتوقع بعض المحللين، أن عجز الحساب الجارى لباكستان سوف يرتفع إلى 25 مليار دولار أو أكثر فى السنة المالية الحالية.
وقال مسئول كبير في الحكومة الباكستانية للصحيفة، إن الدعم السعودى لن يسمح في حد ذاته لإسلام آباد بتفادى قرض صندوق النقد الدولى، والذى يخشاه بعض السياسيين بسبب إصرار الصندوق على تقليص الدعم وهى الخطوة التى لا تحظى بشعبية.
وأضاف المسئول الذى رفض الكشف عن هويته أن القرض السعودى سيخرج باكستان فعلياً من عزلتها الاقتصادية.
وقال نديم الحق، خبير اقتصادي كبير سابق فى صندوق النقد الدولى ونائب رئيس سابق للجنة التخطيط فى باكستان: “لقد جاء هذا القرض فى وقت مناسب، ولكنه غير كافٍ وسيتعين على اسلام أباد القيام بإصلاحات صارمة”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن السلطات الباكستانية طلبت رسمياً مساعدة مالية من صندوق النقد الدولى، فى الاجتماعات السنوية للصندوق فى بالى، بإندونيسيا وسوف يتوجه مسئولى الصندوق إلى اسلام أباد لإجراء محادثات مع الحكومة الشهر المقبل.