قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن الإنفاق الاستهلاكي القوي دفع النمو الاقتصادي الأمريكي، ليتجاوز توقعات المحللين، في الربع الثالث من عام 2018.
وأظهرت القراءة الأولية الصادرة عن وزارة التجارة اﻷمريكية ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي يبلغ 3.5% في الربع الثالث، ليتجاوز بذلك توقعات محللى وول ستريت البالغة 3.3%.
وعلى الرغم من أن النمو كان أضعف من النمو المسجل في الربع الثاني البالغ 4.2%، إلا أن تلك اﻷرقام الأخيرة يمكن أن يستفيد منها كبار قادة الحزب الجمهوري، ممن يستعدون لخوض المعركة الانتخابية في منتصف نوفمير المقبل.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذه الأرقام ستزيد من احتمالات إجراء البنك الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة، فمن المتوقع رفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل في ديسمبر المقبل، رغم انتقاد الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب لتلك السياسات مرارا وتكرارا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإنفاق الاستهلاكي، الذي يمثل أكثر من ثلثي اقتصاد الولايات المتحدة، تسارع إلى 4% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، بزيادة عن نسبة 3.8% المسجلة في الربع الثاني، مضيفة أن الإنفاق الحكومي ارتفع بنسبة 3.3%، ليسجل بذلك أعلى معدل له منذ عام 2016.
وقال ريتشارد كلاريدا، نائب رئيس مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفيدرالي، في خطاب ألقاه نهاية اﻷسبوع الماضي، إن معدلات الادخار القوية للأسر تدل على إنفاق قوي في المستقبل، مما قد يشير إلى أن الانتعاش الاقتصادي ليس على شفا الانخفاض.
وقال جيمس سميث، الاقتصادي المتخصص في الأسواق المتقدمة لدى مجموعة “أي.أن.جي”، إن الربع الثالث كان يشكل ربعا سنويا آخر قويا بالنسبة للمستهلك الأمريكي، فقد ساهم مزيج التخفيضات الضريبية وارتفاع الأجور وسوق العمل الصارم بنسبة 2.7% في إجمالي أرقام النمو الاقتصادي.
ورغم أن البيانات التي صدرت نهاية اﻷسبوع الماضي أظهرت أن مقياس التضخم المفضل بالنسبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي قد انخفض بشكل أكثر من المتوقع، وقال سميث إن الصورة الأخيرة للاقتصاد الأمريكي يجب أن تبقي الاحتياطي الفيدرالي على مسار رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام وثلاث مرات أخرى في العام المقبل.