«جاجوار لاند روفر» مهددة بفقدان 1.2 مليار جنيه إسترلينى أرباحاً سنوية
الرئيس التنفيذى لـ«تويوتا»: يجب تفادى الآثار السلبية بأى ثمن
يتحدث قطاع صناعة السيارات البريطانى، حالياً، حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وتأثيره فى مبيعات السيارات مستقبلاً، والتى تمثل استثمارات بقيمة 82 مليار جنيه إسترليني، ونحو 13% من إجمالى صادرات الدولة. ومن المفترض أن تغادر المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس 2019.
وتستمر المفاوضات بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد منذ الصيف الماضى، ولم تتوج بعد بتقدم كبير.
وأرجعت وسائل الإعلام البريطانية، فى الآونة الأخيرة، هذا التأخر إلى المصالح والمطالب المتضاربة للفريقين.
ويتخوف قطاع السيارات من العواقب الفادحة لعريضة الكلمة الأخيرة «بريكسيت Brexit» والتى تنص على استفتاء بقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبى، وتعرف باسم استفتاء الاتحاد الأوروبي.
ولطالما كانت عضوية المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبى موضع جدل منذ انضمامها إلى السوق الأوروبية المشتركة، كما كانت تعرف آنذاك، فى عام 1973.
ووقع أكثر من مليون بريطانى على العريضة لإجراء استفتاء حول اتفاقيات خروج بريطانيا النهائى من الاتحاد الأوروبى، وتم نشر هذه العريضة على موقع «change.org».
وحتى الآن تم جمع توقيعات مليون شخص، ودونت العريضة بمبادرة من الصحفى المستقل كريستيان بروتون، الذى كتب تعليقاً فى مقدمة العريضة يقول فيه: «بغض النظر عن الطريقة التى صوتت بها فى استفتاء Brexit، فأنت تستحق أن تتحدث عن الاتفاقات النهائية حول هذه الصفقة».
ويعتقد خبراء فى القانون الدولى، وجود عدة أسباب على الأقل لإجراء الاستفتاء، أحدها النهج الفوضوى الذى تتبعه رئيسة الوزراء تريزا ماى والبرلمان حول صفقة الخروج من الاتحاد الأوروبى، ما أدى إلى منافسة شرسة.
وكان ينبغى على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى، قبل نهاية شهر أكتوبر الذى ودعنا أمس الأربعاء، حل 3 قضايا مهمة من شأنها أن تسمح لـ«Brexit» بالامتثال لمصالح الأطراف، وهى إكمال الاتفاق على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وحل مشكلة الحدود مع أيرلندا، ووضع صيغة للعلاقات المستقبلية بين الطرفين.
كما انخفض الاستثمار فى صناعة السيارات فى المملكة المتحدة؛ بسبب مخاوف حول «البريكسيت» أيضاً، إذ أعلنت جمعية مصنعى السيارات والتجار، أنَّ الاستثمار فى النماذج والمعدات والمرافق الجديدة فى المملكة المتحدة سجل 347 مليون جنيه إسترلينى أى 460 مليون دولار فى النصف الأول من العام الحالى، مقارنة بـ647 مليون جنيه إسترلينى أى 860 مليون دولار فى الوقت المقابل من العام الماضي.
وعلق أحد أساتذة الصناعة فى جامعة أستون، بقوله إن فقدان الوصول السهل إلى أكبر مزودينا فى السوق والأجزاء يمكن أن يوقف النمو القوى لصناعة السيارات البريطانية، من رقم قياسى بلغ 1.92 مليون سيارة تم تصنيعها فى عام 1972، و1.7 مليون سيارة، و2.7 مليون محرك العام الماضي.
ويرجع الفضل فى ذلك جزئياً إلى سيارات «نيسان» و«جاكوار لاند روفر»، أكبر مصنعين بالمملكة حتى الآن.
وأضاف أن المملكة فى خطر حقيقى، وستشهد انحداراً حاداً، ولا يمكن ضمان اكتمال إنتاج السيارات على نفس المنوال، وقد فقدت وظائف بالفعل فى «فوكسهول»، و«جاجوار لاند روفر»، و«نيسان»؛ بسبب انخفاض مبيعات سيارات الديزل والاضطرابات؛ بسبب الضوابط البيئية التى وضعها البرلمان.
ويشكّل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قلقاً على «جاجوار لاند روفر»، إذ ستكلف الشركة أكثر من 1.2 مليار جنيه إسترلينى سنوياً من الأرباح المفقودة، وتؤدى إلى خسائر كبيرة فى الوظائف.. ولذا أعلن مديرها فى وقت سابق، أنه إذا استمرت الأمور ستضطر الشركة إلى إغلاق مصانعها بالمملكة.
وقد افتتحت «جاجوار لاند روفر» البريطانية، منذ أيام، أول مصنع سيارات متطوراً فى إقليم نيترا السلوفاكى، بتكلفة 1.4 مليار يورو (ما يعادل 1.6 مليار دولار أمريكى) لتكون بذلك أول شركة بريطانية لصناعة السيارات تفتتح مصنعاً لها فى سلوفاكيا، بعد أربع سنوات كاملة من التخطيط.
يعتبر الاستثمار الجديد فى «نيترا» الخطوة الأحدث ضمن استراتيجية الشركة للتوسع العالمي، عقب افتتاح مشروعها المشترك فى الصين عام 2014، وكذلك مصنعها فى البرازيل عام 2016، بالإضافة إلى عقود التصنيع فى الهند منذ عام 2011 والنمسا منذ عام 2017، وكذلك تلافى الخسائر جراء استفتاء «البريكسيت» وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويعمل بمصنع «جاجوار لاند روفر» الجديد حوالى 1500 شخص، 98% منهم من المواطنين السلوفاك، وتشكل الإناث 30% من هذه القوة العاملة، وستطلق الشركة المرحلة الثانية من عملية التوظيف خلال شهر نوفمبر لضم 850 موظفاً جديداً إلى طاقم العمل.
وشارك جميع موظفى المصنع الجديد فى برنامج تدريبى خاص مدته 12 أسبوعاً فى أول أكاديمية تدريب تابعة للشركة خارج المملكة المتحدة، وتبلغ قيمتها الاستثمارية 7.5 مليون يورو أى ما يعادل 8.57 مليون دولار أمريكي.
وحذر الرئيس التنفيذى لشركة تويوتا العالمية، أكيو تويودا، من التأثير المحتمل لبريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبى على صناعة السيارات اليابانية، قائلاً إنه يجب تفادى الآثار السلبية المترتبة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بأى ثمن.
وفى بيان صادر عن اتحاد منتجى السيارات فى اليابان (JAMA)، قال تويودا، إنَّ عدم فرض أى تعريفة جمركية أو تأخيرات؛ بسبب مرور أجزاء السيارات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى أمر حيوى لصناعة السيارات فى البلاد، جنباً إلى جنب «تويوتا».
وقال تويودا إن صناعة السيارات اليابانية كانت «صاحبة مصلحة» فى صناعة السيارات فى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى؛ بسبب مساهماتها فى الاقتصاد فى المنطقة.
وأشار إلى أن أعضاء JAMA يمتلكون 14 مصنعاً للإنتاج و17 مركزاً للبحث والتصميم عبر الاتحاد الأوروبى، والتى أنتجت 1.5 مليون سيارة وكانت مسئولة عن 170 ألف وظيفة.
وأضاف أنه لاستمرار هذه المساهمات، فمن الضرورى الحفاظ على بيئة تجارية غير متوازنة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى، وأن تظل أنشطة صناعة السيارات قائمة على المعايير المشتركة.
وأوضح رئيس JAMA، أن الفشل فى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤثر سلباً على كل من الشركات والمستهلكين؛ بسبب «آثار أنشطة الإنتاج المعلقة والناجمة عن فشل العمليات اللوجستية فى الوقت المناسب، وانخفاض الإيرادات، وأسعار مبيعات السيارات المعدلة الناجمة عن التصاعد تكاليف الخدمات اللوجستية والإنتاج».
كما حذرت «بى إم دبليو» التى تصنع «مينى» قرب «أكسفورد» من الأمر نفسه أيضاً، إذ أكد مدير جمارك بى إم دبليو، ستيفان فريسموث، أن الشركة تبذل أقصى جهدها، للالتزام بتوريد السيارات فى موعدها، ولكن بالتأكيد سيتوقف الأمر عند مرحلة ما بسبب الأزمة الحالية.
وأكد أن الشركة أنها لا تزال ملتزمة بعمليات التصنيع فى بريطانيا، لكن تأخر وصول الأجزاء، سيؤخر تسليم السيارات؛ بسبب تعنت الجمارك فى المقام الأول.