أظهرت أحدث أرقام سوق الوظائف الأمريكية، أن الأجور قفزت إلى أعلى معدل لها فى نحو عقد من الزمن، وهو ما أعطى دفعة فى الوقت المناسب لحملة دونالد ترامب، للدفاع عن سيطرة الجمهوريين على الكونجرس فى الانتخابات النصفية المقررة الأسبوع الجارى.
وكشفت البيانات ارتفاع عدد الوظائف غير الزراعية بمقدار 250 ألفاً فى أكتوبر لتفوق تقديرات المحللين بحوالى 190 ألف وظيفة.
وأعلنت وزارة العمل الأمريكية، ارتفاع متوسط الأجور فى الساعة بنسبة 0.2% على أساس شهرى و3.1% على أساس سنوى، وهو أعلى معدل منذ شهر أبريل عام 2009.
وبعد المراجعات، بلغ متوسط المكاسب فى الوظائف 218 ألفاً، على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، تاركاً معدل البطالة ثابتاً عند أدنى مستوياته منذ عقود عند 3.7% الشهر الماضى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أنَّ البيانات الاقتصادية الأخيرة أعطت الرئيس الأمريكى فرصة للانفتاح على الأداء الاقتصادى فى الأيام المتبقية قبل تصويت الانتخابات النصفية والمقررة يوم الثلاثاء المقبل.
وحاول «ترامب»، على مدار الأيام الماضية إثبات أن التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التى تم سنها منذ توليه منصبه فى أوائل عام 2017 عززت الاستثمار والرواتب، وأن الصراع التجارى مع الصين لم يكن له أى تأثير سلبى كبير على الاقتصاد بعد نموه بمعدل سنوى قدره 3.5% خلال الربع الثالث.
وعلى الرغم من الأداء القوى للاقتصاد، فقد هاجم الديمقراطيون تخفيضات ترامب، الضريبية وانتقدوا أيضاً الإدارة؛ لأنها فشلت فى احتواء تكاليف الرعاية الصحية، وأسعار الأدوية المتصاعدة.
وأظهرت بيانات منفصلة، أنَّ العجز التجارى فى الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 1.3% فى سبتمبر إلى 54 مليار دولار ليصل بذلك إجمالى الزيادة فى الأرباع الثلاثة الأولى من العام إلى أكثر من 10% وهو ما يتعارض مع هدف ترامب، تقليص الفجوة التجارية.
ومن المحتمل أن تعزز بيانات الوظائف عزم الفيدرالى الأمريكى على الاستمرار فى رفع أسعار الفائدة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرفع البنك المركزى الأمريكى أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أخرى فى ديسمبر المقبل مع مزيد من التحركات الصعودية فى عام 2019.