واكتشاف جبانة لـ 200 قطة وتمساح وجعارين بسقارة
قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار، إنه جارى الأعداد للأعلان عن كشفين أثريين جديدين بالصعيد قبل نهاية العام الجارى 2018 وذلك ضمن سلسلة الاكتشافات الأثرية بالمحافظات المختلفة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته وزارة الآثار بمنطقة سقارة الأثرية للإعلان اليوم عن كشف أثري جديد قامت به بعثة أثرية مصرية أثناء أعمال التنقيب الأثري منذ أبريل الماضي وحتي الآن في المنطقة الواقعة عند الحافة الصخرية حول الطريق الصاعد للملك اوسركاف بجبانة سقارة الأثرية.
وأوضح العناني، أن البعثة عثرت فى هذا الكشف علي ثلاث مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة غير منقوشة أعيد استخدامها في العصر المتأخر كجبانة للقطط، بالإضافة إلي أربعة مقابر أخرى ترجع إلي عصر الدولة القديمة ومنها مقبرة “خوفو إم حات” المشرف على المنشآت الملكية بالقصر الملكي أثناء أواخر الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة.
وأشار إلى أن البعثة المصرية كان قد وقع اختيارها لهذا الموقع نظرًا لاحتمالية وجود مقابر لأفراد من عصر الدولة القديمة حول الطريق الصاعد للملك أوسر كاف.
وتابع أنه سبق وبدأت البعثة الأثرية الفرنسية أعمالها في بداية الحافة الصخرية من الناحية الشرقية وتم الكشف عن العديد من المقابر التي ترجع إلي عصر الدولتين القديمة والحديثة، والتي أعيد استخدامها في العصر المتأخر كجبانة للقطط.
وتوقفت أعمال حفائر البعثة الفرنسية بالموقع منذ عام 2008 وتوجهت الأعمال بعد ذلك نحو دراسة وتوثيق وترميم بعض المقابر المكتشفة ثم توقفت تماما عن العمل فى 2013 .
وقال الوزير إن هذا الكشف هو الأول في سلسلة من ثلاث اكتشافات أثرية أخري في إحدي محافظات الجمهوية واللاتي سيتم الإعلان عنهما تباعا قبل نهاية العام الجارى 2018 .
ومن جانبه قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للاثار إنه تم العثور ولأول مرة علي مومياوات لـ”جعارين” في جبانة منف الأثرية حيث كشفت البعثة علي مومياوتين لجعارين كبيرة الحجم داخل تابوت من الحجر الجيري مستطيل الشكل ذو غطاء رسمت عليه ثلاث جعارين بالمداد الأسود.
كما تم اكتشاف عدد كبير من مومياوات الجعارين الصغيرة، وبفحص المومياء الكبيرة وجد أنها في حالة جيدة من الحفظ وملفوفة بلفائف كتانية.
كما عثرت البعثة ايضا علي تابوت اخر من الحجر الجيري مربع الشكل عليه جعران واحد بالمداد الأسود وبداخله مومياوات لجعارين.
وأضاف أنه اثناء أعمال التنقيب داخل المقابر تم الكشف عن العشرات من مومياوات القطط ونحو 100 تمثال خشبي لقطط منها المغطي بطبقة من الذهب.
كما عثر على تمثال من البرونز الإلهه القطة باستت فى حالة جيدة من الحفظ وأربعة رؤوس لتماثيل من البرونز لها والعديد من التماثيل الخشبية لحيوانات أخري مثل الأسد والبقرة والصقر ومنها المغطي بطبقة من الذهب.
واكتشفت كذلك توابيت خشبية ملونة لحيات الكوبرا وبداخلها دفنة للحية وكذلك تابوت خشبي لتمساح بداخلة مومياء له، بالإضافة إلى بقايا توابيت خشبية لحيوانات في حالة سيئة من الحفظ.
وأشار وزيري إلى أنه بداخل الرديم تم الكشف عن 1000 تميمة من الفيانس لآلهه مختلفة منها تاورت وأنوبيس وجحوتي وحورس وإيزيس وبتاح باتك وخنوم والعجل أبيس وتمائم أخري من الفيانس أيضا صور عليها التاج الأبيض والأحمر وعمود الوادج وعين الأوجات و5 تمائم برونزية لألهة مختلفة و8 رؤوس و3 أجزاء من الأواني الكانوبية من الألباستر وبعض الأدوات الكتابية التي كان يستخدمها المصري القديم منها محبرتان بحالة جيدة من الحفظ بهم أقلام.
بالاضافة الي العثور علي أجزاء عديدة من ورق البردي مكتوب عليها بالخط الهيراطيقي والخط الديموطيقي وأخري عليها أجزاء من كتاب الموتي.
كما ظهر ولأول مرة أسماء لأفراد من خلال الكشف عن باب وهميلسيدتين إحداهما تسمي “سوبك سخت” والأخري “مفي”.
وقال صبري فرج مدير عام منطقة اثار سقارة انه تم العثور ايضا علي العديد من السلال والحبال المصنوعة من نبات البردي ودفنات أدمية عثر بداخل احدها علي مسند رأس من خشب الزان وأواني من الألباستر والبرونز داخل تابوت خشبي.
وعثر علي العديد من الكتل الحجرية المنقوشة وأجزاء من أبواب وهمية منها كتلتان كبيرتان تمثل جزءاً من عتب مقبرة بسقارة لأحد وزراء الدولة القديمة يدعي “عنخ ما حور” وهي معاد استخدامها و30 إناء وأطباق من الفخار من عصور مختلفة.
وقامت شركة أوراسكوم للاستثمار برعاية هذا الكشف وذلك في إطار عرض الرعاية الذي تقدمت به الشركة لوزارة الآثار لرعاية عدد من الاحتفاليات والاكتشافات الاثرية وفقا للائحة الرعاية التجارية الحديثة التي اصدرتها الوزارة مقابل الحصول علي امتيازات دعائية.
وقد وافق علي طلب الرعاية مجلس إدارة المجلس الأعلى للاثار وفقا للائحة الرعاية الجديدة.
وقال المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة أوراسكوم للاستثمار إن رعاية الشركة لمثل هذه الفاعليات ينبع من اهتمام وحرص الشركة بتطوير المواقع الأثرية واظهار ثراء وتراث مصر الحضاري العظيم وجذب اهتمام العالم الي حضارة وآثار مصر لتكون محط أنظار العالم كما تستحق.
وحضر الفعالية اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة وأعضاء مجلس النواب و30 سفيرا من مختلف دول العالم، حيث يحرص وزير الآثار علي دعوتهم لحضور جميع الفاعليات التي تنظمها الوزارة، تأكيدا علي أهمية الدور الذي تلعبه الآثار كقوة ناعمة واستخدامها للترويج لمصر في بلادهم.