زاد التركيز فى الأشهر الأخيرة على مدى تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على سلاسل التوريد العالمية وكيف يمكن أن تتأذى العديد من الاقتصادات الآسيوية.
وذكر الخبراء أن التباطؤ المحتمل في الطلب المحلي الصيني على السلع من البلدان الآسيوية الأخرى هو أحد أسوأ تداعيات الحرب التجارية.
ونقلت شبكة “سى إن بى سى” الأمريكية عن لويس كويجس، رئيس قسم اقتصاديات آسيا في جامعة “أكسفورد”، أن الاستهلاك الصيني أصبح مهمًا بشكل متزايد لجيرانه في المنطقة.
وقال كويجس، “بالنسبة لمعظم الاقتصادات الآسيوية فقد ارتفعت الصادرات لتلبية الطلب المحلي الصيني بسرعة أكبر بكثير من الصادرات غير المباشرة عبر سلاسل التوريد”.
وأضاف كويجس، أن الحجم الكبير من الصادرات الآسيوية المستخدمة في اقتصاد بكين يعني أن الطلب المحلي الصيني سيلعب دوراً كبيراً في تقييم تأثير الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وعلى الرغم من أن استجابات السياسة الصينية لدعم الطلب المحلي قد تخفف من بعض التأثيرات السلبية فإنه من غير المحتمل أن تتجنب الاقتصادات الآسيوية الأخرى التعرض للأضرار.
وقال كويز “من المرجح أن تؤثر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سلباً على اقتصادات المنطقة خلال العامين المقبلين”.
وفي الوقت نفسه ، أعلن “سيتي بنك” مؤخراً أن المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني إلى جانب استمرار قوة الدولار الأمريكي والضغوط على التجارة العالمية تشكل ثلاثة مخاطر رئيسية لآفاق النمو في الأسواق الناشئة ومن المستبعد أن تكون التعديلات على السياسة الصينية ذات فائدة كبيرة.
وقال البنك الأمريكي دون تحديد المناطق الأكثر تضرراً: “حتى إذا أدت التدابير التحفيزية الأخيرة إلى تحسين التوقعات بالنسبة للصين فإننا نتوقع أن تكون الأسواق الناشئة الأخرى أقل قوة مما كانت عليه في الماضي”.
ولكن ليس كل الاقتصاديين يرون أن الوضع سلبي حيث قال كل من ستيفن فريدمان، وشي لو ، وكلاهما من كبار الاقتصاديين في “بى إن بى باريبا” إن صادرات الاقتصادات الناشئة يمكن أن تحصل في نهاية الأمر على دفعة من مجموعة الحوافز المحلية في بكين والولايات المتحدة .
وفي آسيا وفيتنام والهند وبنجلاديش وإندونيسيا يمكن أن نرى طلبات متزايدة من الولايات المتحدة للمنتجات مثل الأحذية والدمى والمنسوجات، كما يمكن الحصول على سلع ذات قيمة أعلى مثل المعدات الإلكترونية والآلات من كوريا الجنوبية.
وأكدّ المحللون أن الاتفاقيات التجارية المشتركة وارتفاع الطلب الصيني سوف يساعدان في تعويض بعض الأضرار الجانبية في المنطقة التي سيجلبها الصراع التجاري بين أمريكا والصين.