أبوالفضل: مشهد الدمج والاستحواذ بعد الثورة يعكس قدرة الاقتصاد المصري علي مواجهة التحديات
“شكرى”: التوقيت الحالى الأمثل لاستقطاب الاستثمارات لمصر فى ظل الاستقرار السياسي والاقتصادي
ميرجر ماركت: قطاع الطاقة يرفع أنشطة الاندماج والاستحواذ وسوق الاستثمار المباشر
بركات: “بى بى اى” تعتمد على النمو واستثماراتها تتضاعف كل 3 سنوات
القلا: اهتمام المستثمرين يجب أن يركز على الأنشطة الرئيسية وتقديم خدمات أفضل
ناقش منتدى “الاندماج والاستحواذ والاستثمار المباشر” الذي استمر لمدة يوم واحد عبر 3 جلسات مدى انعكاسات استقرار سعر صرف الجنيه المصري على صفقات الدمج والاستحواذ في مصر، وكذلك الفرص الرئيسية المتاحة ضمن قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، علاوة على استعراض أبرز التحديات التي تواجه شركات الاستثمار المباشر المحلية وكيفية التغلب عليها، فضلًا عن عودة الثقة في قدرات الاقتصاد المصري من جانب المستثمرين الأجانب.
وفي إطار المشاركة في فعاليات منتدي الاندماج والاستحواذ والاستثمار المباشر المنعقد في مصر للمرة الأولي، كشف شامل أبوالفضل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة كومباس عن سبل الإدارة الفعالة لشركات المحافظ ومدى انعكاساتها علي تعظيم القيمة واكتساب ثقة المستثمرين، بالإضافة إلى تسليط الضوء علي جهود فريق عمل الشركة في تطوير وتنمية استثمارات محفظة شركاتها التابعة عبر الشراكة الفعالة والتواصل الدائم مع تلك الاستثمارات.
وشهدت الجلسة الأخيرة من المؤتمر مشاركة حازم بركات رئيس مجلس إدارة “بي بي اي بارتنرز”، ومحمد خضير الشريك بمكتب “التميمي”، وتيمور لبيب العضو المنتدب ورئيس عمليات الاستثمار المباشر في “ستاندرد تشارتر” لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط، وبحضور عدد من قيادات كبرى المؤسسات الإقليمية والدولية الرائدة في مجالات الاستثمار المباشر وإدارة المحافظ والترويج وتغطية الاكتتابات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتضمنت جلسات المنتدى العديد من المناقشات حول رؤية مصر لصفقات الدمج والاستحواذ بين الفرص والتحديات، وذلك وسط أجواء عودة الثقة في قدرات الاقتصاد المصري التي جاءت بالتزامن مع البدء الفعلي لجني ثمار الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي تتبناها الحكومة المصرية.
وقال شامل أبوالفضل، إن الإصلاحات الاقتصادية الراهنة أعادت مصر إلى خريطة الاستثمارات باعتبارها أحد أبرز المراكز المالية الإقليمية بالمنطقة، والإجراءات الاقتصادية الحاسمة التي اتخذتها الحكومة المصرية بما في ذلك الإصلاحات التشريعية وتحرير سعر الصرف، وساهمت في ظهور مؤشرات قوية لمعدلات النمو الاقتصادي ومن ثم أعادت أجواء الثقة في قدرات الاقتصاد المصري من جديد.
وأوضح مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة كومباس، أن الشركة تتبنى استراتيجية طموحة تتميز بالفاعلية والإدارة النشطة للاستثمارات، استنادًا إلى فريق عمل من الكوادر المهنية المحترفة ولديه سجل من الخبرات والكفاءات القائمة علي أساس عملي في تطوير وتنمية استثمارات الشركات التابعة على مدار السنوات الماضية.
وتهدف استراتيجية كومباس إلي تعزيز الشراكات الفعالة والتواصل الدائم مع الاستثمارات فضلًا عن نقل الخبرات عبر استعراض الدور البارز الذي يلعبه فريق العمل في إدارة وتطوير وتنمية استثماراتها بما في ذلك تقديم الدعم اللازم من خطط استراتيجية لتنفيذ مبادرات التوسع المستهدفة.
وأشار أبوالفضل، إلى أن كومباس تنتهج نموذج أعمال يتميز بالإدارة النشطة للاستثمارات، علاوة على العمل بشكل جماعى في اتخاذ القرارات وكذلك توزيع المسئوليات على فريق العمل بصورة متوازنة، باعتباره الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نجاحات الشركة.
كما تعمل كومباس علي تعزيز منهجها الاستثماري واستكشاف آفاق جديدة لتنمية محفظة استثمارات شركاتها التابعة، من خلال مساعدة تلك الشركات على مواجهة التحديات الطارئة والمصاحبة للنمو علي جميع المستويات سواء التجارية، أو التشغيلية، أو المالية، وكذلك الموارد البشرية أو استقطاب أكفأ الخبرات المهنية.
وأضاف أبوالفضل أن تنوع الخبرات بالنسبة لشركاء كومباس يسمح بمزيد من التوسعات في مجالات لم تكن متاحة من قبل، ومن ثم تساهم في تعظيم القيمة الاستثمارية والابتكارية لمحفظة مشروعات واستثمارات الشركة.
وشركة كومباس تأسست في مايو عام 2010، ونفذت أول صفقة استحواذ لها على شركة راميدا للأدوية قبيل ثورة 25 يناير بأيام قليلة، ورغم الاضطرابات التي ألقت بظلالها على الساحتين السياسية والاقتصادية خلال العامين التاليين للثورة، إلا أن الاستراتيجية المرنة التي تتبناها شركة كومباس ساهمت بشكل ملحوظ في عملية التحول الناجح لشركة راميدا، ومن ثم الانتقال إلى حيز الربحية.
وخلال المنتدى أعلنت “ميرجر ماركت”، عن ارتفاع قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ بمصر لـ 1.5 مليار دولار أمريكي بإجمالي 14 صفقة منذ بداية العام الجاري، متجاوزة بذلك العشر صفقات المُبرمة في عام 2017 والتي بلغ إجمالي قيمتها 389 مليون دولار.
وجاء هذا الرقم الضخم نتيجة ازدهار قطاعات الطاقة والتعدين والمرافق، حيث إن هذه القطاعات شهدت اثنين من أكبر صفقات هذا العام، وهما استحواذ شركة “مبادلة للبترول” على حصة شركة “إيني” الإيطالية البالغة نسبتها 10 % في امتياز حقل “شروق” البحري للغاز في مصر والذي يضم حقل “ظُهر” للغاز الطبيعي، بالإضافة الي استحواذ شركة النفط والغاز “سوكو إنترناشيونال” على شركة “ميرلون الفيوم للبترول”.
تأثرت صفقات الاستحواذ والاندماج العالمية بانخفاض تكلفة التمويل في الاقتصادات المتقدمة والذي قلل من تكلفة الاقتراض للشركات في الأسواق الناشئة وكان هذا واضحاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ارتفعت قيمة صفقات المنطقة من 15.9 مليار دولار أمريكي في عام 2017 الي 23.4 مليار دولار في عام 2018 حتى الآن.
ونتيجة تحسن الاقتصاد الكلي، ارتفعت حصة مصر في صفقات الاستحواذ والاندماج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 6.3%، أي ما يعادل ضعف حصتها في عام 2017 والتي بلغت 2.5%.
وقال حسين شكري، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار “إن صفقات الاندماج والاستحواذ نشاط رئيسى لشركتنا نتابع تطوراتها عن كثب، ونؤمن بأن هذا هو التوقيت الأمثل لاستقطاب صفقات الاندماج والاستحواذ من أنحاء العالم لمصر في ظل ما نشهده من استقرار للمناخ السياسي وتحسن المشهد الاقتصادى بشكل عام.
وقال حازم بركات رئيس مجلس إدارة “بي بي اي بارتنرز”، إن الشركة تعتمد على نموذج يركز على النمو في الشركات المستثمر بها، وقائم على تنويع الاستثمارات في قطاعات متعددة، تشمل القطاع المالي، وأنشطة التمويل، ومؤخراً المدفوعات الإلكترونية، فضلاً عن العقارات، والتطوير العقاري.
وأوضح خلال كلمته بمؤتمر “ميرجر ماركت”، أمس، أن العائد على الاستثمار في الشركات التي تدخل بها “بي بي اي بارتنرز”، يصل إلى 100% كل 3 سنوات، وهو معدل عائد مرتفع للغاية بالمقارنة بالعديد من الأسواق.
وكشف بركات، عن سعي شركته لاختراق قطاعات جديدة خلال الفترة المقبلة، منها القطاع الصناعي.
وقال محمد القلا الرئيس التنفيذي لشركة “القاهرة للاستثمارات والتنمية العقارية”، إن الشركة تركز في الأساس كمستثمر استراتيجي في قطاع التعليم على الاستحواذات القائمة على تقديم قيمة مضافة.
وأعتبر القلا، أن الشركات المتخصصة في قطاع التعليم يجب أن تركز على أنشطتها الرئيسية، فبعض المدارس ترتفع تكاليف إنشائها إلى 150 مليون جنيه بسبب خدمات ترفيهية يمكن للطلبة الحصول عليها في النوادي، ويجب التركيز بالأساس على المحتوى المقدم للطلبة بتكلفة استثمارية أقل.
وعلق محمد خضير الشريك بمكتب نور والتميمي ومشاركوه على ارتفاع حجم صفقات الدمج والاستحواذ بصورة حادة خلال عام 2016، بأن توقعات المستثمرين لضرورة وجود إصلاحات إقتصادية والتي تزامنت مع إعلان صندوق النقد برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، فضلاً عن تعويم الجنيه في نهاية العام كانت السبب وراء الطفرة في النشاط، والتي تراجعت في 2017 إلى مستوى متدن بسبب التحديات الكبيرة في عملية إعادة هيكلة الاقتصاد المصري، وشهد 2018 عودة جديدة للنشاط مع استقرار المعطيات الاقتصادية وتوقع استمرار النشاط بقوة خلال الفترة المقبلة.
