«القاضى»: خفض أسعار الفائدة له تأثيرات
تعليمات «المركزى» للتحوط من تغيرات أسعار الفائدة تحد من مخاطر الربحية
بالرغم من النمو الكبير فى أرباح أغلب للبنوك، خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالى، فإنَّ البنوك تواجه مخاطر على ربحيتها؛ بسبب ارتفاع نمو تكاليف الأموال لديها بمعدلات أعلى من نمو العائد.
وحذر «المركزى» البنوك فى تقرير الاستقرار المالى عن عام 2017، من مخاطر الربحية على مستوى القطاع المصرفى؛ نتيجة ارتفاع تكلفة الودائع والاقتراض بمعدلات نمو أعلى من نمو العائد، وأدى إلى نمو صافى العائد أقل من عام 2016 .
وأظهر مسح «بنوك وتمويل» على القوائم المالية لنحو 17 بنكاً، بنهاية الربع الثالث من العام الحالى، ارتفاع مخاطر الربحية فى 14 بنكاً، بينما نما العائد فى 3 بنوك فقط بمعدلات أعلى من ارتفاع تكاليف الودائع والقروض.
ويرى مصرفيون، أنَّ ارتفاع معدل نمو تكاليف الأموال بأعلى من وتيرة نمو العائد، يرجع إلى تأثيرات خفض أسعار الفائدة، خلال النصف الأول من العام، فى ظل وجود فجوة بين هياكل الاستحقاق للأصول والخصوم.
وخفض البنك المركزى أسعار الفائدة بنحو 200 نقطة أساس فى أول اجتماعين للجنة السياسة النقدية فى فبراير ومارس من 2018، لكنه أبقى عليها دون تغيير بعد ذلك عند %16.75 للإيداع و%17.75 للإقراض.
وأظهر المسح، أن معدل نمو العائد كان بوتيرة أعلى من معدل زيادة تكلفة الأموال فى بنوك التجارى الدولى، وفيصل الإسلامى، وبنك التعمير والإسكان.
ونما العائد لدى البنك التجارى الدولى، بنهاية التسعة أشهر الأولى من العام الحالى، بنحو 29.4% لتسجل 27.15 مليار جنيه، فى حين نمت تكلفة الأموال بنحو %19 لتصل إلى %18.33.
ورفع بنك التعمير والإسكان إيراداته من الفوائد إلى %56.59 لتسجل 4.6 مليار جنيه بنهاية سبتمبر الماضى، فى حين ارتفعت مدفوعات الفوائد بمعدل 48.54% لتصل إلى 2.240 مليار جنيه.
وزادت عوائد القروض وأذون الخزانة والتوظيفات الأخرى لدى بنك فيصل الإسلامى بنحو %23.39، مُسجلة 5.75 مليار جنيه، بينما نمت تكلفة الأموال %15.6 لتصل إلى 3.014 مليار جنيه.
وبحسب المسح، نمت تكلفة الأموال ببنك قناة السويس بنحو %57 لتصل إلى 2.48 مليار جنيه مقابل نمو فى العائد بنحو %32.97 لتصل إلى 3.14 مليار جنيه، وذلك بالرغم من تحقيقه معدلات نمو فى الأرباح تبلغ %9.75 لتصل إلى 330.7 مليون جنيه، مقابل 301.35 مليون جنيه خلال الفترة نفسها فى 2017.
وفى بنك أبوظبى الإسلامي، نمت إيرادات الفوائد بنحو %40.56 فى الوقت الذى زادت فيه مدفوعات الفوائد 59.5% بنهاية سبتمبر الماضى.
وارتفع العائد فى بنك كريدى أجريكول، بنحو %16.35 لتصل إلى 4.078 مليار جنيه بنهاية سبتمبر الماضى، فى الوقت الذى نمت فيه تكلفة الأموال %32.73، مُسجلة 3.147 مليار جنيه.
ويرى أشرف القاضى، الرئيس التنفيذى للمصرف المتحد، أن تلك المخاطر تنشأ عن وجود فجوة فى هيكل آجال الأصول والخصوم يظهر تأثيرها حال خفض أسعار الفائدة، ما يسهم بدوره فى تراجع نمو العائد، مقارنة بنمو تكلفة الأموال التى لا تنخفض بشكل مماثل.
وأضاف أن البنك المركزى أصدر، مؤخراً، تعليمات بعد مناقشات امتدت عدة سنوات مع البنوك بخصوص مواجهة مخاطر تقلب أسعار العائد تحدد الحد الأقصى المقبول للفجوة بين هيكل آجال الاستحقاق من جهة ومتوسط الفوائد المدفوعة والمُحصلة للأجل نفسه.
وأصدر البنك المركزى، أكتوبر الماضى، تعليمات رقابية بشأن إدارة مخاطر أسعار الفائدة بالبنوك بالنسبة للمراكز المحتفظ بها لغير أغراض المتاجرة، محدداً نسبة %15 من الشريحة الأولى لرأس المال كحد أقصى لمخاطر التغير فى القيمة الاقتصادية للحقوق الملكية، وحال تخطيها يحق للمركزى إلزام البنك بزيادة رأس المال، بما يسمح باحتواء هذه المخاطر أو تخفيضها.
وطالب البنك المركزى فى تعليماته من البنوك باستخدام اختبارات التحمل كأداة رئيسية لمواجهة المخاطر والاستعانة بها كجزء من إدارته الداخلية للمخاطر، محدداً مخاطر أسعار العائد فى مخاطر الفجوة الناشئة عن عدم توافق هيكل آجال الخصوم والالتزامات، وبالتالى إعادة تسعير فى تواريخ مختلفة، ومخاطر الأساس الناتجة عن اختلاف مقدار التغير فى أسعار العائد على الأدوات المالية ذات الآجال المماثلة.
وبحسب التعليمات، طالب البنوك بقياس أثر مخاطر أسعار العائد على ربحيتها وصافى الدخل من العائد لديها حال تعرضها للمخاطر عند تحرك أسعار العائد على الأجل القصير، وكذلك أثره على القيمة الاقتصادية لحقوق الملكية، والتى تعكس صافى التدفقات النقدية المتوقعة للبنك