تسمح العقوبات الأمريكية بمشتريات إيران من السلع الإنسانية مثل الأدوية ولكن لتجنب فرض العقوبات بصورة غير مقصودة تتخذ الشركات الأجنبية والمصارف الدولية احتياطات إضافية حتى عند التعامل مع الأعمال المسموح بها.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن هذه الاجراءات الاحترازية إلى جانب انهيار العملة المحلية أدى إلى اختفاء بعض الأدوية فى السوق الايرانى وزادت أسعار الأصناف المستوردة.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه عندما زادت الولايات المتحدة من الضغط على إيران في الخامس من نوفمبر الجارى كانت العقوبات على صادرات البترول هى القضية التي تهيمن على عناوين الصحف الرئيسية ولكن العقوبات ذهبت أبعد من ذلك بكثير.
أشارت الوكالة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت العقوبات على أكثر من 700 كيان إيرانى من الأفراد والمؤسسات والطائرات والسفن بما في ذلك البنك المركزي، والعديد من المقرضين التجاريين.
وقال دوغ جاكوبسون، محامي العقوبات في “جاكوبسون بيرتون” في واشنطن إنه أصبح من الصعب العثور على بنوك أجنبية مستعدة للقيام بأعمال تجارية مسموح بها مع إيران.
وقالت شركات الأدوية الأوروبية التي تم الاتصال بها بشأن هذه القصة إنها تواصل التعامل مع إيران حتى الوقت الحالى.
وأوضح المتحدث باسم شركة صناعة الأدوية الفرنسية “سانوفي” إن العقوبات لم تؤثر على قدرتها على بيع الأدوية فى طهران.
ولكن إيران لن تكون قادرة على استيراد الأدوية بمستويات ما قبل العقوبات إذا لم تستطع دفع ثمنها.
وحتى وقت قريب قام أربعة بنوك خاصة بتسهيل جميع أشكال التجارة الإنسانية في إيران ولكن يتم استهداف هذه البنوك بالعقوبات الأمريكية الأساسية فى الوقت الحالى حيث تمنع الشركات الأمريكية المواطنين من التعامل معهم.
ومن جانبه ناشد المجلس الطبى الإيراني، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن يتخذ إجراءً ضد هذه العقوبات الأمريكية أحادية الجانب.
وقال المجلس الطبى، إن العقوبات الأمريكية أثرت بشكل خطير على قدرتنا على الوصول إلى الأدوية وخدمات الرعاية الصحية والطبية الضرورية.
وأوضح بريان هوك، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية في إيران أن الولايات المتحدة لم تستهدف الأدوية أو الأجهزة الطبية ومحاولات النظام الايرانى لتزييف الحقائق يصرف الانتباه عن الفساد وسوء الإدارة.
وكانت وزارة الصحة الإيرانية قد تعهدت بمساعدة منتجي الأدوية المحليين في إنتاج عقاقير مساوية لتلك التي تبيعها الشركات الأجنبية إلا أن قيام التجار بتخزين كميات كبيرة من المعروض أدى إلى تفاقم الوضع.