تتجه أسهم الأسواق الناشئة لتسجيل تراجعها السنوى الخامس خلال السنوات العشر الماضية رغم البداية القوية التى شهدتها مطلع العام الجارى، ولكن تكمن الأنباء الجيدة فى أن اللاعبين بالسوق يرون أن الغيوم فوق الأسواق الناشئة سوف تنقشع أو على الأقل سترتفع لفترة من الوقت فى 2019.
وقال الخبراء الاستراتيجيين فى بنك “مورجان ستانلى” بقيادة المحلل جوناثون غارنر، إنه من الممكن أن نرى “انعكاساً” فى العام المقبل مع تغذية السياسة النقدية المخففة للتوسع الأسرع للنمو، بجانب توقف الاحتياطى الفيدرالى، عن رفع أسعار الفائدة منتصف عام 2019 الأمر الذى بدوره يضعف الدولار، بالاضافة إلى الهدوء المتوقع فى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأوضح المحللون فى البنك الأمريكى أن هذا السيناريو يفيد أسهم الأسواق الناشئة كثيراً.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن تراجع التوترات التجارية والاستثمارية بين الولايات المتحدة والصين ستكون الداعم الأكبر بعد تصاعد الخلافات فى منتصف عام 2018، والتى صاحبها انخفاض قيمة اليوان الصينى الذى كان ضربة قوية لمؤشر “إم إس سى آى” للأسواق الناشئة.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الصينى شى جين بينغ، إلى الأرجنتين الأسبوع الحالى لحضور اجتماعات “مجموعة العشرين” قبل شهر من الخطوة التالية فى التعريفة الجمركية على التجارة الثنائية.
وقال تشيتان سيجال، وهو مدير محافظ فى سنغافورة لدى شركة “فرانكلين تمبلتون”، إن التوترات التجارية ساهمت بشكل رئيسى فى ضعف الأسهم بالأسواق الناشئة.
أضاف أن حجم التباعد بين أسواق الأسهم الأمريكية والأسواق الناشئة خلال العام الحالى هو شئ نجد صعوبة فى تبريره بالنظر إلى الكيفية التى سيتلاشى بها تأثير التخفيضات الضريبية الأمريكية وإعادة الأرباح إلى الداخل.
وأوضح سيجال أن تقييمات الأسواق الناشئة تقترب من “مستويات الأزمة”، مما يمثل فرصة شراء على المدى الطويل، وتوقع المحللون فى بنك “جى بى مورجان” ارتفاع مؤشر “إم إس سى آى” للأسواق الناشئة إلى 1.100 نقطة بنهاية عام 2019 وهو ما يمثل تقدمًا بنسبة 13% عن المستويات الحالية.
يأتى ذلك بعد تراجع المؤشر بنسبة 16% تقريباً فى عام 2018 ليكون ثالث أسوأ أداء له منذ الأزمة العالمية عام 2008.
وأشار المحللون فى “جى بى مورجان”، بمن فيهم بيدرو مارتينز جونيور، الأسبوع الماضى، إلى أنهم يفضلون روسيا وذلك بفضل “ارتفاع تقييماتها نسبياً، وإندونيسيا بسبب “مرونة الأرباح”، والبرازيل وشيلى لأجل الحصول على فوائد السياسات الجيدة.
وقد تستفيد فئة الأصول أيضًا من أى توقف فى حملة رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطى الفيدرالى، والتى أضرت بالبلدان الناشئة بفضل عائدات سندات الخزانة الأمريكية الأعلى والدولار القوى.
وفى الوقت الذى شهدت فيه مجموع الاقتصادات النامية نمواً عام 2018، خاصة فى آسيا فإن تكاليف الاقتراض الأكثر تكلفة قد عاقبت الدول التى ارتفعت ديونها الدولارية فى السنوات الأخيرة.
وقال شيجيكى ساكاكى، كبير المحللين الاستراتيجيين بشركة “نومورا” لإدارة الأصول فى طوكيو، إن قرار الاحتياطى الفيدرالى، سيشجع بعض المستثمرين على النظر إلى الأسواق الناشئة مرة أخرى بعد أن أصبحت أسواق الأسهم رخيصة نسبياً.
وكشفت البيانات التى جمعتها “بلومبرج” أن العودة إلى الأسواق الناشئة اكتسب زخماً فى الأسبوع الماضى حيث بلغت التدفقات الداخلة لصناديق المؤشرات المدرجة فى البورصات الأمريكية والتى تستثمر فى الدول النامية بالإضافة إلى تلك التى تستهدف دولًا محددة 1.28 مليار دولار ليصل إجمالى التدفقات إلى 20.5 مليار دولار العام الحالى.
وقال روس كاميرون، رئيس مكتب “نورثكاب كابيتال” فى طوكيو، إن اتجاه الدولار الأمريكى هو مفتاح أسهم الأسواق الناشئة، وحذر من التفاؤل الشديد بشأن التقارب الصينى الأمريكى قائلاً إن التدهور فى تلك العلاقة الثنائية “هيكلى” وسيظل يشكل وميض الإنذار أمام الأسواق فى عام 2019.