سجلت أسعار البترول أكبر خسارة خلال أسبوعين وسط عدم اليقين بشأن الكيفية التي سيطبق بها تحالف “أوبك +” بتخفيضات إنتاجه واحتمالية ارتفاع الإمدادات الأمريكية الذى يبقي المستثمرين على حذر.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن العقود الآجلة في نيويورك تغيرت قليلا بعد انخفاضها أمس الإثنين بنسبة 3.1% والتى محت المكاسب التى سجلتها الأسعار بعد اتفاق الأسبوع الماضي بين المملكة العربية السعودية وروسيا وغيرهما من المنتجين الرئيسيين للحد من الإنتاج.
وفى الوقت الذى من المتوقع ان تدفع فيه تخفيضات المنظمة وحلفاؤها نحو تقلص المخزون وزيادة الأسعار يمكن أن يرتفع الإنتاج في الولايات المتحدة وفقًا لمجمعة “سيتي بنك” المصرفية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يخطط فيه المستكشفون النفطيون الأمريكيون لزيادة إنفاقهم في عام 2019.
وكشفت بيانات الوكالة الامريكية تراجع أسعار البترول الخام بحوالي 30% من أعلى مستوى له في أربع سنوات أوائل أكتوبر الماضى مع ارتفاع معدل التذبذب إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين الشهر الماضي.
وعلى الرغم من تفاؤل المحللين لدى أكبر المصارف الأمريكية “جولدمان ساكس” و”سيتى جروب” إلى جانب “مورجان ستانلي” بخفض “أوبك” للإنتاج والذى سيجلب بعض الراحة إلى السوق إلا أنهم أعربوا عن مخاوفهم بشأن فعالية الاتفاقية على المدى الطويل.
وقال سونجشيل ويل يون، محلل السلع الأولية في “أتش اي انفستمنت” فى سيول أن تخفيضات تحالف “أوبك +” وحدها لم تكن كافية لاقناع المستثمرين للاندفاع بشكل كامل.
وأضاف “أننا سنشهد بعض التقلبات في الوقت الحالي وهناك بعض الشكوك العالمية أمامنا مثل التوترات التجارية التي قد تقلص الطلب مقترنة بزيادة الانتاج الأمريكي المحتمل وكلاهما له تأثير هبوطي على الأسعار”.
ووصل سعر تسليم خام غرب تكساس الوسيط لشهر يناير إلى 51.12 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية.
وفي سنغافورة تراجعت الأسعار بواقع 3.1% إلى 51 دولارا أمس الاثنين وهي أكبر خسارة منذ 23 نوفمبر الماضى.
وزاد سعر خام برنت لشهر فبراير بمقدار 15 سنتا ليصل إلى 60.12 دولار للبرميل في بورصة أوروبا بعد استقرار العقود الآجلة عند 59.97 دولار للبرميل أمس الاثنين.
وقال إد مورس، محلل السلع لدى “سيتى جروب” إنه من المقرر أن يحتاج سوق البترول إلى تخفيضات متكررة في الإنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها لتعويض إنتاج الخام الأمريكي المتنامي حيث أن تخفيض المجموعة المقدر بـ 1.2 مليون برميل يومياً هو “عدد كبير بالفعل” ومن شأنه دعم الأسعار.
وفي غضون ذلك، تخطط شركات الحفر الأمريكية بما في ذلك شركة “هيس” لزيادة الإنفاق العام المقبل في حين تعهدت “كونوكو فيليبس” بالحفاظ على مستوى إنفاق العام الحالى.
وتوقع بعض المحللين أن يزيد انفاق الشركات على استخراج البترول الخام على مستوى العالم بنسبة 8% ليصل إلى 484 مليار دولار في العام المقبل.