واصل الرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب انتقاده للبنك الاحتياطى الفيدرالى، مشيراً إلى أن خطوة رفع الاحتياطى الاتحادى أسعار الفائدة اﻷمريكية بمجرد اجتماعه الأسبوع الحالى، كما هو متوقع، ستكون خطوة خاطئة تماماً.
وقال «ترامب»، فى حوار أجراه مع وكالة أنباء رويترز: «أعتقد أن هذه الخطوة ستكون أمراً أحمق، ولكن ماذا عسانى أقول؟».
وأوضح الرئيس اﻷمريكى، مدى الحاجة إلى مرونة انخفاض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد الأمريكى الأوسع نطاقاً، وذلك فى الوقت الذى يخوض فيه معركة تجارية متنامية ضد الصين، وربما دول أخرى أيضاً.
ورشح «ترامب»، جيروم باول، لتولى رئاسة المجلس الاحتياطى الفيدرالى فى فبراير الماضى، ولكنه انتقده مراراً وتكراراً منذ ذلك الحين؛ حيث قال «ترامب»، فى حواره مع رويترز فى أغسطس الماضى، إنه لا يشعر بالحماس تجاه رفع «باول» أسعار الفائدة. وكان «ترامب» أكثر تصالحاً فى تعليقاته حول «باول»، خلال حواره مع رويترز يوم الثلاثاء، ولكنه لا يزال ينتقد سياسات الرجل الذى اختاره لشغل منصب رئيس الاحتياطى الفيدرالى.
فقد قال «ترامب» حول «باول»: «أعتقد أنه رجل جيد، وأعتقد أنه يحاول فعل اﻷفضل من وجهة نظره، ولكنى لا أتفق معه»، مضيفاً: «أعتقد أنه عدوانى جداً، عدوانى بشكل لا يمكن تخيله فى الواقع».
وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بالقلق من احتمال حدوث ركود عندما خاض الانتخابات لإعادة الانتخاب فى عام 2020، أشار «ترامب» إلى وجود عوامل أخرى فى العالم بإمكانها التأثير على الاقتصاد، بما فى ذلك خطط بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبى والاضطرابات فى فرنسا.
وأضاف «ترامب»: «هل نحن فى طريقنا للركود؟، فى اعتقادى نحن نبلى بلاء حسناً، فشركاتنا تقوم بعمل جيد، وإذا اتجه الاحتياطى الفيدرالى للتصرف بحكمة وعقلانية، أعتقد أننا سنسير بشكل جيد».
وتطرق «ترامب» للحديث عن التجارة مع الصين؛ حيث أشار إلى شراء الصين كميات هائلة من فول الصويا، فى خطوة تدل على عودتهم إلى السوق من جديد.
وأضاف الرئيس اﻷمريكى: «ربما سنجتمع مرة أخرى مع الصين، وربما يكون الاجتماع بين كبار الشخصيات فى كلا الجانبين، وإذا لزم اﻷمر سأعقد اجتماعاً آخر مع الرئيس الصينى شى جين بينج، الذى يعجبنى كثيراً وأتعامل معه جيداً».
وأوضح «ترامب»، أن فرض مزيد من التعريفات على السيارات القادمة من اليابان والاتحاد الأوروبى سوف يعتمد على كيفية عقد المفاوضات التجارية، فإذا لم تسر اﻷمور بشكل جيد، فإنَّ هذا الخيار سيكون واحداً من الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة. وفيما يخص قضية المديرة المالية لشركة «هواوى» مينج وانزهو، يعتقد «ترامب»، أنه يريد التحدث إلى الصين، فهو قد تحدث بالفعل إلى وزارة العدل الأمريكية بشأن هذه القضية، خاصة أن ما حدث مع الشركة لم يكن أمراً جيداً على الإطلاق.
وأوضح «ترامب»، فى حديثه مع «رويترز»، أن أى أمر جيد للولايات المتحدة سيقدم على فعله، مضيفاً: «إذا رأيت أن ذلك جيد فيما سيكون بالتأكيد أكبر اتفاق تجارى على الإطلاق- وهو شىء مهم للغاية- وهو جيد للأمن القومى، سأتدخل بالتأكيد إذا رأيت أن ذلك ضرورياً».
وتساءلت «رويترز» حول ما إذا كان «ترامب» خائفاً من المساءلة، ليقول إنه من الصعب مساءلة شخص لم يفعل أى شىء خطأ، شخص خلق أعظم اقتصاد فى تاريخ البلاد، وبالتالى فهو لا يشعر بالقلق، بل إنه يعتقد أن الناس سيثورون إذا حدث ذلك.
وحول ما إذا كان ولى العهد السعودى محمد بن سلمان متورطاً فى مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى، قال «ترامب»: «حسنا لا أريد الحديث فى هذا اﻷمر، ولكن بوسعى أن أقول لا، بينما يقول بعض الناس نعم، فى الواقع كما تعلمون أنه ينفى ذلك بشدة».
وبسؤاله حول ما إذا كان الوقوف مع السعودية يعنى الوقوف بجوار ولى العهد، قال «ترامب»، إن اﻷمر سيكون كذلك فى هذه اللحظة، فسلمان قائد السعودية، التى تعتبر حليفاً جيداً للغاية.
وحول التقارير التى تفيد بأن بعض أفراد العائلة السعودية المالكة يرغبون فى التغيير، قال «ترامب»: «لم أسمع ذلك، وبصراحة لا يمكننى التعليق على اﻷمر لأننى لم أسمع ذلك على الإطلاق، وفى الواقع إذا سمعت أى شىء فقد سمعت أنه يمسك جيداً بزمام السلطة، ولكن اﻷمر يرجع لهم، حيث سيكون عليهم اتخاذ قرار التغيير».
وفيما يخص إنهاء التدخل فى اليمن، قال «ترامب»: «حسناً، أنا أكثر انفتاحاً على وضع اليمن؛ لأننى أكره رؤية ما يحدث فى اليمن بشكل صريح، ولكن اﻷمر يتطلب جهداً من الطرفين، فأنا أود رؤية انسحاب إيران من اليمن أيضاً، وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك». وبشأن علاقته بالديمقراطيين فى الكونجرس اﻷمريكى، قال «ترامب»، إنهم سيمضون فى واحد من مسارين، إما بدء حملة والتسبب فى مضايقات رئاسية، وإما تمرير عدد هائل من التشريعات من خلال العمل معاً، موضحاً أنه لا يوجد مسار ثالث، ولن يتم التطرق للقيام باﻷمرين معاً.