تراجعت واردات تقاوى البطاطس طوال العام الحالى بنسبة %23، ما أثر على أسعارها بالزيادة، وانخفاض المساحات المنزرعة بالمحصو ل، وسط زيادات قياسية فى أسعارها نتيجة تراجع المعروض العالمي، وصلت إلى الضعف فى بعض الأصناف.
قالت مصادر فى وزارة الزراعة، إن حجم واردات مصر من بذور البطاطس تراجعت خلال العام الحالى بنسبة %23، لتبلغ 120 ألف طن فقط مقابل 156 ألف طن فى العام الماضي.
أرجعت المصادر تراجع حجم الواردات إلى التوقعات قبل بداية العام بانخفاض المساحات المنزرعة بسبب العقبات التى واجهت المزارعين بشأن التكلفة العام الماضي، وتدنى أسعار البيع المتوقع.
كما أن أزمة الجفاف التى ضربت الدول الأوروبية أثرت على المعروض من التقاوى عالميًا، حيث ضربت موجة الجفاف أسواق (هولندا، وأسبانيا، وأيرلندا، وشمال فرنسا) وهى دول رئيسية تعتمد عليها مصر فى استيراد التقاوي.
أوضحت المصادر، أن الوزارة تلقت طلبات استيراد لكميات تفوق 170 ألف طن خلال العام الحالي، لكن التنفيذ لم يتخط %70.5 من هذه الكميات بسبب العقبات التى واجهت المزارعين.
وفقًا لاحصائيات وزارة الزراعة، تعتمد مصر أساسًا على استيراد تقاوى البطاطس من دول الاتحاد الأوروبي، وتوزعت العام الحالى بين 4 مناشئ رئيسية هى (هولندا، واسكتلندا، وبريطانيا، وفرنسا).
احتلت «هولندا» المرتبة الأولى فى قائمة المناشئ الأكثر تصديرًا لتقاوى البطاطس إلى مصر بواقع 40.5 ألف طن، وحلت «اسكتلندا» ثانيًا بواقع 40.4 ألف طن.
جاءت بريطانيا فى المرتبة الثالثة بواقع 20.2 ألف طن، وفرنسا فى المرتبة الرابعة بواقع 18.9 ألف طن.
تضخمت أسعار التقاوى خلال العام بنسب تخطت حاجز %100 فى بعض الأصناف، وذلك لارتفاع أسعارها العالمية وإنخفاض المعروض منها، حيث تخطى سعر صنف (سيلينا) فوق 40 ألف جنيه فى الطن مقابل 25 ألف جنيه العام الماضى و«برن» إلى 35 ألف جنيه مُقابل 16 ألفًا، وهذه الأنواع أحد أفضل السلالات العالمية.
كما ارتفعت أسعار تقاوى بطاطس «اسبونتا» إلى 24 ألف جنيه فى الطن مقابل 14 ألفًا فى العام الماضي، وزادت أسعار تقاوى بطاطس «كارا» إلى 23 ألف مقابل 17 الف جنيه العام الماضي.
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن تراجع الإنتاج جاء مدفوعًا بالخسائر التى تكبدها المزارعون فى العام الماضي، والتى لم تعود عليهم بالتكلفة الأصلية للإنتاج، بخلاف خسارة هامش الربح الذى يُساعدهم فى الاستمرار فى الزراعة.
لفت إلى أهمية ضبط أوضاع الزراعة المصرية قبل تفاقم الأزمات على الفلاحين أكثر من ذلك، وثمن أهمية عمل خريطة للمحاصيل وفقًا للاحتياجات السنوية للاستهلاك المحلى والتصدير قبل بدء الزراعة.
قال: «الخريطة مع توفير الأسمدة المدعمة لحماية الفلاحين من اللجوء إلى السوق السوداء وشراءها بأسعار تصل إلى %170 من أسعار الحصص المدعمة سيكون له عائد قوى على توافر الإنتاج وفقًا لمخططات الدولة».