كشفت البيانات، أن أكثر من 3.6 مليون سورى وجدوا موطناً جديداً فى تركيا منذ بدء الحرب فى عام 2011.
ولكن مع اندلاع الصراعات ودخولها العام الثامن على التوالى ونزوح مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين والأفغان إلى جانب السوريين نحو تركيا بدأ احتضان أنقرة الكبير للأشخاص المحتاجين إلى مأوى يتراجع.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن التراجع الاقتصادى الذى يجعل من الصعب الحصول على وظائف يؤدى إلى تآكل القدرة الشرائية ويشعل الغضب من سياسة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال مراد أردوغان، مدير مركز أبحاث الهجرة والتكامل فى الجامعة التركية الألمانية فى اسطنبول، “يواجه المسئولون المحليون عدداً متزايداً من الشكاوى بسبب تردى الخدمات بسبب العدد الكبير من اللاجئين”.
وقال أردوغان، “أصبح من الصعب إدارة مشكلة اللاجئين يوماً بعد يوم وإذا تفاقم الوضع الاقتصادى، فإن السوريين سيصبحون حتمًا كبش فداء للأزمة ويمكن أن يخلقوا بيئة من الصراع”.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن رئيس تركيا يبدو أنه فى مأمن من الضربات فى الوقت الراهن ولكن المسئولين يستعدون لرد فعل محتمل فى الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها فى مارس المقبل.
وكشفت البيانات التى جمعتها “بلومبرج” أن تركيا تستضيف بالفعل أكبر عدد من اللاجئين فى العالم – حوالى 4 ملايين شخص – وقد تصل قريباً إلى نقطة حرجة.
أوضحت الوكالة أن معظم اللاجئين السوريين فقراء ومستعدون للعمل برواتب أقل من السكان المحليين، مما يثير غضب الأتراك الذين يعانون بالفعل بسبب انخفاض العملة والتضخم الاستهلاكى الذى أصبح بالقرب من أعلى مستوى له في 15 عامًا إضافة إلى مواجهتهم أسعار إيجار أعلى بسبب الطلب من السوريين.
وزادت التوترات بشكل خاص في جنوب شرق تركيا وهى موطن لمجموعة من الجماعات العرقية والدينية بما في ذلك العرب والتركمان والعلويين والاكراد حيث أصبح واحد من كل 4 عاطلين عن العمل.
وقال خليل ألتون، 26 عاماً يعمل في محطة بنزين فى مدينة سانليورفا، الحدودية إنه اضطر لدفع زيادة قدرها 30% مقابل حصوله على شقة بسبب الطلب المتزايد من اللاجئين.
وتزداد التوترات فى جميع أنحاء المدن الحدودية التى تضخم أعداد سكانها مع وصول مئات الآلاف من اللاجئين منذ عام 2011.
وفي مدينة كيليس، بالقرب من الحدود شكّل السوريين الشريحة الأكبر من السكان المحليين حيث يشكلون أكثر من 20% من السكان فى محافظتى غازى عنتاب، وسانليورفا.
قال رجل أعمال بارز في المنطقة الصناعية في غازي عنتاب، إن التوترات بين العمال الأتراك والعمال السوريين تنذر بوقوع أزمة خلال الأشهر المقبلة، حيث يدفع التباطؤ أرباب العمل إلى تسريح السكان المحليين أصحاب التكاليف الأعلى مقابل تشغيل اللاجئين برواتب أقل.
في غضون ذلك، يدرك المسؤولون الحكوميون إمكانية أن تستغل الأحزاب التركية المعارضة الغضب من اللاجئين السوريين.
وقال أوميت أوزداغ، نائب رئيس حزب “إيي” اليمينى أن اللاجئين يشكلون تهديدًا للهيكل الثقافي والعرقي لتركيا مضيفًا أن الدولة التركية لا يمكنها تحمل مثل هذا الاحتلال الديموغرافى.
وأوضح فتحي أكيكيل، نائب رئيس حزب “الشعب” الجمهورى المعارض إن تركيا تحولت إلى مخيم كبير للاجئين على أعتاب أوروبا بسبب السياسة الخارجية غير الأخلاقية، مؤكداً انه لا يمكن حل مشكلة اللاجئين السوريين إلا فى سوريا عندما يسود السلام والأمن.
والعديد من أرباب العمل الأتراك يتقاعسون عن دفع مساهمات الضمان الاجتماعى فى وقت يتردد فيه اللاجئون فى طلبها بسبب الخوف من فقدان فرصة الحصول على وظيفة.