حافظت أسعار البترول على تراجعها بسبب المخاوف بشأن الإمدادات الأمريكية وتوقعات تباطؤ الطلب العالمي رغم تلميحات منظمة “أوبك” بأنها قد تمدد أو حتى تعمق قيود الإنتاج التى اتفقت عليها فى محادثات فيينا مطلع الشهر الجارى.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن العقود الآجلة لم تتغير بشكل كبير في نيويورك منذ أن تراجعت بنسبة 11% الأسبوع الماضي وهو أكبر انخفاض منذ يناير 2016.
واتفق المسؤولون من العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة مع توقعات المملكة العربية السعودية بتمديد تخفيضاتها لستة أشهر إضافية.
وفى الوقت الذى أكد فيه وزير الطاقة الإمارتى سهيل المزروعى، أن التخفيض المتفق عليه والبالغ 1.2 مليون برميل يومياً سيخفف الوفرة العالمية الربع الأول من 2019 ألمح إلى أنه يمكن مناقشة فرض قيود إضافية.
وأوضحت الوكالة الامريكية أن السوق لا يزال متشككا في مدى فاعلية القيود التي فرضتها منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها بما في ذلك روسيا بسبب زيادة إنتاج البترول الأمريكي.
وفي الوقت الذي تضخ فيه الولايات المتحدة مستويات قياسية وارتفاع المخزونات أيضًا فإن الحرب التجارية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مع الصين وسياسة رفع أسعار الفائدة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي، تثير المخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي.
يأتى ذلك فى الوقت الذى انهارت فيه الأسعار بنسبة 40% من أعلى مستوى في أربع سنوات أكتوبر الماضى.
وقال ستيفن اينيس، رئيس قسم التداول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة “أواندا كورب” في سنغافورة “في الوقت الذى ينبغى أن يعيد فيه خفض الإنتاج التوازن في العرض في النصف الأول من عام 2019 فإن مخاوف النمو العالمي وإنتاج البترول الصخرى قد أثارت قلق المستثمرين بشدة”.
وصل سعر تسليم غرب تكساس الوسيط لشهر فبراير عند 46 دولارا للبرميل في بورصة نيويورك التجارية بعد أن فقد العقد 0.6% ليغلق عند 45.59 دولار يوم الجمعة الماضى.
وارتفع سعر خام برنت لشهر فبراير 58 سنتا ليصل إلى 54.40 دولار للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة بعد أن تراجعت الأسعار بنسبة 10.7% الأسبوع الماضي لتستقر عند 53.82 دولار للبرميل.
وقال المزروعي، إنه في الوقت الذي تم فيه دراسة تخفيضات الإنتاج بعناية، فهناك دائمًا خيار لإجراء مناقشة إذا كان المطلوب أكثر من المخطط له.
وفي الولايات المتحدة ارتفعت منصات البترول العاملة لتصل إلى 883 منصة في الأسبوع الماضي وفقا للبيانات الصادرة يوم الجمعة من قبل شركة خدمات الحقول “بيكر هيوز”.
يأتى ذلك في الوقت الذى لا يزال فيه إنتاج الخام في البلاد بالقرب من مستوى قياسي بلغ 11.7 مليون برميل يومياً وفقا لبيانات الحكومة الاسبوع الماضى.