يستعد المسؤولون التنفيذيون العالميون في مجال البترول والغاز، لتسريع عمليات الاستثمار في التقنيات الرقمية بهدف مضاعفة طموحاتهم الخاصة بتوفير التكاليف في المقام اﻷول، خصوصا أن التقلبات التي شهدتها اﻷسواق في 2018 تبدو وكأنها ستستمر خلال 2019.
وارتفعت أسعار عقود خام برنت إلى مستويات تصل إلى 85 دولارا للبرميل الواحد في الربع الثالث من العام الماضي.
ولكن الربع الأخير أكد على انتهاء العام باتجاهات هبوطية قوية، إذ انخفض المعيار العالمي إلى ما دون 55 دولارا للبرميل، قبل ارتفاعه مرة أخرى في يناير الحالي.
ووفقا لدراسة استطلاعية أجرتها شركة “إي.واي” للاستشارات المالية، يسير قطاع البترول والغاز بأكمله نحو تحقيق وفورات ناتجة عن زيادة الكفاءة ومدعومة بالمحركات الرقمية.
وأشار 40% من المستجيبين، ممن خضعوا لاستطلاع الرأي الذي شمل 100 مسؤول تنفيذي في مجال البترول والغاز، إلى الكفاءة باعتبارها المحرك الرئيسي للاستثمار في بيئة الأسعار الحالية، بحسب ما نقلته مجلة “فوربس” اﻷمريكية.
وقال 90% ممن شملهم الاستطلاع إن استثماراتهم في التقنيات الرقمية سترتفع العامين المقبلين، في حين أوضح ثلاثة أرباع المستطلعين تقريبا أن شركاتهم بدأت بالفعل تنفيذ التشغيل الآلى للروبوت.
كما أشار 87% إلى استخدامهم تحليلات متقدمة في ظل التطلع لاستخدام البيانات لزيادة الإنتاجية.
وفي الوقت الذي قال فيه 55% ممن شملهم استطلاع الرأى إن المحركات الرقمية كانت تركز على تحسين اﻷداء التشغيلي، بدت شريحة أصغر بلغت نسبتها 23% من المستجيبين أكثر طموحا ، مما يشير إلى أن الدافع الرئيسي للاستثمار هو توسيع إمكانياتهم الرقمية.
ومع ذلك، يؤكد الاستطلاع أيضا أن اﻷمور ليست كلها سهلة، فرغم كثرة اﻷحاديث حول تنفيذ شركات البترول والغاز لاستراتيجية إنترنت اﻷشياء الصناعية، إلا أن 19% فقط من المستطلعين أكدوا على ضرورة الاتجاه في مثل هذا المسار.
وفي الوقت الذي أعلن فيه 70% من المستطلعين عن خططهم لتبني فكرة إنترنت اﻷشياء الصناعية في الـ 18 شهرا المقبلة، أعرب 20% عن قلقهم بشأن التهديدات الإلكترونية التي تعيق أعمالهم.
وسلط التقرير أيضا الضوء على العقبات الكبيرة التي تواجهها الصناعة في إدماج التكنولوجيات الرقمية والتغلب على الاتجاهات الرافضة لمثل هذه التوجهات.
وأوضح جيف ويليامز ، المستشار العالمي للغاز والبترول لدى “إي.واي”، أنه لا يزال هناك افتقار للثقة بين كبار المديرين التنفيذين في مجال البترول والغاز حول كيفية تحديد وتنفيذ الرؤى الرقمية، كما أن نطاق استراتيجيات العديد من الشركات لا يزال ضيقا للغاية.