عليوة: مميزات كبيرة فى تكلفة التشغيل والصيانة.. ونترقب نتيجة التجربة
أعلنت الهيئة العامة لنقل الركاب بمحافظة الإسكندرية، سحب الأتوبيس الكهربائى الصينى من شوارع مدينة الإسكندرية بعد تجربته لمدة 3 شهور، إذ تنتظر الهيئة حالياً نتيجة التجربة، والتى ستحدد مصير التعاقد مع الشركة الصينية لتوريد 15 أتوبيساً، وتترقب الهيئة وأبناء محافظة الإسكندرية، التحول الجديد فى منظومة النقل بالمحافظة.
قال اللواء خالد عليوة رئيس الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية، إنه فى انتظار نتيجة التجربة التى ستصدرها الكلية الفنية العسكرية، مؤكداً أن تجربة الأتوبيس الكهربائى واستخدامه داخل الإسكندرية كوسيلة نقل جماعية هى تجربة فريدة من نوعها.
وأوضح أن الأتوبيس صديق للبيئة ويقلل من التلوث البيئى، عكس المحركات التقليدية التى تتسبب فى تلوث الهواء نتيجة الانبعاثات الضارة، إضافة إلى عدم وجود تلوث سمعى، مقارنة بالمحركات التقليدية.
قال عليوة، إن الأتوبيس الكهربائى لا يمثل مصدر ضغط على موارد الدولة، إذ يتمتع بانخفاض تكلفة التشغيل مقارنة بالأتوبيس الذي يعمل بالسولار، فالمواد البترولية يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، ويقدر السعر العالمى للتر السولار بما يعادل 17.80 جنيه، فى حين أن السعر العالمى لكيلووات الكهرباء يقدر بحوالى 1.25 جنيه.
ويشكل دعم الدولة لسعر السولار %70 من إجمالى دعمها لأسعار الطاقة، فى حين يمثل دعم الحكومة لسعر الكهرباء ما نسبته %5 فقط، مشيراً إلى تراجع مصادر الوقود التقليدى على مستوى العالم، فى حين يزداد الإقبال على وسائل النقل الكهربائية.
قال عليوة، إن تكاليف صيانة الأتوبيس الكهربائى تمثل 20 ـ %30 من إجمالى تكاليف صيانة الأتوبيس الذى يعمل بالسولار، بخلاف توفير الجهد المبذول فى أعمال الصيانة التى تستلزم عمالة كثيفة، علاوة على توفير الوقود المهدر بنسبة %40 فى الإشارات والتراكمات المرورية.
وكشف رئيس الهيئة العامة للنقل والركاب بمحافظة الإسكندرية أن صيانة الأتوبيس الكهربائى تتم من خلال الشركة المنتجة، فى حين تحرص الهيئة على إرسال مهندسين وفنيين مصريين لتلقى دورات تدريبية على كيفية صيانته.
كما أن الأتوبيس يحظى بضمان لمدة 3 سنوات أو السير لمسافة 500 ألف كيلومتر أيهما أقرب، بجانب عدة ضمانات أخرى منها الضمان على البطارية والذى يصل إلى 8 سنوات، بخلاف الضمان على الشاسية لفترة تصل إلى 7 سنوات، وضمان على جميع الأجهزة الكهربائية الموجودة داخل الأتوبيس لمدة 5 سنوات.
وعن الخطط المستقبلية للهيئة، أوضح عليوة أن هناك عدة محاولات لتجميع الأتوبيسات الكهربائية بمصر، وذلك بعد انتهاء الكلية الفنية العسكرية والأمانة العامة لوزارة الدفاع من تقييم التجربة، وسرعان ما سيتم تأهيل أول أتوبيس واختباره داخل شوارع الإسكندرية، مشيراً إلى أن خطة الهيئة طويلة المدى لتحويل 220 أتوبيساً من العمل بالسولار إلى الكهرباء خلال 7 أو 8 سنوات، وتوقع البدء بتجربة الـ 14 أتوبيساً آخرين بعد شهرين ونصف الشهر من نجاح التجربة.
وقال جابر السيد ملاحظ وناظر محطة الأنفوشى، إن الأتوبيس الكهربائى يتمتع بهيكل ممتاز ويضاهى الأتوبيسات السياحية من حيث الراحة علاوة على تشغيله بالطاقة النظيفة، لافتاً إلى أن الأتوبيس الكهربائى الجديد هو أول وسيلة مواصلات مجهزة بأماكن مميزة للمعاقين.
أضاف أن الأتوبيس الكهربائى يستلزم وجود مساعد للسائق وهو الدور الذى يقوم به المحصل، وتم خلال فترة الاختبار تعيين 2 من أكفأ السائقين، بعد اختبارهما من رئيس الهيئة والمدير العام، وتم اختيارهما على عدة أسس منها الكفاءة والأقدمية واللباقة والمظهر الحسن والقدرة على كتابة التقارير والتقييم لتجربة القيادة.
وتم عمل دورات تدريبية للمساعدين، على كيفية التعامل المرن مع الأجهزة الموجودة داخل الأتوبيس، ولا يستلم السائق الاتوبيس إلا بعد عرضه على المدير العام.
أضاف أنه لم يستلم أية شكاوي من الركاب أو من سائقى الأتوبيس طوال فترة الاختبار والبالغة 3 أشهر، مؤكداً نجاح التجربة وأنها حازت على قبول الركاب بشكل كبير، وامتد الأمر إلى أن بعض الركاب كانوا يفضلون انتظاره رغم وجود أتوبيسات تقليدية تعمل على خط السير نفسه.
ويذكر أن خط سير الأتوبيس الكهربائي كان يبدأ من محطة الأنفوشى مرورًا بمحطات أبوالعباس، والقويرى، والمنشية، والرمل، والشطبى، وصولاً إلى محطة المعمورة، ويتم شحنه بجراج «وسط سموحة» وتستغرق مدة الشحنة الواحدة من ساعتين إلى 3 ساعات تكفى للسير لمسافة 250 كيلومتراً.
وكانت أولى الرحلات تبدأ فى السادسة صباحًا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، وتستغرق الرحلة الواحدة حوالى ساعة و10 دقائق، من الأنفوشى إلى المعمورة ثم العودة إلى الأنفوشى مرة أخرى.
ويبلغ سعر التذكرة 10 جنيهات، لكن هذا السعر هو سعر التجربة فقط، ويحمل الأتوبيس من 35 إلى 37 راكباً من بينهم 4 مقاعد للركاب ذوى الاحتياجات الخاصة.
كتبت – يارا الجناينى