الشركات تبحث عن استراتيجيات بديلة للوصول إلى الأسواق
الشرطة تنصح التجار بزيادة الحراسة لتدفق المتسوقين على السلع الناقصة
لاتزال بريطانيا مشلولة سياسياً، لكن الشركات تمضى قدماً وتستعد لاحتمال أن تتعطل البلاد وتخرج من التكتل الأوروبى بدون اتفاق فى نهاية مارس ما يعنى إغلاق حدودى ولو مؤقتاً.
وقالت شركة هوندا اليابانية لصناعة السيارات التى تنتج نحو 150 ألف سيارة سنوياً فى مصنعها بـ”سويندون” جنوب غرب إنجلترا إنها ستوقف الإنتاج لمدة 6 أيام فى شهر إبريل لتقييم سلسلة التوريد والاضطرابات المحتملة من تعطيل المرور عبر الحدود بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
أضافت الشركة، أن موظفيها البالغ عددهم 4 آلاف موظف سيذهبون للعمل، لكنهم سيقضون الوقت فى الخضوع للتدريب أو القيام بأعمال الصيانة، وأعلنت شركة “بى إم دبليو” بالفعل أنها ستغلق مصنعها المصغر فى أكسفورد لإجراء الصيانة لشهر واحد ابتداءً من الأول من أبريل فى حال تسبب عدم التوصل إلى اتفاق فى تعطيل إنتاجها.
وكانت “هوندا” هى الشركة الأكثر شهرة التى جعلت خطط الطوارئ الخاصة بها معروفة وقد شهدت الزيارة الدبلوماسية لـ”شينزو آبى” رئيس وزراء اليابان إلى لندن للاجتماع برئيسة الوزراء “تيريزا ماى” مناقشة هذا الملف معرباً عن أمله أن يتم تجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بهذه الطريقة.
الشركات اليابانية الأخرى أيضاً لا تنتظر أخبار مطمئنة، حيث قال “كوجى تسوروكا”، سفير اليابان فى بريطانيا لهيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى” إن هناك استعدادات جارية لم يفصح عنها مضيفاً أن الشركات اليابانية مستعدة لجميع الاحتمالات.
وإذا تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبى دون أى صفقة، فإنه يمكن أن يعيث فساداً بقطاع التصنيع فى الوقت الذى يعتمد على البضائع التى تعبر الحدود البريطانية من فرنسا والوصول إلى المصانع فى غضون دقائق لمرحلة التجميع النهائى.
وهذه الميزة التى جعلت الشركات فى بريطانيا باقية على قيد الحياة فى هذه البيئة التنافسية للغاية، فإذا لم يعد ذلك متاحاً، فيجب بالطبع التفكير ملياً فى كيفية الاستمرار فى العمل.
كما تم نصح شركات التجزئة بالإعداد للأوقات المضطربة، حيث قالت شرطة العاصمة، إنهم كانوا ينصحون المتاجر بالنظر فى توظيف المزيد من الأمن فقط فى حالة تسبب النقص الناتج عن خروج بدون اتفاق فى اندفاع المتسوقين لشراء احتياجاتهم.
وقالت الشرطة فى بيان أرسل بالبريد الإلكترونى، إن هذه النداءات من أجل تقليل طلبات حضور الشرطة لتنظيم أى حشود أو طوابير كبيرة فى المحلات التجارية وكجزء من التزامها المدنى الاعتيادى فى التواصل مع الشركات.
وفى ما ثبت أنه جهد غير مقنع لتهدئة القلق العام، أجرت الحكومة البريطانية تمرينًا لاختبار كيفية إدارة الانقطاع على الحدود، وقدمت لشركات الشاحنات نحو 700 دولار لكل شاحنة لجمع مركبات فى مطار مارستون، على بعد 20 ميلاً إلى الغرب من ميناء دوفر، حتى تتمكن من اختبار مدى فعالية إدارة النسخ الاحتياطية إذا ما اضطرت السيارات للتكدس على الحدود مع أوروبا للخضوع للتفتيش الجمركى.
وظهرت 89 شاحنة فقط مقارنة بـ150 شاحنة مطلوبة وتم الاستهزاء بالعملية على نطاق واسع وكانت روايات الأخبار الإذاعية والتليفزيونية مليئة بالتعليقات من أشخاص غاضبين من لعبة الانتظار.
وقال إيان أندرسون، الرئيس التنفيذى لشركة سيسرو، وهى شركة استشارية إن الضغط الوحيد الذى يجرى الآن هو من خلال موجات الأثير، ليوضح للسياسيين وللحكومة أنه يتعين عليهم تسوية هذا الأمر، وأضاف أنه كلما استمرت هذه الدراما السياسية كلما أصبحت المملكة المتحدة أقل جاذبية بالنسبة للمستثمرين.