يتطلع القطاع السياحى لكسر أرقامه القياسية والتاريخية خلال العام الحالى من حيث الأعداد والتدفقات المالية.
وحققت الإيرادات المالية للقطاع نموا بمعدل %50 خلال الربع الأول من العام المالى الحالى لتصل إلى 3.9 مليار دولار مقابل 2.6 مليار دولار عن نفس الفترة من العام المالى الماضى.
لكن الشركات العاملة فى القطاع وبنوك الاستثمار تقول إن كسر الأرقام القياسية للقطاع والتى تحققت عام 2010 يتطلب عودة السياحة الروسية إلى منتجعات البحر الأحمر مباشرة وليس من خلال مطار القاهرة كما يحدث حاليا.
وحققت السياحة أكبر أمجادها فى 2010 عندما استقبلت مصر 14.7 مليون سائح وجلبت إيرادات نحو 12.5 مليار دولار، وهى الأرقام التى ظلت صعبة التحقق فى السنوات التالية بفعل التطورات السياسية والأمنية.
وقال بنك الاستثمار بلتون، إن ايرادات السياحة خلال العام الحالى ستكون فى حدود 11.1 مليار دولار ليستمر الأداء القوى، فى ظل الاستقرار الاجتماعى والسياسى.
وذكر أن استئناف الرحلات الجوية مع روسيا مباشرة إلى الغردقة وشرم الشيخ بعد انقطاع عامين سيؤدى لزيادة معدلات وفود السياحة خاصة أن %43 من السياحة الروسية متوجهة للشواطئ عبر الطيران العارض وشركات الطيران الخاصة.
وتوقع زيادة الأعداد الوافدة إلى 11 مليون سائح مقابل 9.7 مليون العام الماضى، وذكر أن استئناف السياحة المباشر ة للبحر الأحمر سيؤدى لزيادة أعداد السياح بنحو 1.9 مليون سائح خلال العام المالى الحالى.
وأشارت بلتون إلى أن تحرير سعر الصرف أدى لتنافسية أسعار مصر كوجهة سياحية وساهم فى زيادة متوسط فترة الرحلة للسائح إلى 11.6 ليلة العام المالى الماضى مقابل 7.9 ليلة العام الماضى.
وقالت إن وزارة السياحة لديها خطة إصلاح تشمل تدشين صندوق أسهم خاصة لتطوير الفنادق، بجانب عدد من المعايير الإدارية والتنظيمية المنتظر اتخاذها لتحسين بيئة الأعمال.

فى المقابل توقع بنك الاستثمار فاروس أن تبلغ إيرادات القطاع السياحى نحو 11.8 مليار دولار خلال العام المالى الحالى و12.6 مليار دولار العام المالى المقبل مع ارتفاع معدلات وفود السياح إلى 11.2 مليون و12 مليون سائح على الترتيب.
وقال أمجد منصور مدير بشركة ميتينج بوينت الوكيل الحصرى لشركة «إف تى أى» منظم الرحلات الألمانى إن مصر تخطو بثبات نحو الخروج من أزمة السياحة التى تعد الأطول على الإطلاق والتى بدأت فى 2011، حيث بدأت الأعداد فى الزيادة فى العام الماضى وتستمر خلال 2019، لكنها قد تحقق أرقام 2010.
لفت إلى أنه حال استعادة السياحة الروسية يمكن للسياحة تجاوز الأعداد والإيرادات التى تم تحقيقها فى 2010.
طالب بضرورة التوسع فى الأسواق الموجودة بالفعل والعمل على استعادة السياحة الروسية كل ذلك بالتوازى مع فتح الأسواق الجديدة وخاصة عالية التصدير للسياحة.
وقال إن الشركة الألمانية تسعى لزيادة الأعداد الوافدة لمصر بنسبة %20 خلال العام الجارى مقارنة بها فى العام الماضي.
وأضاف أن الزيادة فى العام الجارى ستكون من جميع الأسواق التى تعمل عليها «إف تى أي»، مع التركيز على السوقين الفرنسى والألماني.
أوضح أن الخطة تعتمد على تكثيف الحملات على الإنترنت وفى التلفزيون الفرنسى إلى جانب استضافة المجاميع الفرنسية فى المناطق السياحية المختلفة وهذا من أهم وسائل التنشيط للسياحة والترويج لها.
أضاف أن الشركة لا تسير رحلات إلى شرم الشيخ حتى الآن وهى كشركة لا يمكنها اتخاذ القرار بتسيير الرحلات إلى شرم الشيخ قبل رفع الحظر عن المدينة من جانب حكومات الأسواق التى تجلب منها السياح.
لفت إلى أن الأعداد الوافدة عن طريق إف تى أى تركز على الغردقة والأقصر فى فصل الشتاء، بينما تستقر فى الغردقة ومرسى علم فى فصل الصيف.
كشف عن أن الشركة حققت %90 من الخطة التى كانت تنوى تنفيذها خلال العام الماضى وهذه النسبة مرتفعة ولا تعنى إخفاق الشركة فى توقعاتها.
وتضررت السياحة من التطورات الأمنية والسياسية بعد عام 2011، لكنها تلقت أكبر ضربة لها فى أكتوبر 2015 عندما انفجرت طائرة تقل سياحا روس عائدين لبلدهم فوق سيناء ومصرع جميع ركابها، وهو ما نتج عنه وقفا فوريا للسياحة من السوق الروسى أكبر الأسواق المصدر للسياح إلى مصر لتفقد بذلك نحو 3 ملايين سائح فى ضربة واحدة.
وقالت المجموعة المالية هيرميس، إن السياحة ستدعم خفض عجز الحساب الجارى خلال السنوات المقبلة، وتوقعت أن تصل الإيرادات إلى 11.1 مليار دولار فى مستوى مقارب لتوقعات البنوك الأخرى .
وتوقع بنك «إتش إس بى سى»، أن يقود التعافى فى قطاع السياحة الإنفاق الرأسمالى خلال 2019، مشيرة إلى أن قروض القطاع تمثل ما بين 5 إلى %10 من إجمالى قروض البنوك.
وقال مسئول بشركة توماس كوك منظم الرحلات الإنجليزى إن عام 2018 شهد زيادات كبيرة فى الأعداد والإيرادات لكن ليس من المتوقع تحقيق نفس نسبة الزيادة فى العام الجاري.
لفت إلى أن مصر جلبت 11.5 مليون سائح وإذا تمكنت من زيادتها بنسبة %20 لن نصل إلى ما تم تحقيقه فى 2010، مستدركا «لكن حال عودة السياحة الروسية فقد نتجاوز أعداد وأرقام 2010».
شدد على أهمية مضاعفة المجهود فى الدعاية والتسويق لأنه بدون حملات ترويجية فلا يمكن استمرار السياحة من الأساس، إلى جانب الانفتاح على الأسواق الجديدة.
أضاف أنه فى العامين الماضيين بعد توقف السياحة الروسية والإنجليزية اتجه القطاع الخاص للأسواق الجديدة وتم جلب أعداد كثيرة منها ويجب بذل المجهود لزيادة الأعداد من هذه الأسواق وتحويلها لأسواق أساسية.
وقال إنه لا يجب نسيان الأسواق المنافسة سواء تركيا وتونس والمغرب حيث لا تتوقف الحملات الحكومية من هذه الدول.
لكن نورا على رئيس لجنة تسيير أعمال الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن العام الجارى سيشهد زيادة غير مسبوقة فى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وفق مؤشرات تؤكد أن 2019 سيشهد تحقيق إيرادات وأعداد سياح تفوق عام ذروة السياحة 2010.
أوضحت علي، أن السبب فى ذلك استعادة الاستقرار الأمنى والثقل السياسى «على سبيل المثال فإن الحركة السياحية الوافدة من ألمانيا ارتفعت فى 2018 بنسبة %35 مقارنة بـ2017».
وتعد الإيردات السياحية حيوية للاقتصاد المصرى الذى خرج مؤخرا من أزمة عملة طاحنة أفقدت عملته أكثر من نصف قيمتها ولعب تراجع السياحة دورا فى استفحال تلك الأزمة، وتمثل تلك الإيرادات ثالث أكبر مصدر للعملة الصعبة فى البلاد بعد تحويلات المغتربين فى الخارج والصادرات.
ووفقًا لبيانات البنك المركزى قضى أكثر من 9.7 مليون سائح 102.5 مليون ليلة خلال العام المالى الماضى، وشكل سياح الدول الأوروبية النسبة الأكبر من السياحة الوافدة بنحو 5.7 مليون سائح، يليها دول الشرق الأوسط بنحو 2.17 مليون سائح، والدول الافريقية 725 ألف سائح.