ارتفعت أسعار الجلود الخام في السوق المحلي بنسبة 25% خلال الأسبوع الماضي، رغم استقرار الأسعار العالمية للجلود المدبوغة، وهدوء الطلب في السوق العالمي، لتحى معها فكرة استيراد الجلود من أفريقيا مرة أخرى.
قال محمد مهران، رئيس غرفة دباغة الجلود بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الجلود الخام ارتفعت من 400 إلى 500 للجلد البقري، وصعد سعر الجلد الجاموسي من 250 جنيها إلى 330 جنيها.
أشار “مهران” إلى أن أسعار الجلود الخام ارتفعت؛ نتيجة للمضاربات السعرية بين المدابغ، إذ إن أي زيادة في أسعار الخام ستخفض حجم صادرات القطاع، وتقلل منافسة المنتج المصري في الأسواق العالمية.
أكد أهمية تشديد الرقابة على تجارة الجلود الخام في المجازر، من قبل الأجهزة الرقابية مثل جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية.
أشار إلى أن البنود التي يعمل بموفقها الجهاز يصعب من خلالها إثبات الاحتكار خاصة لأنه يشرط أن يكون هناك ما يثبت بأن المحتكر يشتري ويخسر لكي تقام عليه دعوة للإضرار بالمنافسة السعرية في السوق.
و قال عبدالرحمن الجباس، رئيس مجلس إدارة مدبغة الرواد في مدينة الروبيكي للجلود، إن الارتفاع في أسعار الجلود الخام هي زيادة مفتعلة نتيجة للمضاربات السعرية بين المدابغ، و مازال الطلب العالمي محدودا في ظل حالة الركود العالمي في الجلود المدبوغة.
أوضح أن معظم المدبغ في مدينة الروبيكي امتنعت عن الشراء حاليا لحين استقرار الأسعار، حيث تعتمد خلال الفترة الحالية على مخزونها من الجلود الخام؛ لا تعرض للخسارة، في ظل تراجع السعر العالمي.
أشار إلى أن المتحكم الأساسي في أسعار الجلود الخام هو السعر العالمي لأنها توجه في النهاية للتصدير بعد دباغتها، لافتًا إلى أن السوق العالمية حاليا يعاني من حالة من الترقب في ظل هبوط الأسعار.
من جانبه قال أحمد فارس، عضو غرفة دباغة الجلود في اتحاد الصناعات، إن أسعار الجلود ارتفعت تدريجيا خلال الأسبوعين الماضيين، ليرتفع السعر تدريجيا من 400 إلى 500 للجلد البقري، ومن 320 إلى 380 للجلد الجاموسي الخام، ومن 150 إلى 200 جنيه للبقري الإناث “العزب”.
توقع “فارس” أن تتجه المدابغ إلى استيراد الجلود الخام من الدول الأفريقية مثل السودان، ودول غرب أفريقيا لتوفير الجلود بأسعار منخفضة حال استمرار الارتفاع في أسعار الخام في السوق المحلي، لكي تقدر الشركات على المنافسة في السوق العالمي وللحفاظ على استقرار معدلات التكلفة.
أشار إلى أن تراجع معدلات الذبح خلال الفترة الأخيرة، وانخفاض الطلب على شراء اللحوم البلدية أثر على تراجع حجم المعروض من الجلود الخام في الأسواق.
أشار إلى أن الشركات لن تقدر على رفع منتجها من الجلود المدبوغة، بالتزامن مع تراجع الطلب العالمي، والانخفاض في أسعار الجلود عالميا، والذي استقر عند معدلاته المنخفضة منذ أكثر من 6 أشهر.
و أشار جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، إلى أن الغرفة تتفاوض حاليا مع غرفة دباغة الجلود على التنسيق المشترك للاستيراد الجلود الخام من أفريقيا، لإعادة تصديرها منتج تام الصنع.
أضاف أن المدابغ ستتجه من خلال غرفة الدباغة إلى استيراد الخام من أفريقيا، من دول كينيا، ورواندا، وزامبيا، وأوغندا، والسنغال، بحيث يتم الاستيراد من الدول التي لديها جلود خام بجودة عالية، فضلا عن التوجه لباقي الأسواق بتصدير المنتجات الجلدية، لأن السوق الافريقي بعتمد على مكاتب الاستيراد والتصدير.
أوضح أن ذلك سيتم من خلال التعاون مع الشركات التجارية المشتركة في الدول الأفريقية لتكون وسيطة بين الشركات المصدرة وهذه الأسواق، والاستفادة من دعم الشحن الذي يسجل 50% من تكلفة الشحن لدول أفريقيا.