القطاع يساهم فى تلقيح %33 من المحاصيل الغذائية بعوائد تصل إلى 200 مليار دولار
حذرت العديد من التقارير الدولية من خطورة تراجع مستعمرات النحل على المستوى العالمى خلال السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذى يهدد بعواقب وخيمة، حيث يقوم بتلقيح نحو %33 من المنتجات الغذائية التى يتناولها سكان العالم، وهى خدمة تقدر قيمتها بـ200 مليار دولار سنويًا.
أوضحت التقارير، أن الدول لجأت لإنشاء أساليب مراقبة جديدة للحكم على مخزون النحل، ونتيجة لذلك، لدينا بيانات أكثر عن مجموعات النحل، رغم أن التغطية لا تزال غير مكتملة، كما أن فروق طرق المسح تجعل من الصعب المقارنة بين القارات.
ذكرت التقارير، أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت نحو %28.1 من مستعمراتها خلال فصل الشتاء فى العام المالى 2015-2016، فيما خسرت كندا %16.8، وكانت أوروبا أقل الخاسرين بـ%11.9.
فى السنوات العشرة الأخيرة حاولت بلدان عدة متخصصة فى القطاع فهم لغز انهيار المستعمرات، والتى جاءت نتيجة مشكلات مُعقدة مع أسباب عدة، أبرزها أن البحث عن الزهور حياة صعبة، تتطلب جهدًا، حيث يجب على النحل السفر لمسافات طويلة لجمع حبوب اللقاح والرحيق من زهور يصعب العثور عليها أحيانًا، وإعادتها كلها إلى العش، للقيام بذلك يحتاجون إلى حواس متناسقة بدقة، ووعى مكاني، وتعلم، وذاكرة.
بسبب ذلك، عشائر النحل معرضة بشدة لما نسميه «عوامل الإجهاد غير المستقرة»، وهى عوامل لا تقتل النحل مباشرة، لكنها تُعرقل سلوكها.
وفى مراجعة نُشرت مؤخراً، خلفت أساليب الزراعة والصناعة الحديثة عوامل إجهاد تضر بالنحل، ومنها أبخرة الديزل ومبيدات الآفات اللتان يحدان من كفاءة التربية عبر ازعاج الاتصالات الكيميائية فى أدمغتها.
بخلاف ذلك، فإن نحل العسل تُصيبه الآفات والفيروسات والحيوانات المفترسة التى انتشرت كأثر جانبى لتنامى التجارة الدولية، والأسوأ هو (سوس العث)، الذى يسبب اضطرابات نمو الدماغ.
أكدت التقارير، أن فقدان النحل بالتزامن مع تزايد عدد سكان العالم، قد يؤدى إلى مشاكل فى إمدادات الغذاء، فمن بين 100 نوع من المحاصيل التى توفر %90 من الأغذية فى العالم، يتم تلقيح أكثر من 70 نوعاً من النحل، مما يساهم بنحو 200 مليار دولار سنويا فى الاقتصاد العالمي.
قالت وزارة الزراعة الأمريكية، فى تقرير لها، إن الطريقة السيئة التى تُدار بها الأصول القائمة على الطبيعة، ستُحدد جزئيًا مستقبل البشرية، ففى حين يعيشون وهمًا بأنهم صنعوا تقدمًا فى التكنولوجيا، يؤكد «النحل» حقيقة أننا أكثر اعتمادًا على خدمات الطبيعة.
أوضح التقرير، أن 20 ألف نوع من النباتات المُزهرة التى يعتمد عليها النحل قد تنقرض إذا فشلت جهود الحفظ، كما أن تلوث الهواء يحد من عثور النحل على النباتات، فالرائحة كانت تصل إلى على بعد 800 متر فى القرن الـ19، وحاليًا 200 متر فقط.