تعمل شركة أبوندانس، وهى شركة رائدة فى مجال الاستثمار الأخلاقى من نظير إلى نظير فى المملكة المتحدة، فى الانتهاء من توفير تمويل هو الأكبر حتى الآن، حيث جمعت 7 ملايين جنيه إسترلينى لصالح شركة اوربيتال مارين باور وهى شركة ابتكارات اسكتلندية متخصصة فى طاقة المد البحري.
وتسعى الشركة إلى استخدم الأموال التى جمعتها لبناء أول نموذج للإنتاج الخاص بها من خلال توربين اوربيتال او2 وهو عبارة عن منصة توربينية عائمة مبتكرة يمكن سحبها وتركيبها وصيانتها بسهولة، وقد حصل المشروع بالفعل على عدد من المنح الداعمة وكذلك تمويل بنظام الحصص بما فى ذلك من الحكومة الاسكتلندية.
واجتذب إصدارها للسندات التى تبلغ مدتها 2.5 سنة بعائد سنوى قدره %12 نحو 2300 مستثمر من الأفراد مع استثمار أكثر من نصف أموال الطرح فى تمويلات الابتكارات التى تحصل على إعفاء ضريبي، كان متوسط الاستثمار حوالى 3000 جنيه إسترليني، حيث جذب المشروع اهتماما كبيرا من الأفراد فى اسكتلندا حيث تم تغطية الطرح بأكثر من %50 إضافية عن المقرر له.
ويأمل تقرير مجلة رينبول انريجى الأنجليزية فى أن عام 2019 سيكون الأفضل بالنسبة لقطاع الاستثمار البيئى والاجتماعي.
ويقول بروس ديفيز الشريك المؤسس والعضو المنتدب للشركة الاسكتلندية إنه من المهم أن تصل مؤسسته لأكبر استثمار فى تاريخها بقيمة 7 ملايين جنيه إسترلينى مع حلول العام الجديد مشيرا الى انه يمكن للمملكة المتحدة أن تدعى أنها رائدة على مستوى العالم فى تكنولوجيا توليد الطاقة من المد والجزر وقد ساندها عملاؤها بحماس.
وأضاف أندرو سكوت، الرئيس التنفيذى لشركة أوربيتال مارين باور أن الشركة نتيجة التمويل تمثل اعترافا مجتمعيا بكفاءة هذه التكنولوجيا فضلا عن أنها إشارة واضحة إلى أن جمهور المملكة المتحدة يدعم بشكل كبير رؤية جلب كهرباء المد والجزر إلى المنازل لتعزيز مزيج الطاقة العالمي.
وكانت شركة “وايد إنيرجي” نجحت مؤخراً فى الحصول على تمويل لاستثماره فى مجال طاقة الرياح وهو استثمار لمدة 16 عاماً فى محفظة من توربينات مزارع الرياح، تدفع عوائد سنوية قدرها %5، مما جذب مجموع تمويلات بقيمة 2.9 مليون جنيه إسترليني.
وفى الوقت الراهن فتحت شركة جوجن ليمتد الباب لتمويل استثمارها فى المملكة المتحدة لمشروع تحويل النفايات إلى غازات والذى يسعى لمعالجة المشاكل المزدوجة للمخلفات فى المملكة المتحدة والحاجة إلى خفض مصادر الطاقة التى تولد انبعاثات كربونية. ويدفع السند الذى يبلغ مدته 4.5 سنوات %10 من العائد سنويا وجمع بالفعل فى أول شهرين لعملية الطرح ما يزيد على 1.2 مليون جنيه استرليني، أى %40 من الحد الأدنى المستهدف.
وشهدت العاصمة البلجيكية بروكسل العام الماضى تجمع المئات من رواد الأعمال المبتكرين والمستثمرين الرائدين من جميع أنحاء أوروبا بهدف المشاركة فى تحقيق نمو اقتصادى مستدام للبحار والمحيطات كجزء من حدث بلو ماتش التجارى السنوي.
ونظمت المفوضية الأوروبية أول حدث من نوعه على الإطلاق خلال المؤتمر وهو “بلو انفست” او الاستثمار الازرق حيث شهد حضور 20 شركة منتقاة من بين 120 شركة مرشحة لتقديم مقترحاتها الاستثمارية أمام هيئة محلفين من المستثمرين المحترفين.
وحصلت الشركات على نصائح مباشرة من نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبى جوناثان تايلور، وقادة الصناعة وخبراء الخدمات المالية حول توسيع نطاق أعمالهم وزيادة العائد للمستثمرين المحتملين.
ومع مشاركة شركات من جميع أنحاء أوروبا حضر منافسون من الخارج من دول مثل ماليزيا والسنغال والولايات المتحدة.
وجرى خلال المؤتمر مناقشة محاور تركز على الحلول المبتكرة حول استغلال المحيط لإنتاج الطعام والطاقة، بالإضافة إلى تقديم حلول خضراء ورقمية للاقتصاد البحري.
وكان من أهم جلسات المؤتمر قيام أربعة من كبار المطورين فى مجال الطاقة البحرية بتقديم عروضهم التقديمية التى تنصب على المحيطات.
ومن بين هذه الشركات شركة بلورايز التى تعمل فى مجال تحويل الطاقة الحرارية فى المحيطات ومقرها هولندا وشركة مينستو السويدية لطاقة المد والجزر وشركة طاقة الأمواج الفنلندية ويللو ومطور طاقة المد والجزر الأسكتلندى نوفا انوفيشن.
وفى معرض حديثه فى مؤتمر بلو انفست 2018 قال المفوض الأوروبى للبيئة والشئون البحرية والسمكية، كارمينو فيلا إن خبراتهم توضح أن المستثمرين يثقون فى العلامات التجارية الكبرى والتقنيات المجربة والتى خضعت للاختبار.
وأكد على أهمية ايلاء الاختبارات والتوثيق للتجارب بالنسبة للشركات التى تكافح وخاصة فى المجالات الناشئة مثل طاقة المحيطات أو التكنولوجيا الحيوية الزرقاء لجمع تمويلات حيث حصلت على مبالغ أقل بكثير مما تحتاجه حتى الآن مشددا على أنها قضية مصداقية أيضا بجانب ضرورة امتلاك رؤية مستقبلية.
ونجحت المفوضية الأوروبية فى 2018 فى تحقيق المساعدة فى خلق تعاون بين 600 مشروع فى الاقتصاد البحرى وتجرى الجهود خلال العام الجارى بعناية شديدة لإعداد ملف استثمارى يمكن أن يقنع مديرى الصناديق بأن هذه الأعمال المتعلقة بالمحيطات هى مجال يستحق الاستثمار فيه.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يوركى كاتاينن والمسئول عن الوظائف والنمو والاستثمار والقدرة التنافسية إن تعزيز الاستثمار يمثل أولوية أساسية لهذه اللجنة، “لقد نجحنا فى تطوير أدواتنا المالية لتعبئة رأس المال الخاص من أجل الاستثمارات المستدامة”.
ودعم الصندوق الأوروبى للاستثمارات الاستراتيجية فى خطتها بالفعل استثمارات تزيد قيمتها على 280 مليار يورو فى أوروبا لتشجيع الجميع على الاستفادة القصوى من الأدوات المالية للاتحاد الأوروبى المتاحة عند تطوير الاقتصاد الأزرق المستقبلي.
وتهدف الميزانية المستقبلية طويلة الأجل للاتحاد الأوروبى إلى حشد التمويل الخاص للاستثمارات لتعزيز النمو وفرص العمل بالإضافة إلى التمويل العام الذى سيبقى أداة مهمة للاتحاد الأوروبي.
وتناقش المفوضية اقتراحا بتوفير 6 مليارات يورو من خلال الصندوق الأوروبى البحرى وصيد الأسماك لتمويل مشروعات جديدة خلال السنوات المقبلة.