بعد تراجع عقود صفقات الدمج والاستحواذ فى شهر ديسمبر 2018، عاد صانعو الصفقات إلى الظهور مجددًا يناير الماضي، إذ سجلوا عمليات دمج واستحواذ بقيمة 275 مليار دولار على مستوى العالم، وهى أفضل بداية خلال عقدين من الزمن.
وقالت الرئيس المشارك في مجموعة “جولدمان ساكس”، سوزي شير، إن صفقات الدمج والاستحواذ عادت بقوة رغم تقلب الأسواق P وهذا الأمر يبين مدى ثقة المدراء التنفيذيين فى الاقتصاد العالمى.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن دول أمريكا الشمالية قادت هذه الزيادة ، إذ تم الإعلان عن صفقات بقيمة 187 مليار دولار الشهر الماضى بزيادة 40% عن عام 2018.
وجاءت آسيا في المرتبة الثانية بصفقات بلغت قيمتها 47 مليار دولار بزيادة قدرها حوالى 10% عن العام الماضي، في حين تراجعت أحجام عمليات الدمج والاستحواذ في أوروبا بنحو 24% إلى 30.5 مليار دولار.
وأشارت الوكالة الامريكية، إلى ان ارتفاع صفقات الدمج والاستحواذ مطلع العام الحالي يذكرنا بعام 2000 عندما تم الإعلان عن عمليات كبرى في أول 31 يومًا على مستوى العالم.
وتوقعت سيمونا مايلارى، المحللة لدى بنك «يو بى إس»، أن يشهد العالم المزيد من عمليات الاستحواذ فى العام الحالى، خصوصا الصفقات بين القطاعين العام والخاص، وسط تراجع تقييمات الأسواق العامة وهذا يمثل فرصة جيدة للمستثمرين.
ومن بين الصفقات الأكبر التى تم الإعلان عنها الشهر الماضي، اندماج شركة “أمريكا أون لاين” مع “تايم وارنر” بمبلغ 186 مليار دولار.. ومن المتوقع تسجيل مبيعات شهرية تصل إلى 410 مليارات دولار.
وتوقعت سوزي شير، أن يشهد العام الحالي، مستويات قياسية لعمليات الاندماج والاستحواذ كسوق تمويلي للصفقات الاستثمارية حيث تجمع الشركات ذات العلامات التجارية الكبرى مثل “بريستول” و“مايرز” الديون لتمويل عمليات الاستحواذ منذ شهر ديسمبر ويظهر المستثمرون في الديون رغبة أكبر في إقراض الشركات ذات المخاطر الأعلى .
وأضافت أن السوق ذو العائد المرتفع، قد يوفر القدرة على عقد صفقات بقيمة 20 مليار دولار على مستوى العالم عبر السندات والقروض.
وفي الوقت الراهن أعلنت الشركات عن امتلاكها أموالا إضافية على ميزانياتها بعد التخفيضات الضريبية الأمريكية العام الماضي، وتعهدت بالفعل بتخصيص بعض الأموال لإعادة الشراء.. ولا يزال هناك الكثير لنشره فى عمليات الاندماج والاستحواذ المحتملة.
وقال روبن رانكين، الرئيس المشارك لعمليات الدمج والاستحواذ العالمية فى «كريدى سويس»، إنَّ دورة الدمج والاستحواذ لا يزال أمامها مجال للنمو، مضيفاً أن الكثير من المستثمرين يقومون بتحركات فى الوقت الحالى.
وأوضح أنهم يركزون بشكل أكبر على الصفقات ذات القيمة الكبيرة، وهذا يشير إلى مزيد من الثقة والرغبة في تغيير المحافظ فى المستقبل.