وجدت تركيا أن التحذيرات وحدها ليست كافية لردع التجار الذين ينتهزون ارتفاع التضخم لزيادة أسعار الغذاء بمستويات قياسية.
وبعد أسابيع من ملاحقة التجار الذين تعتبرهم الحكومة خونة وإرهابيين يدّعم حزب العدالة والتنمية، الذى يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، هذه التهديدات بالأفعال.
وقالت وزيرة التجارة روشار بيكان، إن الغرامات في طريقها للتطبيق بعد حملات على أسواق الجملة للمواد الغذائية فى 5 محافظات وتبين وجود زيادات قياسية فى الأسعار تصل 800% لبعض السلع.
وترغب السلطات التركية أيضاً فى خفض الوسطاء عن طريق شراء الخضراوات مباشرة من المزارعين وبيعها بأسعار مخفضة في أكبر مدينتين فى تركيا.
يأتى ذلك بعد أن أدى انخفاض قيمة الليرة فى أغسطس الماضى إلى ارتفاع تكلفة الواردات الغذائية والنقل.
وأشارت وكالة أنباء بلومبرج إلى أن الفيضانات الأخيرة في مدينة أنطاليا ربما تكون ساهمت أيضاً فى بعض حالات نقص السلع رغم أن وزير المالية بيرات البيرق، رفض الفكرة القائلة بأن سوء الأحوال الجوية ليست هي المسؤول الرئيسى عن نقص المعروض.
وأضافت أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يؤذي بشكل غير متناسب الفئة الأكثر فقراً من سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة والذين يدعمون تقليدياً حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه أردوغان.
وفي ظل المعركة المشتعلة بين الأكشاك والمستودعات في السوق أكدّ أردوغان، أن عزم الحكومة لن يكون مختلفًا عما كان عليه عندما قاتل ضد الانفصاليين الأكراد المسلحين.
وقال أردوغان، في تصريحات تلفزيونية يوم الأحد الماضى أن الحكومة ستقضى على هؤلاء الذين يرهبون أسواق المواد الغذائية”.
ومع زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 31%وهو أعلى مستوى منذ عام 2004 على الأقل لجأت الحكومة مؤخرًا إلى نشر قوات الشرطة المحلية لمراقبة المتاجر.
وقالت بيكان، فى بيان، إن وزارة التجارة تتطلع بعد غاراتها الشهر الحالى إلى معاقبة 88 شركة بفرض غرامات تزيد على مليونى ليرة وهو ما يعادل 381 ألف دولار، ومن المقرر أن تفتح البلديات فى أنقرة واسطنبول أكشاك لبيع الخضار الأرخص فى عشرات المواقع بداية من اليوم الاثنين.
وقال أردوغان، إنه سيتم بيع المنتجات بسعر التكلفة على أساس شهرى بعد أن قفزت أسعار الباذنجان والخيار والطماطم 81% و53% و39% على التوالى وفقاً للبيانات الرسمية.
وأكدت بيكان، أن عمليات التفتيش التي تقوم بها الوزارة ستستمر فى جميع أنحاء تركيا بكامل طاقتها من أجل عدم إعطاء أى فرصة للانتهازيين”.