أسامة زكى رئيس مجلس إدارة الشركة:
تسهيل الإفراج عن شحنات مخلفات البلاستيك سيشجع الاستثمار فى صناعة إعادة التدوير
المصنع يستورد %50 من احتياجاته البلاستيكية أغلبها إسبانية
نصدر %60 من إنتاجنا إلى أوروبا والباقى يتم توجيهه إلى أمريكا استقبال طلبات استيراد من أستراليا ويجرى العمل حاليًا على إتمام التعاقدات
7 مليارات جنيه حجم تجارة القمامة فى مصر سنوياً
الشركة اقتربت من اقتحام السوق المصرى واستصدار الرخص والاعتمادات النهائية
قيمة فاتورة استهلاك المصنع للطاقة تضاعفت أكثر من 3 مرات خلال 4 أعوام
طرح «بريق» فى البورصة مستبعد حاليًا بسبب ظروف السوق
كشفت شركة بريق لتدوير البلاستيك عن ملامح خطتها التوسعية والتى ستكون باكورتها ضخ استثمارات فى إنشاء مصنع جديد على أرض الشركة بالمنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر، نهاية العام الجارى وذلك باستثمارات تبلغ قيمتها 250 مليون جنيه، وأفصح أسامة زكى رئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب فى حوار لـ»البورصة» عن تفاصيل هذه الاستراتيجية التى قدمتها بريق لمجلس إدارة شركة راية القابضة، والمالكة لـ%100 من الشركة، وستسير عليها خلال العامين المقبلين، مشيرًا إلى أن القيمة الأكبر من هذه الاستثمارات سيتم توجيهها إلى توفير 3 خطوط إنتاج جديدة لهذا المصنع الذى سيماثل المصنع الحالى فى طاقته الإنتاجية البالغة 15000 طن.
وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة بريق لتدوير البلاستيك، أن استدامة استيراد احتياجات المصنع بدون عوائق من الخارج الشرط الوحيد لتنفيذ خطة الشركة الاستثمارية، حيث أوضح أن عوائق استيراد المخلفات البلاستيكية كانت تكمن فى اشتراط إيجاد تحاليل معتمدة وهو ما يستحيل تحقيقه بسبب عدم وجود مؤسسة تعتمد تحاليل المواد البلاستيكية، وبالتواصل مع وزارة البيئة، ووزارة الصناعة تم حل المشكلة بشكل مبدئى، عبر تيسير إجراءات التحاليل المطلوبة للإفراج عن الشحنات المستوردة، بعد أن تم السماح باستيراد جميع مخلفات البلاستيك العام الماضي.
وشدد على أن هذه العوائق فى الاستيراد لم تؤثر على مصنعه فقط، بل طالت ما يزيد على 10 مصانع تعمل فى صناعة البوليستر فايبر داخل السوق المصرى، بالإضافة إلى أحد المصانع باستثمارات يونانية، يستعمل بلاستيك «أكريك» الذى يدخل فى صناعة لوحات الاعلانات وأحواض الاستحمام، ويصدر ويباع للسوق المحلى أيضًا.
وألمح زكى، إلى دور الإدارة المركزية لدعم الاستثمار والتصدير بالرقابة الإدارية فى تبسيط الإجراءات الخاصة باستيراد المخلفات البلاستيك، حيث كشف أن الافراجات عن الشحنات المستوردة تستغرق حاليًا ما يزيد على شهر كامل وهو ما قد يهدد بتوقف المصانع عن العمل إذا زادت فترة التأخير إلى شهرين، بالإضافة إلى الخسائر المادية التى تتكبدها الشركة فى سداد قيمة أرضيات كل شحنة بالجمارك.
وتبلغ مساحة مصنع بريق الحالى 12.5 ألف متر بالمنطقة الصناعية فى مدينة السادس من اكتوبر، بدء الإنتاج منذ عام 2012 بإجمالى استثمارات 150 مليون جنيه، وتمتلك راية القابضة %100 من أسهم بريق لتدوير المخلفات، وتعتمد راية فى تمويل توسعات شركاتها التابعة نسبة %50 اقتراضاً و%50 تمويلاً ذاتياً.
وأوضح رئيس مجلس إدارة بريق، أن مصنع الشركة هو الوحيد فى الشرق الأوسط وأفريقيا القائم على أحدث تقنيات إعادة التدوير الأوروبية المتوافقة تماما مع المعايير البيئية والصحية للاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وذلك لإنتاج مادة خام تنافس مثيلاتها الأوروبية والأمريكية وذلك من خلال عملية إعادة تدوير زجاجات المياه والمشروبات الغازية والعبوات الغذائية، حيث إن المصنع حاصل على شهادات الاعتماد من الاتحاد الأوروبى EFSA والولايات المتحدة الأمريكية FDA وكندا Health Canada.
وتستورد الشركة %40 من احتياجاتها من البلاستيك، تنقسم بين %95 من إسبانيا والإمارات بنسبة %5، وتسد باقى احتياجها من جمع البلاستيك من المخلفات المحلية.
وأشار زكى، إلى صعوبة الحصول على المخلفات البلاستيكية المحلية حيث يسيطر عليها تجار القمامة الذين يقومون بتجميعها وبيعها أو تدويرها بطريقة غير مطابقة للمواصفات، حيث تتراوح قيمة الطن الواحد بين 7 و9 آلاف جنيه.
مضيفًا أن قيمة بيع تجار القمامة للمخلفات الصلبة التى تتضمن البلاستيك والكارتون والمعادن والأوراق تتراوح بين 5 و7 مليارات جنيه سنوياً.
وشدد على ضرورة تحسين منظومة الجمع والفرز مع دمج القطاع غير الرسمى للاقتصاد المصرى، حيث إن هذه القيمة الكبيرة للمخلفات الصلبة ستدفع الاقتصاد المصرى بشكل كبير مع تشجيع المصانع على خفض استيراد المخلفات البلاستيكية بالتوازى مع وصول نسب الجمع الى ما يزيد على %80 من احتياجات المصانع.
وتصدر بريق %100 من إنتاجها إلى الخارج، حيث توجه %60 منه إلى دول أوروبا و%40 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكشف زكى أن الشركة تسير فى الخطوات النهائية لدخول السوق المصرى حيث تبحث حاليًا مع الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة «EOS»، الإجراءات النهائية للحصول على الاعتماد الذى يسمح لـ«بريق» بيع منتجاتها داخل مصر.
وأوضح زكى، أن الشركة تنتج حبيبيات من مادة «البى أى تي» تدخل فى صناعة العبوات البلاستيكية التى تستخدم فى حفظ الأغذية والمشروبات، وأن منتجات الشركة تسجل طلبات استيراد كثيرة وهو ما يعكس ثقة العملاء فى جودة منتج مصنع بريق حتى وصل الشركة فى ديسمبر الماضى طلب استيراد من دولة أستراليا بالرغم من طول مدة نقل الشحنات حيث قد يستغرق نقلها فقط ما يزيد على الشهرين.
وقال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بريق، إن مصنع بريق الحالى يعمل بالطاقة الكهربائية حاليًا وكان متوسط فاتورة الاستهلاك الشهرى يبلغ 350 ألف جنيه حتى مطلع عام 2015، ووصلت اليوم إلى 1.2 مليون جنيه، وهو ما يعنى زيادة أعباء تكاليف الإنتاج على الشركة بعد مضاعفة قيمة استهلاك الكهرباء بما يزيد على 3 مرات.
واستبعد زكى، طرح شركة بريق لتدوير البلاستيك، فى البورصة المصرية حاليًا بسبب الظروف التى يمر بها السوق، وكان مدحت خليل، رئيس مجلس إدارة شركة راية القابضة المالكة لشركة بريق صرح فى وقت سابق لـ»البورصة»، بأن تأجيل الطروحات الحكومية، والوضع الحالى لسوق المال لن يسمح بطرح أى شركة تابعة لشركة راية القابضة للاستثمارات المالية.
وأشار زكى إلى أن الجدوى الاقتصادية مازالت لم تدرس لتحول بريق إلى مصنع تدوير مخلفات متكامل ينتج طاقة كهربائية يعمل به المصنع مشيرًا إلى ضرورة تشجيع الحكومة المصرية لهذا النوع من الاستثمار فى الفترة المقبلة.