بعد أن أرهقها البحث فى منطقة سوق درب سعادة و«حمام التلات» فى العتبة، عن أسعار مناسبة لأطقم دولاب المائدة أو «النيش»، من الطقم الصينى والأركوبال، والكؤوس الزجاجية، وشنطة الملاعق والسكاكين.. توقفت العروس عندما اصطدمت بالأسعار التى وجدتها بدأت من 8 آلاف جنيه للطقم الصينى وحتى 20 ألف جنيه.
هبة.. فتاة تستعد للزفاف، وتعانى مثل غيرها الكثيرات من الأسعار التى ضربت كل شىء بما فى ذلك أدوات المائدة والأدوات المنزلية.
فكرت هبة، ملياً فى إلغاء مشروع «النيش» من الأساس وألا تحمل أسرتها وزوجها مالا يطيقونه، وفجأة مزقت قائمة متطلبات «النيش» بيدها لتقرر شراء ما يلزمها فقط للاستخدام اليومى، من أطباق وأكواب وملاعق وسكاكين.. وما دون ذلك تستغنى عنه ولا تضع فيه أمولاً طائلة ربما تكلفها نحو 70 ألف جنيه على أقل تقدير.
تمردت هبة، على تقاليد «النيش» والسفرة، وعلى العادات والتقاليد التى جعلت من دواليب المائدة، مكاناً مقدساً يحمل شعار هو «ممنوع الاقتراب أو اللمس».
وهكذا راحت تشترى طقم واحد من «الأركوبيركس»، وآخر للشاى، وطقم ميلامين، فضلاً عن باقى احتياجات المطبخ من أوانى للطهى واقتصرت أيضاً على الاحتياجات الأساسية.
عروس اخرى، وهى نسمة محمود، التى تزوجت منذ 10 أشهر، تؤكد أنها لم تشترى «النيش» ضمن جهازها، اذ اتفقت هى وزوجها على الاستغناء عن كل ما لا يستخدم من الأثاث، واكتفت بأطباق صينى تم شراؤها بالقطعة وعددها 12 طبقاً بسعر 15 جنيهاً للواحد.
ولم تشتر نسمة، شنطة السكاكين لأن سعرها هى وشنطة الملاعق 3 آلاف جنيه.. بل اشترت «دستين» ملاعق بدلاً منها و4 سكاكين.
واتفقت الشابة العشرينة، على أن تستغنى عن «النيش» فى جهازها وأن تشترى ما يلزمها فى بداية زواجها، ثم تشترى ما تحتاج إليه بعد الزواج.
قالت نسمة لـ»البورصة»، إنها ليست أولى فتيات العائلة التى تتخذ مثل هذا القرار، إذ سبقتها ابنة خالتها التى اكتفت بشراء طقم أركوبال، وطقمى ميلامين، و18 كوباً، وتقليل تكلفة شنطة السكاكين من 3 آلاف جنيه إلى 700 جنيه وذلك من خلال شراء احتياجاتها منفردة.
وعلى النقيض تماماً، تتبارى الفتيات فى اقتناء أطقم الشربات من الزجاج، والصينى، وكل ماهو جديد من هذه الأطقم لاقتنائها فى النيش خصوصاً فى قرى محافظات الوجه البحرى، ليتجاوز جهاز العروس من المفروشات والأدوات المنزلية والنيش نحو 350 ألف جنيه، ووصلت إلى 800 ألف فى بعض المناطق.