الفول «المدمس» يونانى التسمية.. وتاريخه يعود للعصر الحجرى الحديث


المصريون يستهلكون 2500 طن يومياً من الفول

يُقال إن مصدر كلمة «مدمس» يعود لأول من دس القدر فى القمامة المحترقة داخل مستوقد، وهو رجل يونانى يُدعى «ديموس»، كان يمتلك حماماً شعبياً خلفه مستوقد كمصدر للطاقة.

وبرع المصريون بعد ذلك فى التنوع الذى لحق بطبق الفول، فالبعض يُضيف إليه الشطة والصلصة، والبعض الآخر يضيف البيض، والسجق.

ويتعامل أغلب المصريون مع «الفول» باعتباره الطبق الأساسى على موائدهم باختلاف مستوياتهم الاجتماعية، خاصة فى وجبة الإفطار، فهم يستهلكون كميات تتراوح بين 2000 و2500 طن يومًا، باعتباره الأرخص بين الأكلات الأخرى والأقدم على مر العصور، كما أنه الطبق الرئيسى أيضًا على مائدة «السحور» فى شهر رمضان.

ويعود تاريخ «الفول» إلى العصر الحجرى الحديث، وبدأ استخدامه على نطاق واسع فى الأمريكتين الشمالية والجنوبية، وتعرف عليه «كريستوفر كولومبوس» فى جزر البهاما، حيث كانت تتم زراعة أنواعه بانتظام.

وكشفت حفريات أثرية فى فلسطين، أن نبتة الفول كانت تُستخدم قديمًا منذ 6500 سنة قبل الميلاد، لكن رحلتها استغرقت نحو 3 آلاف عام لدخول دول حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا ومصر الفرعونية والسواحل الأوروبية الجنوبية.

ويعد «الفول» أحد الأطعمة الشعبية منذ بداية العصر الفرعونى، وكان يُطهى بواسطة طمره فى تراب الفرن الساخن، لذا عُرف باسم «متمس»، ثم تطورت الكلمة بعد ذلك إلى «مدمس».

وتطورت مراحل تصنيع «الفول» على مر التاريخ، بداية من «المكامير»، مروراً بـ«المستوقد» حتى تم صنعه فى المحلات، ثم تغير شكله وطريقة تحضيره بالسمن أو بالزيت أو الصلصة، وفى صورة «طعمية» أو «بصارة».

ويعتبر «الفول البلدى»، المحصول البقولى الأول فى مصر من حيث المساحة المنزرعة والإنتاج الكلى والاستهلاك، حيث تستهلك بذوره الخضراء والجافة فى تغذية الإنسان بنسبة بروتين تبلغ 28%، وكربوهيدرات 58%، بخلاف دوره فى تحسين خواص التربة وزيادة خصوبتها من خلال تركه كوحدات أزوتية بين 20 و30 وحدة للفدان بعد الحصاد يستفيد منها المحصول التالى.

و«المكامير»، لغز حير العلماء، حيث بدأت فى قرية «برهيم» بالمنوفية، وهى عبارة عن آبار فى باطن الأرض تحفظ البقول لمدد تصل إلى 100 عام بدون عطب أو سوس.

و«المستوقد»، مكان مُخصص لحرق القمامة، حيث يتم دس «قِدر» الفول بين الأكوام المحترقة بعد غلقها جيدًا بواسطة سدادة غالبًا تكون من القماش ثم وضع الطمى فوقها حتى لا يحترق القماش فتصبح القدرة مكتومة بحيث لا ينفذ منها البخار، ما يعطى الفول مذاقاً خاصاً يختلف عن مذاقه حين طهيه بالطريقة العادية فوق النار.

وتطورت صناعة «قدرة الفول» بمرور الزمن، فقديمًا كانت تُصنع من النحاس، وحديثًا من الألومنيوم والإستانلس، وتعد القدرة 8 مليميتر الأفضل لوطول عمرها الافتراضى رغم ارتفاع تكلفتها، ويؤثر نوع القدرة على الطعم، وأفضلها النحاس.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2019/02/20/1179535