إثيوبيا تدرب خريجى الثانوية على خدمات الإرشاد الطبى فى الريف
%70 من التشخيص الطبى بالعيادات الحكومية الهندية خاطئ
تعتبر الرعاية الأولية الجيدة شرطاً أساسياً لنظام الرعاية الصحية المثالى، خاصة فى العديد من المستشفيات الحضرية بالبلدان الفقيرة فهى مليئة بالأشخاص الذين يعانون من مشاكل بسيطة كان ينبغى التعامل معها من خلال الرعاية الأساسية “فرع الطب العام بدون تخصصات دقيقة” أو المرضى الذين يعانون من ظروف معقدة كان ينبغى علاجها فى وقت سابق.
وفى كثير من البلدان النامية يحصل الناس على الرعاية الصحية فى معظم الأحيان من مقدمى خدمات خاصة غير رسميين مثل متاجر الأدوية أو الممارسين غير المؤهلين.
وفى الهند تمثل الجهات غير الرسمية 3 أرباع جميع الزيارات العلاجية، والأرقام فى البلدان الأخرى متشابهة، وإن كانت أقل تطرفًا مثل 65-77% فى بنجلاديش، و36-49% فى نيجيريا، و33% فى كينيا.
وغالباً ما توجد هذه الأسواق جنباً إلى جنب مع مزودى القطاع العام الذين يعتمدون على المرضى الذين يدفعون ثمن الأدوية والاختبارات، كما هو الحال فى الصين على الرغم من سلسلة من اللوائح الحديثة.
ومن السهل قياس المدة التى يتعين على المرضى الانتظار فيها أو ما إذا كانت الأدوية متوفرة، ففى ريف الهند، على سبيل المثال، 66% من السكان لا يستطيعون الحصول على الأدوية الوقائية، و33% يجب أن يسافروا أكثر من 30 كيلومتراً للحصول على العلاج.
ولكن الإجابة عن السؤال الأهم – ما إذا كان يتم تشخيص المشكلة ومعالجتها بشكل صحيح – ثبت أنها أكثر صعوبة وهذا هو السبب فى أن البحث الأخير الذى قام به جيشنيو داز من البنك الدولى وزملاءه هو موضع ترحيب.
وتظهر نتائج دراسة صينية واحدة أن متوسط وقت المشورة الطبية دقيقة ونصف، وفى الهند 3 دقائق ولكن ثلث الزيارات استغرقت دقيقة واحدة فقط وطرحت سؤالاً واحداً: “ماذا تشكو؟” فقط.
%30 من المشاورات فى الهند و26% فى الصين فقط أدت إلى التشخيص الصحيح، وكان باقى المرضى أكثر عرضة لتلقى علاج غير ضرورى أو ضار وقد أسفرت الدراسات فى باراجواى والسنغال وتنزانيا عن نتائج مماثلة.
وقبل عام 1995، كان 25% فقط من سكان كوستاريكا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية؛ وبحلول عام 2006 ارتفعت النسبة إلى 93%.
وعواقب مثل هذه الحماقة شديدة ففى الهند يموت حوالى نصف مليون طفل بسبب أمراض الإسهال كل عام، وفى دراسة أجريت فى نيودلهى وجه 25٪ فقط من مقدمى الرعاية سؤالاً للوالدين حول ما إذا كان هناك دم أو مخاط فى براز الطفل، وهو عرض واضح لمثل هذا المرض.
وقدم العاملون الصحيون الذين خضعوا لمزيد من التدريب تشخيصاً أكثر دقة ولكن هذا وحده ليس كافياً، ومن الغريب أن السيد داز وفريقه وجدوا أنه حتى عندما يعرف الأطباء ما يجب إعطائه من علاج ، فإنهم فى الغالب لا يقدمونه.
وفى إحدى الدراسات استطاع 74% من الأطباء الهنود أن يخبروا الباحثين كيفية التعامل مع المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية والربو أو الإسهال، ولكن عندما زارهم مرضى يعانون هذه الأعراض بالضبط، عالجوا 31% منهم فقط بشكل صحيح.
وتقدم البلدان النامية الأخرى رعاية أفضل بكثير بتكلفة منخفضة، ومن الأمثلة على ذلك كوستاريكا، التى يظهر نموذجها فائدة الرعاية الصحية الأساسية عالية الجودة.
ويوضح عساف بيتون من شركة “أريادن لابز” أنه بين عامى 1995 و2002 سجلت كوستاريكا أكثر من 800 أخصائى للرعاية الصحية المتكاملة أو فرق للرعاية الصحية الأساسية.
وتتكون الفرق من مساعد فنى يزور المرضى فى المنزل وموظف يحتفظ بسجلات حديثة وممرضة وطبيب وصيدلى، ولدى الأطباء مجال واسع لإدارة الفرق بالطريقة التى يفكرون بها بشكل أفضل، لكن وزارة الصحة تحملهم المسئولية عن نتائج مرضاهم.
وقبل أن يتم تطبيق البرنامج، كان 25% فقط من كوستاريكا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية وبحلول عام 2006 ارتفعت النسبة إلى 93%، وبحلول عام 2004 انخفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 13% ومعدل وفيات البالغين بنسبة 4%، مقارنة مع المناطق التى لم يتم تغطيتها بعد، وقدرت دراسة أخرى أن 75% من المكاسب فى النتائج الصحية ناتجة عن الإصلاحات.
وجمدت تايلاند فى الثمانينيات استثمار رؤوس الأموال فى المستشفيات الحضرية وأعادت تخصيص التمويل لمراكز الرعاية الأساسية، ما أدى إلى خفض معدلات الوفيات.
ودأبت إثيوبيا منذ عام 2004 على تدريب أكثر من 38 ألف من العاملين فى مجال الإرشاد الصحى، من خريجى المدارس الثانوية الريفية الذين خضعوا لتدريبات لمدة سنة قبل إعادتهم إلى مناطقهم المحلية، وساعد ذلك فى خفض معدل وفيات الأطفال والأمهات بنسبة 32% و38% على التوالى.
وفى رواندا يجب أن يكون لكل قرية 3 عمال صحة مجتمعيين يتم انتخابهم من قبل أقرانهم الذين يقدمون الخدمات الأساسية ويقومون بإحالة المرضى للمشافى، وتقول أجنيس بيناجواهو وزيرة الصحة السابقة إنه يمكن للأشخاص الذين لديهم حد أدنى من التعليم أن يفعلوا الكثير.