قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن 2019 لن يكون عامًا سعيدًا لتجار الصلب الصينيين فعلى الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن توقعات الطلب القاتمة تجعلهم يشعرون بالقلق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى عادة ما تتراجع فيه أسعار الصلب قبل عطلة السنة القمرية الجديدة مع ضعف الطلب وسط خلفية تباطؤ النشاط الصناعى.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العام الجارى سيكون مختلفًا، حيث تعافت الأسعار من الانخفاض الحاد الذى شهدناه فى نهاية العام الماضى.
وأضافت أن الأسواق إذا سارت بنفس السيناريو فسوف تستمر الأسعار فى الارتفاع بعد العطلة مع ارتفاع الطلب وزيادة نشاط الاستثمار، وكانت هناك عوامل أدت إلى زيادة الأسعار العام الماضى حيث أن المستويات الكبيرة التى شاهدناها جاءت مدفوعة بكارثة التعدين فى البرازيل التى أودت بحياة أكثر من 100 شخص بالإضافة إلى الآمال بأن الاقتصاد الصينى قد يحدث تحولاً بفضل الأثر التراكمى لتدابير التحفيز المستهدفة.
لكن تجار الصلب والمدارء التنفيذيين فى هذه الصناعة حذروا من أن العام الجديد قد يكون مختلفًا وأن الضعف الاقتصادى سيستمر فى التأثير على الأسعار.
وقال مايكل شاو، المحلل لدى شركة “سمارت تايمنج ستيل” فى “هونج كونج” إن معظم اللاعبين فى هذه المرة ليسوا واثقين من ارتفاع الأسعار لأن مستوى الطلب لم يظهر أى علامات على الانتعاش.
وارتفعت أسعار لفائف الصلب المجلفنة، والتى تستخدم فى التصنيع وحديد التسليح الذى يدخل فى صناعة البناء بنسبة 10% تقريباً منذ بداية العام الجارى.
وزادت الأسعار بعد الهبوط الحاد فى شهرى أكتوبر ونوفمبر عندما حفزت القيود الصارمة لمكافحة التلوث في فصل الشتاء الرهانات على أن إنتاج الصلب سيكون أقل تقييدًا بسبب تكرار التوقف عن العمل.
وقال أحد المتداولين الذى طلب عدم الكشف عن هويته إن تراكم المخزون الموسمى قبل العطلة كان أضعف من المعتاد.
وأوضح المحلوون أن المشترين الذين وضعوا طلبيات لشهر فبراير أو مارس كانوا يودعون الودائع بدلاً من السداد بالكامل، مؤكدين أنه لا أحد سيقوم بالشراء إذا كان التوقع هو انخفاض الأسعار على المدى القصير.
وأشار المحللون إلى أن الثلاث سنوات الماضية كانت مجزية بالنسبة لصناعة الصلب فى الصين مع ارتفاع الأسعار والهوامش من خلال التحفيز الحكومى وتقليص العرض الهيكلى.
ولكن ما زالت قيادة الصين تبدى قدراً من الحذر أكثر من المعتاد بشأن الحوافز الاقتصادية تاركة الصناعة قلقة بشأن صحة مصادر الطلب الرئيسية العام الجارى.
وتراجعت المبيعات فى صناعة السيارات التى تعد مشتر كبير للفائف الصلب المجلفنة حيث بلغت نسبة 2.8% العام الماضى فى حين من المتوقع أن يظل سوق العقارات ضعيفاً فى 2019.
وذكرت الصحيفة أن الآمال بأن يعوض الاستثمار فى البنية التحتية عن بعض هذا الطلب المفقود تراجعت بعد المخاوف من أن الحكومات المحلية التى تعانى من ضائقة مالية لن تحصل على التمويل اللازم لبدء المشاريع فى المواعيد المحددة.
واضافت أن الخطر المتمثل فى فشل الولايات المتحدة والصين التوصل إلى اتفاق على صفقة تجارية لايزال يشكل عبئاً على ثقة المستهلكين والشركات.
وقال “قاو تشنجيانج”، مدير المبيعات بشركة “تانغشان أيرون آند ستيل” فى الصين: “أخشى أن وقت الحفلات قد انتهى”.
أضاف أن الدعم من جانب العرض غير مؤكد فى أعقاب القيود الصارمة من قبل الحكومة الصينية المضادة للتلوث التى تم الإعلان عنها خلال الربع الثالث من العام الماضى.