“بلومبرج”: لايزال هناك العديد من نوبات القلق أبرزها تعريفات السيارات وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى
أنهى قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بتمديده الموعد النهائى لزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية أحد أكبر المخاطر التى تهدد التجارة العالمية والاستثمار.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن هذا القرار أثار موجة صعود في المخاطرة في آسيا صباح يوم الاثنين رغم تحذير وكالة أنباء “شينخوا” الصينية من أن المحادثات التجارية قد تواجه “حالات عدم اليقين الجديدة”.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين وضع قائمة طويلة من القلق وهدد بنخفيض معدل النمو العالمى.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن احتمال فرض الرئيس “ترامب” رسوماً على السيارات المستوردة على أساس أنها تشكل تهديداً للأمن القومى سوف يضرب الاقتصاد الأمريكى والصناعات التحويلية الكبرى بفى العديد من الدول بما فى ذلك ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية أيضًا.
وأوضحت وكالة “موديز” للتصنيف الائتمانى، أن التعريفات الجمركية الأمريكية والإجراءات الانتقامية يمكن أن تمثل تهديدًا لحوالى 500 مليار دولار من التدفقات التجارية وهو ما يمثل 2.8% من الواردات العالمية لعام 2017، وفى الصين يكافح ثانى أكبر اقتصاد في العالم لاحتواء التباطؤ حتى مع قيام واضعى السياسات بتعزيز إجراءات التحفيز الخاصة بهم لدفع عجلة النمو.
وأضحت “بلومبرج” أن الكثير من السياسات الداعمة للنمو ستتوقف على مدى دوام الهدنة التجارية بالنظر إلى اتساع المخاوف لدى الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسات الصين الصناعية والاقتصادية.
وقال توولي ماكولى، رئيس اقتصاديات منطقة آسيا والمحيط الهادى فى “سكوتيا بنك” فى سنغافورة “لا أرى أن مستقبل الاستثمار فى الأعمال التجارية سيتحسن عالميا بشكل ملحوظ حتى نرى المزيد من الخطط الملموسة لحل مختلف القضايا بين الولايات المتحدة والصين”، وفى الوقت الذى أعلن فيه صانعو السياسة الفيدرالية مطلع العام الجارى نهاية فترة موازنتهم للميزانية العمومية، فإن ذلك لا يعنى أنهم سيتقفوا عن رفع أسعار الفائدة.
وسوف تكون السياسة التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكى، حاسمة بالنسبة للأسواق الناشئة التى تتمتع بفترة راحة منذ أن أشار رئيس الفيدرالى جيروم باول، إلى توقفه عن زيادة أسعار الفائدة، ومع ذلك، فإن النظرة الباهتة لأكبر اقتصاد في العالم ستجذب بقية العالم أيضا فمع تلاشي سياسة التحفيز المالي تظهر البيانات علامات الضعف، حيث أن التضخم يحوم حول هدف بنك الاحتياطى الفيدرالى، وسط تراجع البطالة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتأرجح فيه بريطانيا على حافة هبوط، حيث يحذر المشرعون والاقتصاديون والمدراء التنفيذيين من حدوث فوضى اقتصادية ستعوق النمو عبر شركاء تجاريين رئيسيين في أوروبا.
يأتى ذلك رغم ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي، قد حددت مهلة جديدة يوم 12 مارس المقبل قبل 17 يومًا فقط من يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لإجراء تصويت نهائى على اتفاق الانفصال عن الكتلة الموحدة، وفى ألمانيا وإيطاليا لايزال أكبر اقتصاد فى أوروبا يرسل إشارات متضاربة وسط ضعف التصنيع المستمر وتراجع مستويات الثقة، وعلى الرغم من التحسن في الاستهلاك والاستثمار الذى يشير إلى الانتعاش في الأشهر المقبلة فقد حدث انخفاض حاد فى توقعات النمو.
يأتى ذلك فى الوقت الذى غرقت فيه إيطاليا في الركود نهاية العام الماضى ومن المتوقع أن تتعافى قليلًا العام الجارى تاركة الاقتصاد يعانى من الديون الهائلة وانخفاض النمو وارتفاع معدلات البطالة.
وقال شو ويكى ماسوجيما، المحلل الاقتصادى لدى وحدة “بلومبرج” إيكونوميكس” إن الحرب التجارية كانت عاملاً رئيسياً في دفع معنويات المخاطرة والأسواق في الأشهر الأخيرة، ومن المرجح أن تبشر صفقة التجارة بين الصين والولايات المتحدة بفترة من المخاطرة، مما يعزز الأصول الخطرة من الأسهم إلى العملات فى الأسواق الناشئة.
ورحب محللون بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتأجيل فرض المزيد من الرسوم التجارية على الشحنات الصينية لكنهم أكدوا إن هذه الهدنة لا تشير إلى نهاية أعمال النزاعات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأعلن ترامب، تأجيل رفع الرسوم الجمركية لفترة غير محددة عبر موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في المحادثات التجارية مع الصين بشأن قضايا هيكلية مهمة بما في ذلك حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا وقطاعى الزراعة والخدمات والعملات والعديد من القضايا الأخرى.
وأضاف ترامب، أنه نتيجة لكل تلك المحادثات المثمرة فقد قررت واشنطن تأجيل أي زيادة في التعريفات الجمركية والتي كان محدداً لها1 مارس المقبل، وتوقع هوا تشانغتشون، المحلل لدى شركة “جواتيا” للأوراق المالية أنه من المحتمل أن تتوصل الدولتان إلى اتفاق حول جميع القضايا فى أواخر مارس المقبل ولن ترتفع التعريفات عن المستويات الحالية، ولكن هذا لا يعنى أن الصراع بينهما قد انتهى.