ركزت الجلسة النقاشية الثانية من مؤتمر المستثمرين والذي تعقده المجموعة المالية هيرميس في دبي، على أبرز سمات الأسواق الناشئة، والتي تتركز في طبيعة الاقتصاد الاستهلاكي وقدرة الشركات على توظيف التكنولوجيا في إنشاء بنية أساسية جديدة واستحداث الاستراتيجيات وتطوير خطط جديدة لتلبية احتياجاتهم المتزايدة، وأدار الجلسة مانوس كراني، كبير المذيعين ببرنامجي Daybreak الشرق الأوسط وDaybreak أوروبا بقناة بلومبرج.
قال ساشا بوينونك، الرئيس التنفيذي المشارك والشريك المؤسس لموقع جوميا للتجارة الإلكترونية، إن التكنولوجيا تمثل الأداة لتحقيق الهدف، فدوافع المستهلك للشراء من على مواقع التسوق، ترتبط بالمنتج، وقدرة العميل الشرائية، فضلاً عن سهولة عمليات الشراء التي تتيحها “جوميا” على موقعها.
أضاف أن “جوميا” تعمل كسوق متكامل تمثل حلقة الوصل بين الشركات والمستهلكين وأيضاً المستوردين والمصدرين وشركات الخدمات اللوجستية. كما تعد مواقع التجارة الإلكترونية مقياسًا واضحًا للوضع الاقتصادي، والكثير من الشركات العاملة بمختلف البلدان التي تتواجد بها “جوميا” لديها نظرة مستقبلية إيجابية وتحظى بالقدرة على النمو.
وأكد أن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في تغيير وتطوير الإعلانات، فعلى صعيد الإعلانات التليفزيونية، يمكن إنفاق الملايين دون استهداف شريحة أو فئة معينة ولا يمكن قياس مدى تأثير تلك الإعلانات، مفضلاً التوجه نحو إطلاق الإعلانات على موقع YouTube أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، والتي تمكن من استهداف شريحة محددة بتكلفة أقل كثيرًا، فضلاً عن تأثيرها المباشر والملموس.
وتناول محمود المليجي، رئيس قطاع العمليات في شركة “دبي للمرطبات” المتخصصة في تعبئة وبيع منتجات بيبسيكو العالمية، الحلول التكنولوجية وقدرتها على تعزيز فاعلية قدرات الشركة على توظيف البيانات بالشكل الأمثل حتى تلبى احتياجات عملائها في الوقت المناسب باستخدام أسطول توزيع أصغر حجماً.
وأشار إلى تمكن الشركة بفضل تحليل بيانات سلوك العملاء من معرفة احتياجاتهم بشكل أفضل، لذلك فقد باتت التكنولوجيا تحتل أهمية كبرى على صعيد الأعمال.
أضاف أنه قبل 10 أو 15 عامًا، كان حجم الإنفاق على عمليات الترويج لمنتجات الشركة ضخم من خلال حملات إعلانية على التليفزيون والصحف واللوحات الإعلانية، لكن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت تلعب دورًا متزايدًا في سوق الإعلانات، حيث يمكن لـ”دبي للمرطبات” استهداف شرائح استهلاكية ونطاقات جغرافية محددة وبتكلفة أقل.
وتوقع المليجي، أن تسهم التجارة الإلكترونية في لعب دورًا محوريًا في تغيير قطاع التطوير العقاري، مشيراً إلى تخصيص المراكز التجارية الكبرى ما يقرب من 70 إلى 80% من مساحاتها لتجارة التجزئة و20% للترفيه في الماضي، لكن السنوات العشر المقبلة ستشهد تغير الوضع بشكل جذري، حيث من المتوقع أن تؤدي أنشطة التسوق عبر الإنترنت إلى توجه تلك المتاجر للتركيز على الأنشطة الترفيهية والأطعمة والمشروبات، أكثر من تركيزها على تجارة التجزئة.
وقالت ندى أمين، نائب رئيس لأبحاث القطاع الاستهلاكي والتجزئة بقطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، إن الاستثمار في منظومة التوزيع نقطة محورية للشركات – والتي أصبحت توظف هذه الاستثمارات في تلبية الطلب عبر تحليل التوجهات السوقية، وربط السائقين بمستودعات التخزين بشكل أسرع.
أضافت، أن التركيز على زيادة المصروفات الرأسمالية لم يبلغ أعلى مستوياته، إلا أنه يتم حاليًا رصد دلالات على زيادة المصروفات الرأسمالية بين الشركات المصرية، بينما تحصد شركات دول الخليج الآن ثمار استثماراتها القائمة.
وأوضحت “أمين”، “أن ما يثير الاهتمام فيما تقدمه التكنولوجيا هو بث روح الابتكار لدى شركات الأطعمة والأغذية الخفيفة لتقديم منتجات ترقى لتوقعات العملاء”.
أضافت أنه على صعيد أنشطة الإعلان والترويج، بدأت معظم الشركات في التخلي عن أنشطة التسويق عبر التليفزيون والراديو والمجلات، وتتجه بدلًا من ذلك إلى الحملات الترويجية عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت “أمين”، أن الفترة الماضية شهدت توجيه معظم الشركات طاقتها نحو التوزيع، ما دفع بتعافي المبيعات حتى بعد الزيادة السعرية الكبيرة على خلفية ارتفاع التكاليف منذ تعويم الجنيه.