الدسوقي: التكلفة بين 150ـ و200 ألف جنيه.. ونستهدف السيارات التجارية كبداية
يحيى: بدأنا تجميع الشواحن وسندخل مرحلة تصنيعها قريباً
عمران: نحتاج دعماً حكومياً لتكرار تجربة تحويل «الأجرة» للعمل بالغاز
احتفلت شركة درشال لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، بتحويل أول سيارة تعمل بالديزل إلى سيارة كهربائية، وذلك بمقر الشركة الهندسية فى وادى حوف.
حضر الاحتفالية الشريك الصينى لشركة درشال، وممثلون من الشركة الهندسية لصناعة السيارات، وحسن الدسوقي، رئيس شركة درشال، وسونج آيقوه، سفير الصين فى مصر، والملحق التجارى الصينى فى مصر، واللواء أشرف ألبرت، المستشار الفنى لشركة درشال، والدكتور إبراهيم عمران، رئيس قسم السيارات بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والدكتور عمرو حلمى أستاذ الهندسة بجامعة زويل، واللواء أمين يحيى عبداللاه رئيس مجلس إدارة الشركة الهندسية لصناعة السيارات، واللواء محسن المحلاوى، رئيس قطاع الإنتاج بالهيئة العامة للبترول والمهندس عبدالمنعم القاضي، نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية.
استعرضت درشال خلال الاحتفالية، سيارة بيك أب من صنع الشركة الهندسية تم تحويلها من سيارة ديزل إلى سيارة كهربائية بأياد مصرية %100، وبطارية مصرية صينية الصنع.
كما عرضت الشركة مجموعة من بطاريات السيارات الكهربائية التى تم إنتاجها بالتعاون مع شركات صينية.
وقال حسن الدسوقي، رئيس شركة درشال إن عملية تحويل السيارة تكلفت ما يقرب من 150 إلى 200 ألف جنيه، موضحا أن الشركة تستهدف خلال الفترة المقبلة تحويل سيارات البيك أب والميكروباصات إلى سيارات كهربائية، بالتعاون مع الشركة الهندسية، ولا تستهدف سيارات الركوب الملاكى فى الفترة الحالية.
وأوضح الدسوقى لـ «البورصة»، أن «درشال» تتعاون مع الشركة الهندسية لريادة صناعة السيارات الكهربائية فى مصر والشرق الأوسط وليس البطاريات فقط، موضحاً أن ما حدث من تحويل سيارة ديزل إلى كهربائية يعد نقلة وأقرب ما يكون إلى صناعة السيارة لأنه تم تفكيك مكونات السيارة «بيك أب من إنتاج الشركة الهندسية» بالكامل باستثناء الهيكل الخارجي، وتركيبها مرة أخرى بمكونات السيارة الكهربائية.
وأضاف أن شركة «درشال» حققت نجاحاً كبيراً فى مجال تصنيع بطاريات الليثيوم التى يمكن أن تسير إلى 400 كيلو متر بالشحنة الواحدة، وهى أحدث تكنولوجيا فى دول العالم خصوصا الولايات المتحدة فى مجال بطاريات السيارات الكهربائية. ويوجد خط إنتاج حقيقى لهذه البطاريات، ولكن الشركة ينقصها تحقيق بعض الاتفاقيات والبروتوكولات مع البنوك والحصول على قرض لاتمام الإنتاج.
وتابع أن أى مواطن يستطيع الآن أن يحول سيارته إلى كهربائية من خلال الشركة الهندسية. وتختلف تكلفة التحويل وفقا لعدة عوامل منها نوع السيارة وحجمها ووزنها والكثير من الأمور التقنية والفنية التى يحددها المختصون.
وطالب الدسوقي، الدولة بتوفير البنية التحتية اللازمة لعمل السيارات الكهربائية وانتشارها فى مصر، موضحا أن محطات الشحن المتواجدة بالفعل حاليا لا يمكنها شحن البطاريات السريعة لأن الغرف المتواجدة فى محطات الشحن لا يمكنها ضخ الطاقة اللازمة لهذه البطاريات. كما طالب الدولة بدعم تحويل سيارات الديزل إلى سيارات كهربائية.
وقال رئيس شركة درشال، إنه يوجد بروتوكول تعاون بين شركته وشعبة الصناعات المغذية بغرفة الصناعات الهندسية، للعمل معاً على إنتاج سيارة كهربائية مصرية، وتم الاتفاق على الاستعانة بالصناعات المغذية للسيارات المنتجة محليا لصناعة السيارة الكهربائية.
وأكد السفير الصينى فى مصر على قوة العلاقة بين مصر والصين فى الجانب الدبلوماسى والصناعى والتجارى على حد سواء، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين تخطى مرحلة الإستيراد والتصدير، فالصين الآن تتجه لدعم البنية التحتية فى مصر والدخول فى مجال انشاء المصانع والتصنيع والإنتاج.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماماً خاصاً لمجال صناعة السيارات الكهربائية فى مصر، مؤكدا أنه خلال فترة تواجده فى القاهرة شهد الكثير من التطورات فى الاقتصاد المصرى والصناعة وخصوصا صناعة السيارات.
وأضاف أن الصين تعد واحدة من أضخم الأسواق العالمية فى مجال السيارات الكهربائية، وأنها تنتج 1.8 مليون سيارة كهربائية سنويا، موضحا أن هذا الأمر سيجعل التعاون بين مصر والصين فى مجال صناعة السيارات الكهربائية مثمراً.
وقال أمين يحيى، رئيس مجلس إدارة الشركة الهندسية لصناعة السيارات، إن الشركة ساهمت فى تفكيك السيارة «البيك أب» من إنتاجها والتى تعمل بالديزل وإزالة المحرك ووضع محرك كهربائى بدلا من خلال مهندسى وفنين الشركة.
وأوضح أن هذا النموذج هو باكورة عينات الشركة فى مجال تحويل سيارات الديزل إلى كهربائية، وأن الشركة تستهدف فى الفترة القادمة تحويل العديد من السيارات التجارية، ولكنها فى انتظار وصول المعدات الخاصة بمصنع البطاريات لكى تبدأ العمل على باقى العينات، ثم العمل على تحويل أى سيارات أو طلبيات من الدولة، موضحا أن البطارية تمثل %60 من تكلفة السيارة الكهربائية.
وأضاف أنه خلال الأشهر الستة المقبلة سيتمكن أى مواطن من تحويل سيارته الديزل إلى كهربائية من خلال الشركة، ولكن التكلفة الفعلية التى ستقع على المواطن لم يتم تحديدها بعد.
وأكد يحيى أن المستهلك سيستوعب فكرة التحول للسيارات الكهربائية سريعا إذا وجدت البنية التحتية اللازمة والتى تتمثل فى وجود الشواحن وانتشارها بأكبر كم ممكن، مشيرا إلى أن الشركة بدأت بالفعل تجميع الشواحن وستدخل مرحلة تصنيعها قريبا.
وقال الدكتور عمرو حلمى، أستاذ الهندسة بجامعة زويل، والذى شارك فى عملية تحويل السيارة الديزل إلى كهربائية، إن عملية تحويل السيارة ليست صعبة ولكن منظومة السيارات الكهربائية فى مصر لم تكتمل بعد، مشيراً إلى أن هذا النموذج مجرد إثبات فكرة أننا قادرون على صناعة سيارة كهربائية فى مصر.
وأضاف حلمى أن ما ينقصنا هو التسويق للسيارات الكهربائية ووضع خطة مالية للمشروع بالكامل، مشيراً إلى أن مشروع تحويل السيارات إلى كهربائية يلقى دعما كبيرا من الدولة، وهناك العديد من الشركات والمستثمرين بخلاف «درشال» يعملون على هذا المشروع مما يبشر بتواجد مراكز قريبا لخدمة المواطنين وتحويل سياراتهم إلى كهربائية.
وأكد أن الهدف الذى يجب أن نسير نحوه هو صناعة بطارية تعتمد عليها السيارة للسير من 300 إلى 400 كيلو، وهذه البطارية ستتكلف ما يقرب من 40 ألف دولار، و هناك بطاريات أقل من ذلك تسير بها السيارة 100 كيلو متر.. لذلك فإن تكلفة البطارية يمكن أن تتراوح بين 15 و50 ألف دولار وفقا لنوع السيارة والبطارية.
وقال إبراهيم عمران، رئيس قسم السيارات بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن هذا المشروع يستهدف السيارات التجارية مثل «الباص» و«المينى باص» والميكروباص، ولا يستهدف سيارات الركوب والملاكى فى الوقت الحالى، لأن السيارات التجارية لها محطات وخط سير محدد يمكن على أساسه توفير محطات الشحن بسهولة، مضيفا أننا بحاجة إلى بنية تحتية للشواحن قوية أولا وبعدها يمكن لأى مواطن تحويل سياراته.
وأضاف أن هذا النموذج الذى تحتفل به الشركة كسر الحاجز بين تكنولوجيا السيارات الكهربائية وبين المواطن المصري، لأننا أصبحنا الآن بداخل المنظومة ونجيد التعامل مع هذه التكنولوجيا بنسبة %100.
وأوضح أنه لكى تنجح السيارات الكهربائية فى مصر لابد من دعم حكومى قوى كما دعمت الحكومة من قبل تحويل سيارات الأجرة الى سيارات تعمل بالغاز الطبيعي.
وأكد أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستنتشر كمية كبيرة وملموسة من السيارات الكهربائية فى الشارع المصرى.
كتبت ــ نور أحمد
زمزم مصطفى