«كمال»: دراسة 12 طلباً للإقراض.. والمساعدات الفنية أهم من التمويل
تأهيل الشباب للعمل فى إعادة التدوير بالتعاون مع الوزارة و«GIZ»
موّل مكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، 42 مصنعاً خلال آخر 3 سنوات، منها 26 مصنعاً تعمل فى مجال تدوير المخلفات بقطاعاتها المختلفة.
قال أحمد كمال، المدير التنفيذى، إن المكتب يدرس طلب 12 مصنعاً الحصول على قروض، معظمها فى مجال إدارة وتدوير المخلفات، إذ يتم حالياً دراسة جدارتها الائتمانية بالتعاون مع البنوك.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المساعدات التى يقدمها المكتب للمصانع، من الممكن أن تكون خدمات تمويلية أو فنية، إذ تعد الأخيرة أهم بشكل كبير للمصانع، خصوصاً فى مجال تدوير المخلفات. والمساعدات الفنية يمكن أن تغنى المصانع عن الخدمات التمويلية.
وأوضح: «إذا استطاع المصنع تقديم منتج جديد من المخلفات، سيكون قد اكتسب قيمة مضافة من مواد لم يكن يستخدمها أو تكن فى الحسبان».
ورفع مكتب الالتزام البيئى باتحاد الصناعات، الحد الأقصى للقرض الذى يقدمه إلى 7 ملايين جنيه، العام الماضى، يسدد على أقساط سنوية من عام حتى 4 سنوات، متضمنة عاماً واحداً فترة سماح و%3.5 مصاريف إدارية متناقصة.
كان المكتب جدد اتفاقية القرض الدوار، فبراير 2018، بقيمة 120 مليون جنيه، واستفاد منها منذ بدء العمل بها فى عام 2005، بعدد 425 مشروعاً بإجمالى تمويلات 410 ملايين جنيه، وذلك لتنفيذ مشروعات ذات عائد بيئى واقتصادى تبلغ إجمالى استثماراتها 620 مليون جنيه، بحسب شريف الجبلى، رئيس لجنة تسيير المكتب.
وقدّم المكتب، الدعم الفنى لأكثر من 1800 منشأة صناعية خلال الفترة من 2005 وحتى بداية 2018.
وبلغت نسبة المشروعات المنفذة بالقاهرة الكبرى %29، وفى الصعيد %17، والإسكندرية %19، والدلتا %33 ومدن القناة %5.
قال «كمال»، إن المكتب موّل 12 مصنعاً فى قطاع الصناعات الغذائية خلال آخر 3 سنوات، بقيم تتراوح بين مليون و4 ملايين جنيه لكل واحد.
وأضاف أن المكتب كان يموّل المصانع بقرض أولى، على أن يستكمله عندما ينجح الغرض منه فى المرحلة الأولى. لكن معظم المصانع تكتفى حالياً بالتمويل الأولى ثم تقوم بالتمويل الذاتى.
وتابع: «المكتب موّل العديد من المصانع فى قطاعات أخرى. وتظل للصناعات الغذائية فرص واعدة فى عملية تدوير المخلفات، إذ يمكن أن تقوم بتدوير قشور وبذور الفاكهة المستخدمة فى مصانع العصير».
وأشار إلى أن المصانع كانت تتخلص من هذه النوعية من مخلفاتها أو تبيعها، فى حين أنها تستخدمها حالياً للخروج بعائد اقتصادى وقيمة مضافة.
أضاف أن المكتب قدّم المساعدة الفنية لمصنعيْن يعملان بقطاع الصناعات الغذائية فى محافظتى القاهرة وبورسعيد، بهدف إعادة تدوير «شرش اللبن» الناتج عن الجبن، وإنتاج البروتين الذى يُصنّع منه بعض أنواع الخبز والعصائر، وذلك بالتعاون مع اتحاد الصناعات الدنماركى، فلديه مصانع تمتلك التكنولوجيا اللازمة لذلك.
وأوضح أن «شرش اللبن» يعد أحد المخلفات التى تقوم بعض المصانع بإلقائها فى المصارف، ما يؤدى إلى قتل الأسماك. وعملية تحويله إلى بروتين، أسهمت فى تجاوز المشكلة البيئية إلى عائد ومردود اقتصادى للمصانع.
ولفت إلى أن المكتب بدأ الاتجاه إلى تقديم المساعدات للمصانع، للحصول على «البيوجاز» من المخلفات الزراعية أو الصناعية، كما يمكن للمصانع البدء فى استخدام المخلفات الناتجة عن مصانع صناعة الجلود، والنسيج كالقماش.
وقال المدير التنفيذى لمكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات، إن المكتب يقوم، حالياً، بعقد دورات تدريبية للشباب فى مجال إعادة تدوير المخلفات تحت عنوان «بناء قدرات مشاريع ريادة الأعمال»، بالتعاون مع جهاز إدارة المخلفات بوزارة البيئة، والجمعية الألمانية للتعاون الدولى «GIZ».
وأضاف أن الهدف من تلك الدورات شرح كيفية إعداد دراسة الجدوى الخاصة بالمشروعات الخاصة بتدوير المخلفات، وكيفية حساب احتياجاتها من المواد الخام وآلية الحصول عليها.
وأوضح أن الدورة الأولى التى انتهت يناير الماضى شارك فيها 28 شاباً، على أن يشارك فى الدورة الثانية 22 شاباً.
وسيتم تنظيم لقاء لخريجى الدفعة الأولى مع البنوك الفترة المقبلة لدراسة مشروعاتهم.
وذكر أن المكتب يعقد لقاءات مع جمعيات المستثمرين، للتعريف بالخدمات التمويلية والفنية التى يقدمها المكتب، خاصة فى مجال تدوير المخلفات، والتعريف بقيمتها وكيفية حساب التكلفة من خلال الدراسات الفنية.
وأشار المدير التنفيذى لمكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات، إلى أن العائق أمام توسع المصانع فى عملية تدوير المخلفات ليس التكلفة المالية.. فالأهم هو الدراسات الفنية.
وذكر أن نحو 10 شركات تقدمت إلى المكتب للحصول على تمويل ودراسات فنية للتحول إلى الطاقة الشمسية. ولدى المصانع فرصة كبيرة فى هذا المجال فى ظل سعر الكهرباء الحالى، خصوصاً للمصانع التى لديها مساحات كبيرة.
وأشار إلى أن المكتب يتلقى طلبات للحصول على مساعدات فنية أكثر من التمويل. فمهما كثرت الخدمات المالية ستكون محدودة، بعكس الخدمات الفنية التى يمكن أن يفيد فيها المكتب أكثر عدد ممكن من المصانع.
وقال إن المكتب قام بتقديم التمويل والمساعدة الفنية لأحد المصانع بمدينة 6 أكتوبر فى مجال تدوير المخلفات الإلكترونية، المتمثلة فى الهواتف المحمولة وشاشات الكمبيوتر وجهاز الفيديو والتليفزيون، وتلك النوعية من المصانع تحتاج إلى تأمين احتياجاتها من المخلفات الإلكترونية، التى يمكن أن تستخرج منها بعض العناصر منها الذهب والقصدير والنحاس.