طالبت فرنسا وألمانيا والمفوضية الأوروبية، الرئيس الصينى شى جين بينج، بفتح الأسواق الصينية المحمية أمام الأعمال الأوروبية مع إصرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على قدر معين من المعاملة بالمثل من بكين لأجل إبرام اتفاقية استثمار بين الاتحاد الأوروبى والصين العام المقبل.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، حاول تشكيل جبهة موحدة للاتحاد الأوروبى لمقاومة المنافسة التجارية الشديدة بين الصين والولايات المتحدة لكن جهوده ضعفت بسبب حرص إيطاليا وبعض دول أوروبا الوسطى والشرقية على جذب الاستثمارات الصينية.
وكان ماكرون، قد دعا ميركل، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، للانضمام إليه فى باريس خلال قمة ثنائية جمعته مع الرئيس الصينى فى محاولة للتأكيد على وحدة الاتحاد الأوروبى.
وردد كل من القادة الأوروبيين تصريحات ماكرون، الذى أعلن الأسبوع الماضى أن «وقت السذاجة الأوروبية» تجاه الصين قد انتهى مطالباً باتخاذ موقف المثلية التجارية مع الصين.
وقالت «ميركل»، إنه فى أوقات التغيير العالمى والمنافسة الاستراتيجية فإنه ينبغى على الجميع بذل جهد.
وأوضح يونكر، أن الشركات الأوروبية يجب أن تجد نفس درجة الانفتاح فى السوق الصينية التى تجدها الشركات الصينية فى أوروبا.
وقال ماكرون، إن الانفتاح الأوروبى على التجارة والاستثمار ساعد فى إخراج 700 مليون صينى من الفقر لكنه أدى أيضاً إلى تحولات وتوترات عميقة فى المجتمع الأوروبى.
وأشار إلى أن التوترات العميقة أدت إلى الحاجة إلى الحماية المشروعة فى إشارة إلى فقدان الوظائف الصناعية فى أوروبا والقيود التى تفرضها بعض الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى على عمليات الاستحواذ الصينية لشركات التكنولوجيا الفائقة.
وشكا ماكرون، على وجه الخصوص من شبه استحالة حصول الشركات الأجنبية على عقود المشتريات العامة فى الصين على سبيل المثال فى السكك الحديدية أو غيرها من الهياكل الأساسية للنقل.
وقال ستيفانى بالم، أستاذ القانون والسياسة فى «ساينس بو»، إن أوروبا والصين واجهتا لحظة تاريخية فى علاقتهما لأن شروط تفاعلهما الاقتصادى آخذة فى التغير.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يتدفق فيه المزيد من الاستثمار المباشر من الصين إلى أوروبا حيث أصبحت الصين أكثر ثراءً وتآكلت مزاياها التنافسية.
وتستغل فرنسا وإيطاليا البطاقة الصينية لتحقيق مآربهما فى أوروبا؛ حيث يسعى ماكرون، إلى تعزيز مسعاه من أجل وحدة الاتحاد الأوروبى بينما كان الزعماء الإيطاليون الذين وقعوا مؤخراً على برنامج البنية التحتية للطرق والطريق فى بكين حريصين على إظهار أنه لم تكن فقط باريس وبرلين تديران الاتحاد الأوروبى.
وقال بالم «يمكن أن تكون الصين أداة لتوحيد أوروبا أو تقسيمها، خاصة بعد أن أصدر ماكرون، تحذيراً غير مباشر إلى الصين بعدم السعى لتقسيم الاتحاد الأوروبى».
ومن جانبه لم يقدم الرئيس الصينى أى تعهدات محددة بشأن فتح الأسواق الصينية بخلاف الموافقة على فقرة فى الإعلان الفرنسى الصينى المشترك الذى يقول إن البلدين يدعمان صفقة استثمار عالمية طموحة بين الاتحاد الأوروبى والصين بما فى ذلك الوصول إلى الأسواق وحماية الاستثمار بروح من المنفعة المتبادلة.
وأكدّ شي، أن الصين ستواصل المضى قدماً فى الإصلاح والانفتاح الذى بداته على مدار العقود الأربعة الماضية.