نمو طلب الخدمات يحتاج تكنولوجيا تدعم قدرات التنقل والشحن
72 مليار دولار قيمة سوق النقل والركوب الإلكترونى 2020
يخضع عالم الطيران إلى سيطرة أمريكية وأوروبية منذ القدم ولذلك فإن دور الغرب وزعامته الدولية للطيران لم يكن موضع شك إلى حد كبير فى وجود شركتى “بوينج” و”إيرباص” فى مجال تصنيع طائرات الركاب، فضلاً عن قدرة تنظيمية تتمثل فى إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) والوكالة التنظيمية لسلامة الطيران الأوروبية (EASA)، والتى تحدد المعيار لسلامة الطيران بجميع أنحاء العالم، ووسط كل ذلك تشير التوقعات إلى أن الصين ستصبح قوة رائدة فى عالم الطيران بفضل عدة عوامل نسرد بعضها هنا..
1. ابتكار أسرع
يتشكل قطاع الطائرات بدون طيار وتحركه شركة واحدة هى Da-Jiang Innovations ((DJI أو “دى جيه آى”، حيث تمتلك أكثر من 70% من حصة السوق العالمية للصناعة وبلغت إيراداتها 2.7 مليار دولار فى عام 2017، ولا تستطيع أى شركة مقرها فى الغرب التنافس مع تكامل سلسلة التوريد الكامل وخط التصنيع، والسرعة المبتكرة والدعم اللوجيستى فى مقر الشركة فى “شنتشن”، وهذا يوفر مزايا تنافسية هائلة وواضحة.
وفشل مراراً وتكراراً المنافسون الدوليون فى تحدى التكلفة المنخفضة لتصميم الأجهزة والبرامج وسلسلة التصنيع والخدمات اللوجيستية وهى ميزات خاصة بالاقتصاد الصينى الأوسع، وتمتلك الشركة الصينية قدرة ابتكار أسرع من أى شركة أخرى فى مجال الطائرات غير المأهولة ويمكنهم التطور للحاق بقدرات منافسيهم بسرعة، كما نجحت الشركة فى تطوير القدرات اللازمة لرحلة آمنة بشكل أسرع من معظم الشركات الأخرى ولها القدرة على الحصول على البيانات الجوية بشكل أفضل وإرسال الفيديوهات والصور.
وبالإضافة إلى القدرة الهائلة فى تنفيذ التصوير الجوى يتفوق المصنعون الصينيون على منافسيهم فى تطوير واختبار أنظمة الحكم الذاتى من أجل التنقل الشخصى، وفى الآونة الأخيرة أعلنت عدد من المدن الصينية عن مشاريع تجريبية لإدارة حركة المرور للطائرات بدون طيار تتيح التنسيق فى الوقت الفعلى بين عمليات الطيران فوق المدن وهى واحدة من العناصر الرئيسية لتطوير صناعة الطائرات بدون طيار التجارية.
ويعمل المجتمع الدولى فى مجموعات لوضع معايير الصناعة وتطوير البروتوكولات التكنولوجية على مدى سنوات، وسبقت الصين ذلك ووصلت لمرحلة اختبار تقنية تحديد الهوية عن بعد والتتبع وتنسيق الطيران غير المأهول من خلال الاستفادة من تجارب شركات مثل “يونيفلاى” ومن خلال شراكات مع رواد التكنولوجيا المحليين مثل “هواوى”، الشىء الوحيد الذى يبقى على الصين اللحاق بالدول الأخرى فيه هو وضع إطار تنظيمى قوى للطائرات بدون طيار التى تمكن العمل بسهولة على نطاق وطنى.
2. الحاجة أم الاختراع .. الصين تحتاج لشبكة لوجيستية من الجيل التالى
من خلال الاستثمار الهائل فى الصين، تتطلع شركات التكنولوجيا التى تركز على التنقل إلى إعادة تحديد مدى الكثافة السكانية للمراكز، وتوزيع المجتمعات الريفية، ونقل الأشخاص والسلع والخدمات، ومن عام 2007 إلى 2014 بلغت الاستثمارات فى منصات السيارات والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية أكثر من 50 مليار دولار وتقدر خدمات النقل الإلكترونى وطلب ركوب السيارات إلكترونياً بحلول 2020 بنحو 72 مليار دولار في الصين، أى أكثر من جميع البلدان الأخرى فى العالم مجتمعة، ومع وجود 1.42 مليار شخص والعديد من المدن على رأس قائمة 20 أعلى المدن كثافة، فإن الصين لديها حاجة ملحة لمزيد من حركة الناس والممتلكات والخدمات.
ومع نمو الاقتصاد بنسبة 6.5% والكثافة الجغرافية المتنوعة للغاية فى البلاد، توفر الصين مزيجاً مثالياً من بيئات التوصيل الحضرية والريفية لجعل خدمات التوصيل عبر الطائرات بدون طيار مفيدة للغاية، وبالفعل أنشات شركة JD.Com، ثانى أكبر متاجر تجزئة عبر الإنترنت فى الصين شبكة لتوصيل الطائرات بدون طيار تغطى 100 قرية ريفية تستفيد من 40 طائرة بدون طيار عندما كانت شركة “أمازون” فى الولايات المتحدة تأمل فى الحصول على الموافقات لبدء اختبارات الطيران.
وأصبحت SF Express ، التى تعتبر الشركة الرائدة فى مجال التوصيل بالطائرات بدون طيار دولياً أول شركة تحصل على ترخيص مشغل الطائرة بدون طيار فى الصين وتوفر مقياس توصيل لا مثيل له فى أى مكان آخر، ومع وجود حوالي 80% من جميع الأعمال التجارية التى يتم تسليمها للمستهلكين ضمن الفئة ذات القيمة المنخفضة والوزن المنخفض، ستصبح الطائرات بدون طيار قريباً قوة سوقية هائلة.
3. دعم الحكومة الصينية للثورة الصناعية الرابعة
تدفع البيئة الاقتصادية والسياسية الفريدة فى الصين باتجاه اعتماد الطائرات بدون طيار والحركة الجوية الشخصية وطبقات البنية التحتية الرقمية التى تجعلها تعمل جميعها، ويستفيد القطاع من قدرة الحكومة فى بكين على الاستثمار بكثافة فى قطاعي التكنولوجيا والفضاء، مع دعمهما من خلال المرونة التنظيمية التى قد تكون أعظم أصولها.
وتلعب مبادرة الرئيس الصينى “صنع فى الصين 2025” دوراً مهماً فى السيطرة على صناعة الطيران على الصعيد العالمى وقيادته ومن المتوقع أن تصبح الصين أكبر سوق لطيران الركاب فى العالم بحلول عام 2024، ودخل رواد التكنولوجيا الحاليين مثل “بوينج” و”إيرباص” اللعبة لتوسيع حقائبهما لتشمل التنقل الجوى على ارتفاع منخفض وعمليات الطائرات المستقلة، رغم أن كليهما يفتقران إلى حكومة داعمة مفردة تتماشى معهما بشكل استراتيجى.