عاد سوق الوظائف فى الولايات المتحدة للتعافى مجدداً، ما يخفف بعض القلق من حدوث تباطؤ أعمق. وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن معدل التوظيف جاء أفضل من المتوقع فى شهر مارس وتراجعت البطالة بالقرب من أدنى مستوياتها منذ خمسة عقود، ما يشير إلى أن الطلب على العمال لا يزال قوياً حتى فى الوقت الذى يواجه فيه أرباب العمل نوبات اقتصادية متكررة.
أوضحت الوكالة الأمريكية، أن عودة مكاسب الأجور تعزز رسالة الاحتياطى الفيدرالى، بتعليق أسعار الفائدة رغم أن أرقام كشوف الرواتب تشير إلى أن الضعف فى فبراير الماضى كان أمراً غير طبيعى.
وقالت إلين زينتنر، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين فى «مورجان ستانلى»، إنَّ تقرير الوظائف بمثابة دليل على أن الاقتصاد لا يتجه نحو الانحدار، ويمحو مخاوف حدوث ركود قادم، مضيفة أننا كنا بحاجة إلى مثل هذا التقرير بعد التراجع المفاجئ فى فبراير.
وأشارت الوكالة إلى أن التقرير يتماشى مع آراء مسئولى بنك الاحتياطى الفيدرالى، بأنه فى حين يظل سوق العمل ضيقاً، فإنَّ المخاوف بشأن النمو العالمى تثقل كاهل التوقعات، ولا يزال التضخم ضعيفاً.
وعلى الرغم من علامات الضعف الأخيرة فى مبيعات الصناعات التحويلية ومبيعات التجزئة وانخفاض المشاركة فى القوى العاملة، أظهر التقرير ثبات الاقتصاد على حاله.
وكشفت البيانات ارتفاع الوظائف بمقدار 196 ألف وظيفة الشهر الماضى، متجاوزاً توقعات المحللين فى استطلاع «بلومبرج» والتى بلغت 177 ألف وظيفة، الأمر الذى عزز الانتعاش فى قطاع الأسهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لم يتغير معدل البطالة عند 3.8%، بينما ارتفع متوسط الدخل فى الساعة بنسبة 3.2%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وقالت لانويتى باهوغونا، كبير مديرى المحافظ لدى «كولومبيا تريدن ايدل» للاستثمار، إنَّ نمو الوظائف ليس قوياً لدرجة التساؤل عن وجود ضغوط تضخمية قادمة فى الطريق، وليس ضعيفاً بما يكفى للإشارة إلى تباطؤ أكبر.
وأضافت أن تقرير الوظائف ليس مصدر قلق من وجهة نظر الركود ولا من وجهة نظر التضخم.
وتشير البيانات إلى أن سوق العمل قوى بما فيه الكفاية لدعم النمو فى الأشهر المقبلة حتى لو كانت مكاسب الوظائف معتدلة مقارنة بوتيرة العام الماضى.
وقالت سوبادرا راجابا، رئيسة استراتيجية الأسعار الأمريكية فى «سوسيتيه جنرال» فى مقابلة مع تليفزيون «بلومبرج»، إنَّ هذا التقرير مثالى لمجلس الاحتياطى الفيدرالى؛ لأنه يثبت فعلياً ما ينادى به طوال الوقت، ولا يوجد ضغوط على الأجور، ولكنَّ هناك خطراً ضئيلاً للغاية من التضخم.
وجاءت البيانات فى الوقت الذى يتوقع فيه المستثمرون خفض سعر الفائدة العام الجارى بعد أربعة ارتفاعات فى عام 2018.