ثابت: «جهينة» تعود لمبيعات ما قبل التعويم فى 2020
محمود: «إم تى أى» تراهن على الهواتف الذكية
الإبيارى: «القلعة» تبدأ جنى ثمار استثماراتها خلال السنوات المقبلة
ناقشت الجلسة الثانية من مؤتمر الاستثمار فى شمال أفريقيا والذى يعقده بنك استثمار «رينيسانس كابيتال» خلال يومى 9 و10 أبريل فى مدينة «كيب تاون» فى جنوب أفريقيا، التحديات التى واجهها الإقتصاد المصرى عقب تعويم العملة فى عام 2016 وتجاوز الشركات الصعوبات التى واجهتها بالتزامن مع تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى.
قال سيف الدين ثابت، العضو المنتدب لشركة «جهينة للصناعات الغذائية»، أنه قبل تعويم الجنيه فى 2016 مثل وجود سعرين للصرف تحدى كبير أمام شركات القطاع الغذائى فى ظل اعتمادية القطاع على مواد خام مستوردة.
تابع، أن فى العام التالى لتعويم الجنيه، تأثرت القدرة الشرائية للمستهلكين بصورة كبيرة وظهر واضحاً فى تراجع حجم المبيعات، والتى بدأت فى استعادة جزء مما خسرته تدريجياً خلال عام 2018، وبدأت الأرباح تتحسن وقيم المبيعات بالنسبة لجهينة وجميع الشركات العاملة.
وتوقع عودة الشركات بشكل عام وجهينة بشكل خاص لأحجام مبيعات ما قبل التعويم بنهاية العام المقبل 2020، إلا أن بعض المخاوف تبقى قائمة إثر الخفض المتتالى فى الدعم، بما سيؤثر على صافى الأرباح فى ظل زيادة المصروفات.
ووجه عمرو هلال الرئيس التنفيذى لـ «رينيسانس كابيتال» السؤال إلى خالد محمود رئيس مجلس إدارة شركة «إم تى أى»، كواحدة من الشركات التى تخاطب قطاع عريض من المستهلكين سواء عبر توزيع الهواتف والأجهزة المنزلية أو كروت الشحن لشركات المحمول أو حتى بالنسبة لبيع السيارات الفارهة.
وقال محمود إن مصر سوق كبير به أكثر من 100 مليون مستهلك، و«إم تى أى» تغطى مصر بشكل كامل، وبالنظر إلى قطاع الإتصالات وأهميته للشعب المصرى فى ظل التوزيع الديموغرافى للسكان، والنسبة الأكبر من الشباب تصل إلى %50 أقل من 25 عاما، و«كشركة تركز بالأساس على عمليات توزيع الهواتف المحمولة لشركتى سامسونج وهواوى والذين يمثلان %55 من سوق الهواتف المحمولة فى السوق المصرى فإن الطلب الاستهلاكى يتنامى سنوياً ويمكن قياسه فى أعمال الشركة».
أضاف أن نسبة انتشار الهواتف الذكية فى السوق المصرى تصل إلى %32 مقابل %65 عالمياً، ما يمثل مجالا متسعا كبيرا للنمو كما أن القدرة الشرائية للمستهلكين لم تتأثر فى ظل مخاطبة كافة الشرائح، والحصة السوقية الأكبر تأتى من الشريحة المتوسطة.
أشار إلى وجود مليون حالة زواج سنوياً والتلفزيون أصبح من متطلبات الحياة الضرورية فضلاً عن أجهزة التكيفات وجميعها تحقق نمو سنوى، كما أنه بالنسبة للسيارات الفارهة فإن «إم إم جروب» تمثل علامات مثل «بنتلي»، و«جاجوار»، و«مازيراتى»، أصبحت معارضها تشبه «السوبر ماركت» بعد تفعيل إتفاقية الجمارك مع الاتحاد الأوروبى، والتى خفضت أسعار السيارات بنحو %25 منذ بداية العام، ويكمن الخطر الوحيد حالياً فى انفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبى وطبيعة المعاملة الضريبية مع السيارات البريطانية فى المستقبل.
وعلى جانب الاستثمار فى القطاع المالى، فقد أطلقت الشركة بالشراكة مع «بى إنفستمنتس» مجموعة ابتكار لخدامات التمويل والتى تعد منصة متكاملة تعمل فى مجالات الدفع الإلكترونى عبر شركتى «بى» و«مصاري» واللتان تنفذان نحو 2.5 مليون عملية يومياً، فضلاً عن رخص التأجير التمويل والتمويل العقارى تحت مظلة مجموعة «تمويل القابضة» والتى تقترب صفقة الاستحواذ عليها من الإنتهاء، فضلاً عن الحصول على رخصة التمويل متناهى الصغر والذى يمتلك قاعدة بيانات لنحو 110 آلاف تاجر يتعامل مع الشركة يمكن البدء بهم، إلا أنها لن تقتصر على قاعدة التجار المتعاملين مع الشركة.
وأوضح محمود أن سوق المحمول المصرى تبلغ إيراداته نحو 3 مليارات دولار سنوياً، فيما تصل مبيعات سوق الأجهزة المنزلية لنفس الرقم تقريباً وتصل لنحو 4.5 مليار دولار لسوق السيارات، وهو ما يشير إلى قوة القدرة الشرائية للقطاع الاستهلاكى المصري.
وعلق سيف الدين ثابت، أن السوق المصرى يعتبر سوقين فى سوق واحد فالشريحة التى تستهدفها شركات الأغذية تختلف عن الشريحة التى تستهدفها شركات التوزيع.
قال عبدالله الإبيارى العضو المنتدب لقطاع الأسمنت فى شركة «القلعة»، إن الإدارة العليا للشركة توقعت فى وقت مبكر ضرورة لجوء الحكومة لتحرير العملة وأسعار الطاقة وهو ما دفعها للإقدام على الاستثمار فى عدد من المشروعات المستفيدة من تلك الخطوة، مثل النقل النهرى، ومصفاة التكرير، وتوزيع الغاز.
أضاف أنه كان يجب الاختيار بين التفكير من منطلق شركات الاستثمار المباشر والتى تبنى توقعاتها بناء على خطط حكومية مستقبلية قد تتأخر ولا تتماشى مع طبيعة الاستثمار، أو اختيار الاتجاه الصعب والعمل كشركة صناعية وهو الاختيار الذى فضلته القلعة رغم مخاطره والتى تحقق جزء منها بتأخر عمليات الإصلاح الهيكلى.
تابع، أن الاستثمارات الرئيسية التى تركز الشركة عليها ستبدأ جنى الثمار خلال السنوات المقبلة بعد إتجاه الحكومة المصرية لبرنامج إصلاح إقتصادى لعلاج المشكلات الهيكلية فى فاتورة الدعم وغيرها، فضلاً عن دخول مصفاة المصرية للتكرير فى مرحلة التشغيل التجريبى ومن المتوقع إنطلاق الإنتاج التجارى بحلول الربع الثالث من العام الجارى.
كما أن استثمارات الشركة فى قطاع تدوير المخلفات والتى يتنامى الطلب عليها من الشركات كثيفة استهلاك الطاقة، خاصةً شركات الأسمنت ظهرت بصورة جيدة خلال السنوات الماضية.